دولة حبيسة لا تطل على سواحل أنهكها تحالف المجاعة والفقر والمرض ضدها تسعى لتفجير مفاجأة على الصعيد الكروي بالمشاركة في أول بطولة رسمية لها عام 2012. ولم تكن الرياضة وخاصة كرة القدم أسعد حظا من باقي المظاهر الحياتية في ظل انعدام الإمكانيات اللازمة للنهوض بالدولة التي يقع 70% من سكانها تحت خط الفقر وتعانى من ارتفاع معدل وفيات الأطفال. وتعد كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى في النيجر إلا أن منتخبها لم يحقق إي إنجاز كروي إذ لم يتأهل مطلقا لبطولتي كأس العالم أو كأس الأمم الإفريقية. ويعرف أهل الكرة المصرية النيجر في شخص داوودا كاميللو لاعب القطن الكاميروني السابق والاتحاد الليبي الحالي، والذي كان الأهلي يرغب في ضمه. ويتمثل الإنجاز الرياضي الوحيد للدولة التي تغطي الصحراء الكبرى 80% من مساحتها في فوز الملاكم إيزاك دابورج ببرونزية دورة الألعاب الأوليمبية في ميونيخ عام 1972. ورغم قطع نهر النيجر للدولة الأكبر على مستوى المساحة في دول غرب إفريقيا إلا أن المشكلات المناخية والتصحر يهدد النشاط الزراعي ويؤدى لتدهور البنية التحتية للبلاد. التاريخ الكروي لم نر منتخب النيجر سوى فى ثلاث مشاركات فقط تنحصر في منافسات التصفيات سواء المؤهلة للمونديال أول كأس الأمم الإفريقية. كانت المشاركة الأولى فى التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا 2004 خاض خلالها المنتخب المجهول ست مباريات. فاز في ثلاث مباريات على أرضه أمام أثيوبيا وليبيريا وغينيا وهزم في الثلاث الباقين ليفشل في الوصول للبطولة. وفي المرة الثانية شارك المنتخب في التصفيات المؤهلة لأمم إفريقيا 2008 فاز في مباراة واحدة وتعادل في أخرى وخسر في أربعة لقاءات. وفاز منتخب النيجر على ليسوتو وتعادل مع منتخب أوغندا وخسر باقي المباريات أهمها أمام نيجيريا. وعلى صعيد المونديال شارك منتخب النيجر في التصفيات وخرج بشكل قاسي أمام المنتخب الجزائري بالخسارة على أرضه 1-0 وخارج ارضه بسداسية نظيفة. منتخب النيجر يحتل منتخب النيجر المركز رقم 154 في على مستوى منتخبات الكرة حول العالم وفقا لآخر تصنيف أصدره الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). وتتمثل نقطة ضعفه في خط الدفاع وحراسة المرمى التي يتولاها كاسالي داوودا لاعب فريق القطن الكاميروني. ويعد الثنائي الهجومي داوودا كاميللو لاعب الاتحاد الليبي والحسن يوسفو لاعب الفتح الرباطي المغربي أبرز عناصر الفريق ومصدر خطورته. وخسر منتخب النيجر بهدفين دون رد أمام جنوب إفريقيا في الجولة الأولى من التصفيات ليتذيل المجموعة بلا النقاط. موسى مازو يعد موسى مازو صاحب ال22 عاما أبرز لاعبي النيجر على مدار تاريخها الكروي بسبب ارتدائه قميص نادي بوردو الفرنسي. استهل مازو مشواره الاحترافي مع كرة القدم عام 2005 داخل نادي أسفان في الدوري المحلي حتى عام 2008 أحرز خلال تلك الفترة 48 هدفا. وانتقل مازو للوكيرن البلجيكي عام 2008 ومنه إلى سسكا موسكو الروسي الذي اعاره للوكيرن مجددا ثم موناكو. وفور عودة اللاعب مجددا لموسكو تمت إعارته لنادي بوردو بداية الموسم الجاري ولكنه لم يشارك مع الفريق الفرنسي إلى الأن. وتسود حالة من التفاؤول أروقة منتخب النيجر، وهى الحالة التي أظهرتها تصريحات لاعبي الفريق ورئيس اتحاد اللعبة. ويضمن داوودا كاميللو لجماهير بلاده تقديم مباراة كبيرة رغم اعترافه بقلة خبرة الفريق مقارنة بنظيره المصري بطل إفريقيا ثلاث مرات متتالية. وقال كاميللو: "نضم سبعة لاعبين محترفين قادرين على إثبات وجودهم أمام مصر بالنجوم أمثال محمد أبو تريكة وعصام الحضري". وأضاف "كامل الاحترام لمصر ولكن تعادل سيراليون في القاهرة يؤكد أن كرة القدم أصبحت لا تعترف إلا بالعطاء وبذل الجهد". أما جبريلا حميد رئيس الاتحاد النيجري لكرة القدم فيرى إنه "من الصعب التكهن بنتيجة المباراة رغم الفارق في المستوى بين المنتخبين". ووجه حميد رسالة لجميع متابعي اللقاء عبر القارة السمراء أكد فيها "انتظروا مفاجأة منتخب النيجر الواعد أمام مصر".