إغلاق المساحات خلف ظهيري الجنب، فك مصيدة التسلل، اللعب على ثغرة أحمد كمال مع عدم الانكماش الدفاعي .. أربع نقاط تعلمها حسام البدري المدير الفني للأهلي من خلال خبراته مع حرس الحدود، واستغلها مدرب الشياطين الحمر للفوز بكأس السوبر. فقد احتاج البدري لأربع مباريات مع حرس الحدود في الموسم الماضي حتى يفوز على طارق العشري المدير الفني للفريق العسكري. حرس الحدود فاز على الأهلي في سوبر 2009، وتعادل الطرفان في الدوري الممتاز ذهابا وإيابا، وتوج الفريق العسكري بكأس مصر بركلات الترجيح. وكشف البدري عن الخطة التي بناها معتمدا على مبارياته السابقة مع الحدود، وأوضح هو ولاعبوه كيف استطاع منح الأهلي كأس السوبر للمرة السادسة في تاريخ القلعة الحمراء. الدرس الأول .. غلق منفذ ظهير الجنب في سوبر 2009، استغل حرس الحدود أن الأهلي لم يعتد بعد على طريقة 4-4-2 التي طبقها البدري منذ تولى مسؤولية القلعة الحمراء، وفاز الفريق العسكري بهدفين. واعتمد طارق العشري المدير الفني لحرس الحدود على مهاجمة ظهيري جنب الأهلي، ما أثمر عن استغلال الفريق العسكري لهجماته بنجاح. وتعلم الأهلي في سوبر 2010 من الدرس، ما كشف عنه البدري بقوله بعد التتويج: "طلبت من شريف عبد الفضيل (الظهير الأيمن للفريق الأحمر) عدم التقدم بشكل كبير في الهجوم". واستفاض "حرس الحدود دائما يلعب على كرات طولية من آخر اليمين لليسار والعكس، ولذلك طلبنا من ظهيري الجنب ألا يتقدمان كثيرا".
وحتى حين انتقل أحمد عيد جناح حرس الحدود من الناحية اليمنى إلى اليسار على أمل اللعب وراء سيد معوض، تحرك البدري وكلف أحمد حسن بالعودة للدفاع حتى يساند الجبهة دفاعيا. الدرس الثاني .. فك مصيدة التسلل في أول مواجهة بين الأهلي والحدود خلال الموسم الماضي بالدوري، لعب الفريق العسكري على مصيدة التسلل، ونجح في خنق الشياطين الحمر طوال اللقاء حتى انتهى بالتعادل. وخلال لقاء 2010، ظهر واضحا أن البدري تعلم الدرس، واعتمد على حيلة المهاجم المتأخر، والذي أداه محمد أبو تريكة. تحرك أبو تريكة خلف فرانسيس دو، وكان يندفع من الخلف إلى الأمام في هجمات الأهلي، ما جعل مصيدة التسلل العسكرية بلا قيمة. واضطر ثنائي قلب دفاع حرس الحدود للتراجع إلى داخل منطقة جزاء الفريق العسكري، ما قلل كثيرا من خطورة أبناء العشري. فتأخر الخط الخلفي لحرس الحدود أدى إلى تراجع لاعبو الوسط بدورهم، ما جعلهم يفشلون في الربط مع أحمد عبد الغني وأحمد عيد في المقدمة. الدرس الثالث .. ثغرة كمال في المباريات السابقة، اعتمد البدري على بركات كجناح أيسر لأن النجم الزئبقي قادر على فتح جبهة قوية، بالإضافة أنه حين يخترق للعمق مجددا يصوب بيمناه بإتقان، لكن أمام الحرس الوضع اختلف.
فقد تحول محمد بركات من الناحية اليسرى إلى الجبهة اليمنى، والسبب أحمد كمال. وفسر بركات "في نهائي كأس مصر لعبت على اليمين في آخر المباراة، حين لاحظ البدري أن أحمد كمال (الظهير الأيسر للحرس) يترك مساحات خلفه". واستطرد "لذلك طلب مني البدري (في السوبر) اللعب منذ بداية اللقاء على المساحات خلف كمال، وأنا دائما تحت أمر الجهاز سواء في اليمين أو اليسار". الدرس الرابع .. لا تراجع الطبيعي حين تكون متقدما بهدف، ويخرج من فريقك لاعبا مطرودا، فإنك تستبدله بمدافع، خاصة وأن اللقاء كان في دقائقه الأخيرة، لكن البدري خالف ذلك. فحين طرد محمد فاروق حكم المباراة سيد معوض الظهير الأيسر للأهلي قبل نهاية اللقاء بعشر دقائق، قرر البدري أن يدفع بالجناح المهاجم عفروتو. وعقب البدري على ذلك "حرس الحدود كان يهاجم لأنه متأخر بهدف، ولذلك كان دخول عفروتو لاستغلال المساحات". وأتم "كان الهدف إحراز هدفا ثانيا وضمان تهديد الحدود حتى يخف الضغط علينا، وفي النهاية السبب الرئيسي في الفوز هذه المرة بعد أربع مواجهات سابقة هو أن التوفيق حالفنا هذه المرة".