المدير الفني للأحمر لم يجد حلولاً لمواجهة طريقة الحرس وتركها لمهارات بركات وأبوتريكة والصقر الأهلي هزم الحدود وفاز بالسوبر في أول ظهور له بقناة مودرن سأل أحمد شوبير ضيوفه في الاستوديو التحليلي عقب مباراة الأهلي وحرس الحدود علي كأس السوبر أمس الأول لماذا فاز الأهلي؟! وكان السؤال منطقياً وتباري حسن المستكاوي وطلعت يوسف ووليد صلاح الدين في تحديد أسباب فوز الأهلي وخسارة الحرس، لكن الكل أغفل إجابة مهمة تتعلق بلغة الأرقام التي لا يمكن تجاهلها في الرياضة عامة وكرة القدم بشكل خاص. المباريات الخمس الأخيرة التي جمعت الفريقين كان السيناريو فيها واحداً.. حرس الحدود يتقدم والأهلي يفشل في التعويض وإذا نجح فإنه لا يدرك أكثر من التعادل؛ ففي مباراة دور الثمانية لكأس مصر عام 2009 تقدم الحدود بهدف سجله أحمد عبدالغني في الدقيقة 72 ولم ينجح الأهلي في إدراك التعادل، وتكرر نفس الأمر في مباراة السوبر 2009 وفاز الحرس 2/صفر، وفي مباراتي الدوري الموسم الماضي كان السيناريو واحداً؛ ففي مباراة الدور الأول بالقاهرة تقدم الحرس بهدف أحمد سلامة في الدقيقة 70 وتعادل أحمد حسن للأهلي في الدقيقة 79، وفي مباراة الدوري الثاني بالإسكندرية كان التقدم للحرس بهدف مبكر سجله أحمد عيد عبدالملك في الدقيقة التاسعة، وتعادل عماد متعب للأهلي في الدقيقة 52، وفي نهائي كأس مصر الموسم الماضي تقدم الحرس في الدقيقة 45 عن طريق أحمد سالم صافي وتعادل محمد بركات للأهلي في الدقيقة 83. خمس مباريات بالتمام والكمال لم يتقدم الأهلي علي الحرس ولم ينجح في إدراك أكثر من التعادل في ثلاث مباريات، لذلك لكي يفوز الأهلي كان لابد أن يتغير السيناريو ويتقدم الأهلي وهو ما حدث أمس الأول عندما تلاشي دفاع الأهلي كل الأخطاء التي ارتكبوها في المباريات الثلاث الأخيرة أمام الحرس واستفادوا تماماً من عدم وجود أنياب حقيقية لمهاجمي الحرس لذلك كان إحراز هدف واحد كافياً لكي يفوز الأهلي، وهو ما حدث في الدقيقة 61 عندما استغل أبوتريكة خطأ محمد مكي وسجل هدف المباراة الوحيد. لغة الأرقام أوضحت لماذا فاز الأهلي علي الحدود، لكن لغة الأرقام نفسها تحتاج إلي تحليل وبالتالي يكون هناك سؤال آخر: لماذا تغير السيناريو؟، و الإجابة هنا تتعلق بالنواحي الفنية والبدنية؛ فالأهلي كان أفضل بدنياً طوال المباراة وكان صاحب المبادرة الهجومية حتي انطلاق صافرة النهاية لكن لاعبيه فشلوا في إيجاد الحلول اللازمة للوصول لمرمي علي فرج وهو ما يثير الدهشة لأن حسام البدري واجه الحرس في أربع مباريات متتالية لم يحقق فيها الفوز وبالتالي يعرف الطريقة التي يؤدي بها الحرس جيداً، وكان من المفترض أن يصل لحلول للتغلب علي هذه الطريقة التي تعتمد علي تأمين الدفاع وغلق المساحات، لكن البدري لم يصل للحلول وتركها لمهارات بركات وأبوتريكة وأحمد حسن تماماً كما حدث في مباراة هارتلاند النيجيري في دور الثمانية لدوري أبطال أفريقيا عندما جاء هدف التعادل بمجهود فردي رائع لبركات أسفر عن ركلة جزاء سجل منها أبوتريكة الهدف، ويبدو أن البدري سيعتمد كثيراً علي حلول بركات وأبوتريكة خلال الموسم الجديد. في المقابل كان لاعبو الحرس دون مستواهم الذي ظهروا به في نهائي كأس مصر حتي الروح القتالية والإصرار علي الفوز افتقدهما الفريق تماماً لذلك لم يستفد من النقص العددي للاعبي الأهلي لمدة 12 دقيقة بعد طرد سيد معوض وكان صعباً أن يهتز شريف إكرامي في ظل سلبية أحمد حسن مكي وأحمد عبدالغني واهتزاز مستوي أحمد عيد عبدالملك وعدم وجود دور هجومي للاعبي الوسط محمد حليم والهردة ثم عبدالرحمن محيي وظهيري الجانبين محمد مكي ثم عبدالرحمن فاروق وأحمد كمال مما يعني أن الحرس هاجم بثلاثة لاعبين فقط، وهو عدد غير كاف لاختراق دفاع الأهلي أو حتي إزعاجه وحتي عندما لعب السنغالي نداي وزاد عدد المهاجمين إلي أربعة لم يتغير الحال لأن نداي لم يضف جديداً سوي مزيد من الراحة لمدافعي الأهلي. الأهلي فاز بالسوبر لأنه عرف كيف يستفيد من أخطاء حرس الحدود ولأنه كان الأكثر رغبة وإصراراً علي الفوز وبالتالي أكد الأهلي للجميع أن النجومية فقط لا تكفي للفوز بالبطولات إذا لم تكن مصحوبة بالروح والإصرار والالتزام داخل الملعب.