"انى أشعر بالتعاطف الشديد معكم ، فلقد كنت اتوقع منافسة محمومة على لقب الليجا هذا الموسم، و لكن اعتقد أن املى قد خاب، أتمنى ان يستعيد هذا الفريق الكبير عافيته فى القريب العاجل"، هذه الكلمات الرقيقة ربما قد تعنى بالنسبة للبعض نهاية العالم، فهى لمشجع متحمس لريال مدريد، كان قد سجلها ضمن المنتدى الخاص بنادى برشلونة على موقع صحيفة الماركا الاسبانية و ذلك عقب ساعات قليلة من ثلاثية سانتاندير فى شباك برشلونة، و التى سجلت الهزيمة السادسة للنادى الكاتالونى هذا الموسم، فهل أصبح حال برشلونة الان يصعب على "المدريدى"؟!!. بلا شك أن الوسط الكروى الاسبانى يعكف على تحليل الوضع الكروى المتردى الذى تعيشه مدينة برشلونة هذه الايام، فالشقيق الأصغر اسبانيول يقبع فى مؤخرة الجدول منذ بداية الموسم، فيما يعيش الشقيق الكبر برشلونة اسوأ ايامه على مستوى الأرقام فى الليجا. فمع نهاية الدور الأول يترنح الفريق فى المركز السابع برصيد 27 نقطة. لم يفز على أرض "قلعته المنيعة" نو كامب سوى فى ثلاث مناسبات، احرز 26 هدفاً فقط، و دخل مرماه 25 هدفاً. و هو ما يرشحه إذا استمر بهذا المعدل لتحقيق اسوأ رصيد رقمى للنادى الكاتالونى منذ موسم 1994/1995، عندما لم يتجاوز رصيد نقاطه حاجز 46 نقطة. قد يكون الهولندى فرانك ريكارد المدير الفنى للفريق بخططه العقيمة، و تشيكلاته البهلوانية على رأس قائمة المطلوبين للمحاكمة من قبل جمهور النادى الكتالونى العريق. حيث لم يحصل ريكارد عقب "صاعقة سانتاندير" سوى على تأييد 10% من جمهور استطلاع اجراه موقع صحيفة" الموندو ديبورتيفو"، شارك فيه نحو 9500 زائر. فى المقابل ، يعتبر البعض من جمهور الفريق أن معظم لاعبى برشلونة لا يصلحون للعب بصفوف الفريق أصلاً، و هذا الرأى يتسق تماماً مع رأى الاسطورة يوهان كرويف، الذى انتقد البرازيلى رونالدينيو على نحو خاص، معتبراً أن غياب الروح القتالية و عقلية الانتصارات هى "كارثة الفريق" الحقيقية ، فيما نال رئيس النادى خوان لابورتا قسطاً لا بأس به من الانتقادات، خاصة من جانب النقاد و الخبراء، الذين يعتقدون أن مشروعه الرياضى يفتقر إلى المصداقية على العكس من مشروعه الاقنصادى و الاجتماعى. و لكن فى نهاية الأمر لم يطرح أى جانب من المهتمين بأمر برشلونة السؤال الأهم.....هل أزمة برشلونة وليدة "اليوم أو هذا الموسم؟"
البلغارى الداهية خريستو ستويشكوف نجم برشلونة الأسبق أجاب على هذا السؤال فى حديث نشرته صحيفة AS واسعة الانتشار ، حيث اعتبر نجم "فريق الاحلام" فى مطلع التسعينات أن الأزمة الحالية قد يكون المتسبب فيها عملاق النادى و رئيسه الأسبق خوسيب لويس نونييث: "إن برشلونة لم يكن يستحق أن يرحل عنه جواهر بحجم لويس فيجو و رونالدو و جوارديولا. فى الوقت الذى لم يستقدم فيه جواهر أخرى محلهم. .إن نونييث صديق شخصى لى، و لكنه يحمل قدراً من المسئولية عما يحدث اليوم". إن تشخيص ستويشكوف قد لا يبدو صحيحاً فى تفاصيله، ولكنه فى مجمله يشير إلى أن "الأزمة" هى حقيقة تاريخية فى تاريخ هذا النادى العريق، الذى يعتبر واحد من أكبر المؤسسات الرياضية و الاجتماعية فى العالم، و لكنه يظل على مستوى إدارة النشاط الرياضى واحداً من اكبر ألغازها ايضاً. فمنذ دخول فريق الكرة بنادى برشلونة صراع التعاقدات و جلب النجوم مزاحمة لريال مدريد فى منتصف الخمسينات، و النادى يمر بأكبر مجموعة من القرارات الخاطئة الانفعلالية لم يعرفها نادى بحجم البارسا على الاطلاق، خاصة إذا علمنا أن العمر الافتراضى للمدرب فى برشلونة لم يكن يتجاوز موسمين متتاليين على أفضل تقدير ، و قد يكون من المفزع أن يكون نونييث الذى يتهمه ستويشكوف هو أفضل رئيس فى تاريخ نادى برشلونة منذ تأسيسه عام 1899، حيث تمكن البارسا خلال 22 عاماً تحت قيادة نونييث من حصد ما يقرب من نصف الالقاب التى حققها منذ تأسيسه عام 1899. و قد يكون مدهشاً بالنسبة للبعض الاشارة إلى أن نونييث بأسلوبه الثورى الذى ينادى به لابورتا حالياً لم يستطع أن يحصد لقب الدورى المنشود سوى بعد سبع سنوات كاملة من توليه الرئاسة استقدم خلالها سبعة مديرين فنيين من الاجانب ، مستعيناً بمجموعة من افشل صفقات كرة القدم خلال اوائل الثمانينات، كمسكنات للجماهير الغاضبة، التى لم تتوقف عن الصراخ سوى مع قدوم اسطورة السبعينات يوهان كرويف الذى توج خلال سنواته السبع كمدير فنى كأفضل مدرب فى تاريخ البارسا. كرويف نجح بشخصيته الطاغية فى إعادة الاستقرار لصفوف الفريق مرة اخرى، ولكن القصة الكاتالونةي القدمية تكررت مع رحيله عام 1996 ، حيث عرف فريق الكرة خلال السنوات الأخيرة من عهد نونييث حالة تخبط إدارى اعادت بعض ذكريات الماضى التعيسة، ما بين تغيير الجهاز الفنى خمس مرات خلال السنوات الستة الأخيرة، و الاستغناء ع