هناك نظرية تقول إن غمزة كريستيانو رونالدو إلى رفاقه في منتخب البرتغال بعدما تسبب في طرد واين روني مهاجم إنجلترا عام 2006، كانت السبب الحقيقي في وجود فريق "برازيل أوروبا" ضمن قائمة المرشحين لنيل لقب كأس العالم 2010. فالمستوى المبهر الذي وصل إليه رونالدو خلال تلك الأعوام الأربعة الماضية جعلت منتخب بلاده مرشحا للقب، فقط لأنه يضم في صفوفه "شيطان ريال مدريد". والسبب الحقيقي وراء تطور مستوى الجناح الذي أصبح يجيد اللعب في كل المراكز الهجومية يعود لتلك الغمزة، التي طردت روني في مباراة إنجلترا والبرتغال بدور الثمانية من مونديال 2006، وأهدت الفريق الأحمر بطاقة الترشح لنصف النهائي. رونالدو وقتها كان يلعب في مانشستر يونايتد، وبعدما تسبب في خروج فريق روني من المونديال بات عدوا لجماهير كل ملاعب إنجلترا. ويحكي أليكس فيرجسون المدير الفني لمانشستر "منذ تلك الحادثة ورونالدو تعلم كيف يواجه الضغوط، وتحول من مجرد لاعب يستعرض مواهبه إلى نجم حقيقي". لذا تعقد الجماهير البرتغالية في أرض جنوب إفريقيا 2010 آمالها على أغلى لاعب في العالم لتحقيق إنجاز أكبر مما حققه اسطورة البلاد إيزبيو. لكن رونالدو وحده لن يستطيع فعل المستحيل، خاصة إن قدم رفاقه عروضا مشابه لتلك التي أهلتهم بمعجزة إلى كأس العالم 2010، برغم سهولة التصفيات. فقد تأهل المنتخب البرتغالي إلى كأس العالم بعدما احتكم إلى ملحق أمام البوسنة والهرسك بعد احتلاله المركز الثاني في مجموعته خلف الدنمارك. "رونالدو شو" بعدما أخفق جيل لويس فيجو ومانويل روي كوستا باسلوب لعبه الجماعي في إهداء البرتغال لقبا قاريا، يأمل عشاق "برازيل أوروبا" في أن يتغير الوضع مع عروض رونالدو الفردية. تتميز البرتغال على مدار تاريخها بتفوقها الكبير في مسابقات الناشئين والشباب بسبب إفرازاتها المميزة من المواهب الصغيرة.
وانتظرت الجماهير البرتغالية الكثير من الجيل الذي توج بكأس العالم للشباب عام 1991 بقيادة لويس فيجو وروي كوستا وجواو بنتو ونونو جوميش. إلا أن جماعية الفريق لم تسعفه أكثر من الوصول إلى نهائي كأس الأمم الأوروبية 2004 وقبل نهائي يورو 2000 ومونديال 2006. وتعادل فقط الإنجاز الذي حققته البرتغال مع كأس العالم 1966 والذي قدم خلاله الأسطورة إبزبيو عرضا منفردا. لذا تنتظر جماهير البرتغال أن يقود رونالدو الذي يعيش أفضل فتراته الكروية لما هو أبعد مما حققه إيزبيو، على أمل أن "تحقق الفردية ما عجزت عنه الجماعية". قائمة الفريق .. حائط مشروخ يعاني المنتخب البرتغالي من شرخ في حائط الدفاع بسبب الإصابات قبل الدخول في المعترك العالمي الأكبر في جنوب إفريقيا. فالإصابات لم تفارق المنتخب البرتغالي منذ تأهله للمونديال بعدما تعرض نجم ريال مدريد بيبي لقطع في الرباط الصليبي أبعده عن الملاعب منذ يناير الماضي. وقرر كارلوس كيروش المدير الفني لمنتخب البرتغال ضم بيبي لقائمة الفريق الأولية للمونديال، على أمل استعادة المدافع برازيلي الأصل لعافيته قبل انطلاق البطولة. كما تعرض ثنائي تشيلسي جوزيه بوسينجوا وريكاردو كارفاليو لإصابات كبيرة أبعدته عن الملاعب لما يقرب من خمسة أشهر. وفي حين يغيب بوسينجوا عن المونديال بسبب الإصابة، دخل كارفاليو حسابات كيروش برغم ابتعاد قلب الدفاع ذو الذكاء الحاد عن مستواه المعهود مؤخرا. وبخلاف الإصابات، فإن منتخب البرتغال يعاني بشكل عام من غياب اللاعب القادر على شغل مركز الظهير الأيسر، وذلك منذ اعتزال نونو فالينتي دوليا.
ويعتمد كيروش على الارتكاز الأعسر ميجيل فيلوسو أحيانا في غلق تلك الثغرة، كما يشغل قلب الدفاع برونو ألفيش هذا المركز في بعض المباريات. وبخلاف أزمة الدفاع، فإن وسط البرتغال يعد أكثر الخطوط توهجا في قائمة الفريق، خاصة باجتماع رونالدو مع ديكو وفيلوسو وسيماو سابروسا. واستفاد كيروش من حصول مهاجم سبورتنج لشبونة ليدسون على الجنسية البرتغالية من أجل الاعتماد عليه في مركز المهاجم بدلا من هيلدر بوستيجا ونونو جوميش. كارلوس كيروش .. والجناح الطائر يعتمد المنتخب البرتغالي في هجماته على جناحين سريعين، يلعبان دورهما رونالدو ولويس ناني لتشكل اختراقتهما وتوغلتهما خطورة كبيرة على أعتى الخصوم. ففي وجود أجنحة من طراز خاص أمثال كريستيانو رونالدو وناني وسيماو سابروسا، نجد أن مهاراتهم تحقق الاستفادة القصوى من المساحات في دفاع الخصم. ويحافظ كيروش على اسلوب 4-5-1 الذي يميز منتخب البرتغال دوما، وذلك كونه يناسب نوعية المواهب التي تنبت دائما في البلاد، ما يظهر في أن أغلب نجوم الفريق يجيدون اللعب على الجناح. وتعتمد الطريقة البرتغالية على ارتكاز واحد ذو نزعة دفاعية، فيما يحصل الآخر على حرية هجومية ليعاون ديكو في صنع بينيات سواء لرأس الحربة أو الجناحين. وفي ذات الوقت، يقوم الثنائي راؤول مراليس وديكو بأدوراه الهجومية والدفاعية بإتقان مما يمنح عمق البرتغال قوة أكبر. لكن كيروش نفسه قد يكون عائقا أمام آحلام البرتغال، إذ لازال مفتقدا لثقة بلاده في قدراته كمدير فني، ويعيش في ظل نجاحاته كمساعد سابق لأليكس فيرجسون.