جاء اختيار زين الدين زيدان كأفضل لاعب فى العالم لعام 2003 فى استفتاء الاتحاد الدولى لكرة القدم (الفيفا) محبطا لأنصار نادى الأرسنال الانجليزى وللمتعاطفين مع مهاجمه الفرنسى الموهوب تييرى هنرى الذى حل ثانيا ، لكنه كان بمثابة انتصار لمحبى الكرة الجملية التى تنتزع "آهات" الإعجاب من الجماهير. ورغم المستوى الرائع الذى ظهر عليه هنرى مع الأرسنال عام 2003 ، وقيادته لمنتخب فرنسا إلى إحراز كأس القارات الصيف الماضى ، فإن مهاراته لم تصمد أمام لمسات زيدان الساحرة وتمريراته الدقيقة التى التى جعلته الاختار الأول ل 35 مدربا وطنيا فى العالم ، فى حين اختاره 27 مدربا كثانى أفضل لاعب. ليحصل على 264 نقطة. أما هنرى ، فقد حل ثانيا بعد حصوله على 186 نقطة ، متقدما بفارق عشر نقاط عن البرازيلى رونالدو زميل زيدان فى ريال مدريد الأسبانى الذى جاء فى المركز الثالث. وبحصوله على اللقب ، عادل زيدان الرقم القياسى المسجل باسم رونالدو والذى اختير كأفضل لاعب فى العالم أعوام 1996 و1997 و2002 ، فى حين فاز زيدان عامى 1998 و2000. ومع أن معظم الترشيحات كانت تنصب فى كفة هنرى قبل الإعلان عن النتائج النهائية ، فإن اختيار زيدان لم يكن مفاجئة أيضا. فهذا النجم الفرنسى الذى ينحدر من أصول جزائرية يستحق لقب "اللاعب المتكامل" ، فهو صانع ألعاب من الطراز الأول ، ويجيد التمرير والتسديد بكلتا قدميه ، كما أنه هداف متميز أبضا بدليل أهدافه العديدة مع ريال مدريد ومنتخب فرنسا. زيدان لم يخف سعادته بالفوز باللقب متقدما على النجم البرازيلى ، وهو قال فى تصريحات عقب تسلمه الجائزة فى حفل أقامه الفيفا يوم الاثنين: "أشعر بساعدة طاغية لفوزى بهذه الجائزة ، خاصة أننى قد هزمت صديقى رونالدو الأصغر منى سنا بكثير." ويبلغ "زيزو" من العمر 31 عاما ، أى أنه يكبر رونالدو بأربعة أعوام ، فى حين يبلغ هنرى من العمر 26 عاما ، وهو ما دعا "زيزو" إلى التنبؤ بمستقبل رائع لهذا اللاعب بقوله: "إنه لاعب رائع وسيحقق إنجازات كبيرة فىالمستقبل." تركيز زيدان على عامل السن أمر منطقى بعد إعلانه فى شهر يوليو الماضى عن نيته اعتزال اللعب الدولى بعد نهائيات كأس الأمم الأوروبية عام 2004 ، قبل أن يترك الكرة بنهاية عقده مع ريال مدريد عام 2005 ، أى أن تتويجه يوم الاثنين قد يكون الأخير فى مسيرة حياته كلاعب والتى امتدت على مدار 17 عاما. كانت البداية عام 1986 ،عندما قرر روبرت سونتنيرو المدير الفني لفريق الناشئين بنادي "سبتام" إرسال هذا الصبي جزائري الأصل ذو الأربعة عشرة عاماً إلى دورة تدريبية لمدة ثلاثة أيام في المركز الإقليمي للتربية البدنية و الرياضية.
و لم يكن زيدان وقتها يفكر في احتراف كرة القدم على الإطلاق، و لكن الصدفة جعلته يلتقي هناك بجون فارو أحد وكلاء اللاعبين والذي استطاع إقناع المسؤولين بنادى كان بضمه لصفوف الناشئين،و كان على الفتى أن ينتقل للإقامة هناك. و يقول زيزو: "سافرت لكان و أنا أنوي البقاء لمدة إسبوع واحد، فبقيت ستة أعوام، فمنذ ذلك الحين بدأت أفكر جدياً في احتراف كرة القدم." و بعد ثلاثة أعوام قرر جون فيرنانديز ضمه للفريق الأول و هو لم يتجاوز السابعة عشر عاماً. و في عام 1991- عام الأحدث بالنسبة له- أحرز زيدان هدفه الأول بالدورى الممتاز في مرمى نادي نانت، و حصل على أول سيارة يقتنيها في حياته كمكافأة له على ذلك الهدف الذي وضع كان في المركز الرابع في قائمة الدوري، و أخيراً تعرف على زوجته الحالية فيرونيك في نهاية الموسم الكروي الذي "لم يمضى على مايرام" بعد خروج الفريق من كأس الاتحاد الأوروبى. بعدها انتقل لاعب الوسط الفرنسي إلى نادي بوردو الذي قضى فيه أربعة أعوام استطاع خلالها الفريق أن يتأهل سنوياً لكأس الاتحاد الأوروبي ، ووصل للمباراة النهائية عام 1996 قبل أن يخسر أمام بايرن ميونيخ الألمانى. تألق زيدان مع بوردو لفت أنظار مسئولى اليوفنتوس الإيطالى الذى حقق اللاعب معه إنجازات عديدة على الرغم من مواجهته لمشاكل فى التأقلم "مع طريقة الايطاليين فى اللعب." ويقول زيدان عن تلك النقلة الهامة فى حياته إنه شعر أنه أصبح لزاما عليه "أن أقوم بشئ مختلف وجديد عما كنت أقوم به فى بوردو." وقد كان ، فمع اليوفنتوس حقق زيدان لقب الدورى الإيطالى عامى 1997 و1998 ، وكأس السوبر الأوروبية عام 1996 ، كما قاد الفريق لنهائى دورى الأبطال الأوروبى موسمى 96/1997 و 97/1998 غبر أنه خسر فى المرتين أمام بروسيا دورتموند الألمانى وفريقه الحالى ريال مدريد على التوالى. عام 1998 كان الأهم فى مسيرة "زيزو" الكروية ، ففى صيف ذلك العام ، قاد النجم الموهوب منتخب فرنسا للفوز بكأس العالم بعد سحق البرازيل فى النهائى ب