رحل كريستيانو رونالدو ليخسر مانشستر يونايتد لقب السوبر الإنجليزي لصالح تشيلسي، وهو ما دفع البعض للتساؤل حول قدرة الشياطين الحمر على الإستمرار دون الجناح البرتغالي الفذ، ولكن في الموسم الأول عقب رحيل رونالدو إكتشف اليكس فيرجسون المدير الفني لبطل الدوري الإنجليزي أن الإجابة كانت قابعة داخل الفريق ملخصة في واين روني. وفيما بدا موقع رونالدو في بداية الموسم وكأنه فراغا كبيرا يصعب ملأه، أثبت روني مباراة تلو الأخرى أنه ليس قادراً فقط على ملأ الفراغ الذي تركه الجناح البرتغالي الشاب، بل وأنه أحد أفضل مهاجمي العالم باعتراف أليكس فيرجسون المدير الفني للشياطين الحمر. ودعمت الأهداف ال30 التي أحرزها روني مع بطل الدوري الإنجليزي هذا الموسم، تصريحات فيرجسون والتي أكد فيها أن "واين أحد أفضل لاعبي العالم، إن لم يكن الأفضل في العالم مع ليونيل ميسي ورونالدو". وتابع "إنه لاعب صغير السن ومستعد للتعلم والتطور، وسيكون مصدر إزعاج دائم لأي فريق وأي مدافع، فهو يتمتع بمواهب إستثنائية". وتأتي تصريحات المدير الفني الاسكتلندي بعدما ساهم مهاجمه ذو الأعوام ال25 في اكتساح فريقه لميلان الإيطالي في إياب الدور ال16 من دوري أبطال أوروبا بتسجيله هدفين من أربعة ألقت بالفريق الإيطالي خارج المسابقة. وبعدما قاد روني فريقه لعبور دور ال16 إلى ربع نهائي البطولة بتسجيله هدف في مباراة الذهاب وهدفين في الإياب أمام ميلان، تؤكد صحيفة جارديان أن "روني قتل بنجاحه المدوي مؤخراً كافة الشائعات حول صراعه لاستعادة لياقته البدينة، والتي وصلت حد التكهن بعدم قدرته على اللحاق باللقاء".
أحد لدغات روني في مرمى ميلان وأكدت الصحيفة أن اللاعب بدا في المباراة "لائقاً بدنياً بصورة كافية ليقود فريقه نحو ربع نهائي البطولة، رغم ما تردد حول إجهاده عقب المشاركة في مباراة منتخب بلاده الودية أمام المنتخب المصري في ويمبلي". وتابعت "على الرغم من أن روني لم يتمكن من معادلة ثلاثية نيكلاس بندنر لأرسنال في مرمى بورتو، فإن ميلان ليس بورتو، وثنائيته كانت على القدر نفسه من الروعة". وواكبت صحيفة "ذا صن" الجارديان في الإسهاب في مدح اللاعب الإنجليزي الذي: "لم يتمكن أحد من مجاراته في مهاراته وتحركاته وقدراته العالية على إنهاء الهجمات بصورة رائعة، ليتمكن من وضع نهاية مبكرة لمسار المباراة في الدقيقة ال13، مفسداً أحلام ديفيد بيكام بعودة خيالية لأولد ترافورد". نجومية مبكرة يعتقد بعضهم أن الهدف الذي أحرزه مراهق إنجليزي في الدوري الممتاز قبل خمسة أيام من إكمال عامه ال17 في شباك أرسنال عام 2002 هو ما لفت انتباه مسؤولي مانشستر يونايتد إليه، ولكن اهتمام الشياطين باللاعب بدأ حينما كان الطفل روني يبلغ من العمر تسعة أعوام فقط. ويؤكد باول ماكجوين المدير الحالي لأكاديمية مانشستر يونايتد أن المباراة التي جمعت بين صغار الأكاديمية تحت تسع سنوات أمام نظرائهم في إيفرتون كانت أول ما جذب أنظار مسؤولي مانشستر لروني.
وقال ماكجوين: "كان روني أبرز لاعبي الفريق، خاصة بأهدافه المهارية التي كانت بالنسبة لطفل في الثامنة أو التاسعة من العمر أمر استثنائي". وأبقى روني على تألقه، ما وفر له إستدعاء للانضمام للمنتخب الإنجليزي عام 2003 ليصبح أصغر لاعب يشارك مع المنتخب الإنجليزي الأول، بعدماشارك في مباراة منتخب الأسود الثلاثة أمام أستراليا في فبراير 2003. وبالفعل، انتقل روني إلى صفوف بطل الدوري الإنجليزي مع مطلع موسم 2004-2005، ليبدأ موسمه مع مانشستر باحراز 17 هدفاً في 43 مباراة، زادها في الموسم التالي إلى 19 هدفاً في 48 مباراة. وتدريجياً صعد روني في مانشستر يونايتد، لافتاً أنظار مختلف المديرين الفنيين في إنجلترا، وعلى رأسهم ستيف بروس الذي قال عن اللاعب: "لا أعتقد أن أي منا شهد شيئاً مماثلاً من لاعب لم يتخط عامه ال18، فهو يخطف الأنفاس، ويملك موهبة رائعة، وما يبهرك أنه يبدو في الملعب وكأنه في نزهة، أنا فقط سعيد أنه إنجليزي". واستمرت نجاحات روني مع مانشستر محرزاً 23 هدفاً في 55 مباراة شارك فيها موسم 2006-2007، تبعها ب18 هدف في 43 مباراة موسم 2007-2008، ثم زادها إلى 20 هدفاً في 49 مباراة موسم 2008-2009. ورغم نجاحات روني، طغى عليه نجومية رونالدو، وهو ما لم يترك له المساحة للتألق، لذا مع رحيل البرتغالي الشاب إلى ريال مدريد أتيحت الفرصة لروني للظهور على الساحة، وهي الفرصة التي استغلها روني جيداً محرزاً حتى الآن 30 هدفاً في 37 مباراة شارك فيها مع مانشستر يونايتد حتى الآن.