برغم الاتهامات الدائمة للإعلام المصري بأنه يبرز لاعب الكرة كنجم قبل الآوان ويفسده بأضواء الشهرة، إلا أن شباب منتخب الفراعنة لهم رأي آخر. الفريق المصري تحت 20 عاما يشعر بأنه لم ينل حقه في المساندة من الإعلام، وأن النقد الذي تعرض له كان مجحفا مقارنة بما يقدمه من جهد في كأس العالم للشباب. ففي حين ينتظر الإعلام من الشباب الاستمتاع بالانتصارات، كون اللاعب تحت 20 عاما غالبا ما ينهم الشهرة ويرغب في رؤية نفسه كباقي نجوم الصف الأول من اللعبة.. ظهر لاعبو المنتخب غاضبين برغم الفوز على إيطاليا بأربعة أهداف لهدفين، ورفض أغلبهم الحديث للإعلام عقب التأهل لدور ال16. لاعب واحد وقف أمام الصحفيين عقب مباراة إيطاليا، وعكست كلماته موقف الفريق ككل، شهاب أحمد نجم خط الوسط قال: "الفوز أبلغ رد على من ذبحونا". حادثة باراجواي تصريح اللاعب الشاب تعلق بالانتقادات التي واجهها المنتخب عقب الخسارة أمام باراجواي بهدفين لهدف في الثواني الأخيرة من المباراة. فالإعلام يطالب الفراعنة بقنص لقب البطولة كونها تقام على أرض مصر، كما أن الآمال ارتفعت بعد فوز الفريق في المباراة الافتتاحية بأربعة أهداف.
ولذا، لم تكن الخسارة أمام باراجواي – خاصة بعدما لعب الضيوف بعشرة لاعبين لشوط ونصف - مقبولة للإعلام، فطال النقد المدرب التشيكي ميروسلاف سوكوب، ونجوم الفريق. وعلى عكس اللاعبين، تقبل سوكوب نقد الإعلام بعد الخسارة أمام باراجواي، بل وقدم اعتذارين للمصريين. وأضاف سوكوب "أعتذر أولا لأننا لم نسعد الجمهور الذي حضر لمساندتنا، وثانيا لأن اللاعبين لم يذهبوا لتحية الحضور برغم المساندة الواضحة في استاد القاهرة للفريق". لكن موقف سوكوب تغير بعد مباراة إيطاليا، وانضم لفريقه في الغضب من الإعلام،. مندهش ويبدو أن المدرب التشيكي شعر بأن الأقلام الراصدة للبطولة متشبثة بوجهة نظر مسبقة أخذتها خلال لقاء باراجواي، ولن تتغير، حتى بعد الفوز على عملاق بحجم منتخب إيطاليا. فقد ركزت أسئلة الصحافة خلال المؤتمر الذي عقب مباراة إيطاليا على سلبيات منتخب مصر، من مشاكل دفاعية وبدلاء يستحقون اللعب في التشكيل الأساسي، ما باغت سوكوب. ورد المدرب بغضب "مندهش من هذه الانتقادات للتشكيل والأداء بعدما فزنا على إيطاليا، وبأربعة أهداف".
وتابع "كنا نواجه إيطاليا وليس فريق الترسانة، ومن الطبيعي أن تحدث بعض الأخطاء في الملعب، ولكنني أفضل أن تساندوا اللاعبين والجهاز بدلا من انتقادهم بعد هذا الفوز". مبالغة حسن المستكاوي الناقد الرياضي الشهير اتهم الإعلام المصري في القضية، وأوضح لFilGoal.com "في الحزن أو الفرح، دائما توجد المبالغة في التعبير عن الأحداث". لكن المستكاوي لم يعف منتخب مصر وجهازه الفني من المسؤولية، مفيدا "لا يمكن أن يسكت الإعلام حين يرى عيوبا في الفريق، حتى مع حالات الفوز". وأضاف "مثلا، لدي بعض التحفظات على أداء منتخب مصر أمام إيطاليا، فهل هذا معناه أني لا أساند الفريق أو لا أشجع لاعبيه؟". على مستوى الجمهور المصري، لازال الفريق يحظى بدعم كبير على أمل المضي قدما في البطولة، ما يظهر في الحضور المكثف باستاد القاهرة. فحتى بعد الخسارة أمام باراجواي، شغل الملعب في لقاء إيطاليا ما يقارب 65 ألف متفرج في مدرجات تسع 80 ألفا، وينتظر أن يزداد العدد مع دور ال16. وربما لم ترتفع الأصوات حديثا عن الفريق سواء بالمديح أو النقد إلا بعدما وعد شباب الفراعنة مصر باللقب، وهو ما بات مطلبا على الفريق تحقيقه للاستمتاع بأضواء الإعلام.
