على الرغم من اشتهار البرازيل بالكرنفالات والاحتفالات المستمرة في الشوارع طوال العام والمشجعين الصاخبين ذوي الملابس الملونة في مدرجات ملاعب كرة القدم، فإن مشهد الجنود المصريين الذين حضروا لقاء باراجواي وإيطاليا في استاد القاهرة أثار إعجاب الصحفيين الوافدين من بلاد السامبا. وحضر لقاء الجمعة نحو أربعة آلاف متفرج بحسب الإحصائية الرسمية التي أعلنها المذيع الداخلي للاستاد، كان نحو ثلثيهم من رجال القوات المسلحة، احتلوا مقاعدهم المعتادة في مدرجات الدرجة الثانية يمين. وحمل بعض الجنود أعلام إيطاليا فيما رفع آخرون أعلام باراجواي، وإن استخدم العلمان في فترات طويلة من المباراة لحماية رؤوسهم من الشمس التي لم لم تغب سوى في الدقائق الأخيرة من المباراة. وظل عناصر القوات المسلحة يهتفون مع كل لعبة للفريقين طوال اللقاء، فيما رددوا هتافات كثيرة باسم مصر على الرغم من عدم تواجد أي من لاعبي الفراعنة في الملعب. وقال رودريجو فاراه مراسل موقع (يو. أو. إل.) البرازيلي الضخم إن وجود رجال القوات المسلحة "أنقذ المباراة من الموت الجماهيري". وأضاف فاراه لFilGoal.com "أجمل ما في هؤلاء الجنود هي ملابسهم الملونة والمبهجة، والتي علمت من قائدهم أنهم يختارونها بأنفسهم .. وهي أفضل كثيرا من الذهاب إلى المدرجات بالملابس العسكرية". وحرص الصحفي الشاب على نشر الواقعة في موقعه بعد دقائق من نهاية المباراة، معتبرها الحدث الأهم في اليوم، بل وأكثر أهمية من المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي. وكتب فاراه "فاز الجنود بحضور مجاني للمباراة، إضافة إلى وجبة خفيفة ومشروب غازي، وهو ما جعل اليوم كله مصدرا للبهجة بالنسبة إليهم".
صورة من تقرير رودريجو فاراه على موقع (يو. أو. إل.) مشجعون حقيقيون الإعجاب نفسه بتواجد الجنود في المدرجات كان من نصيب الصحفي البرازيلي المخضرم ريكاردو سيتيون، ولكن بقدر من التشكك فيما إذا كان الجنود مستمتعون بالفعل بالتواجد في الملعب، أم مجبرون على الحضور. وقال ريكاردو في بداية حديثه لFilGoal.com إن مصر لم يكن عليها وضع الجنود في المدرجات، لأن كل بطولات كأس العالم في مراحل الشباب والناشئين تكون مدرجاتها خالية دائما. ويعلم ريكاردو ما يتحدث عنه جيدا، إذ غطى تسع نسخ من بطولات كأس العالم للشباب، وعاصر صعود نجوم برازيليين كبار من هذه البطولة ومنهم روبرتو كارلوس، ورونالدينيو، وألكسندر باتو وآخرين. وعمل ريكاردو أيضا مسؤولا إعلاميا مع بعثة منتخب البرازيل الأول التي خاضت كأس العالم 2002 في كوريا واليابان، وشهد احتفالات نجوم السامبا بحصد اللقب. ولكن بعد حضور اللقاء من مدرجات الصحفيين - التي تم نقلها في الجهة المواجهة للمقصورة الرئيسية بجوار مدرجات رجال القوات المسلحة – غير مراسل إذاعة "بان امريكانا" الشهيرة وجهة نظره. وأوضح "إنهم بالفعل جمهور حقيقي، ويستمتع كثيرا بالتواجد في المباراة .. يبدو أنهم سعداء بحضور اللقاء وليسوا مجبرين على ذلك". وتابع "وجود مشجعين حقيقيين في الملعب سواء كانوا من رجال القوات المسلحة، أو طلبة المدارس والجامعات وخلافه أفضل كثيرا من اللعب في مدرجات خالية".