مخطئ من يظن أن ميدو اتخذ خطوة حمقاء بتجميد مشواره الأوروبي والعودة إلى مصر، ومخطئون من يعتقدون أن الزمالك اشترى الوهم والاسم الكبير فقط بثلاثة ملايين جنيه في الموسم .. ففي صفقة ميدو: الجميع رابحون. المهاجم المثير للجدل رابح حتما من العودة إلى مصر في هذا التوقيت وبعد هبوط فريقه إلى دوري الدرجة الأولى. فجميع اللاعبين المصريين - ومن ضمنهم ميدو - لايزالون يحلمون ببلوغ كأس العالم على الرغم من الموقف الصعب الذي يعانيه المنتخب المصري. ولكن ميدو لم يعد من ضمن المفضلين لحسن شحاتة، واستبعاده من مباراتي الجزائر ورواندا وما بينهما من مغامرة كأس القارات كان قرارا إداريا أكثر منه فنيا، وبالتالي فإن اللعب في الدرجة الأولى الموسم المقبل يعني كتابة كلمة النهاية مع المنتخب في الأشهر المقبلة من التصفيات والبطولة نفسها في حال الوصول إليها. ويدرك ميدو جيدا أنه "بعيد عن القلب" وبالتالي فلا داعي أن يكون "بعيدا عن العين" أيضا حينما يلعب في غياهب دوري الدرجة الأولى الإنجليزي الذي لن يحظى بمتابعة كافية سواء من الجهاز الفني أو الجماهير حتى وإن كان أقوى فنيا من الدوري المصري. وإذا كان ميدو قد وجد عرضا جيدا من احد أندية الدوري الممتاز الإنجليزي، كان بالطبع سيقبله ولكن مع غياب هذا العرض، كان الحل الأمثل هو الزمالك. ففي مصر، يستطيع ميدو الاستشفاء بصورة كاملة من إصاباته الماضية لأنه لن يتعرض لنفس الضغط البدني الذي يصاحب اللعب في دوري أوروبي قوي، كما سيكون دائما محط أنظار الجماهير والإعلام المصري، ما يرفع من أسهمه للعودة إلى المنتخب – في حالة ظهوره بمستوى جيد بالطبع.
ويدرك ميدو جيدا أنه "بعيد عن القلب" وبالتالي فلا داعي أن يكون "بعيدا عن العين" أيضا حينما يلعب في غياهب دوري الدرجة الأولى الإنجليزي الذي لن يحظى بمتابعة كافية سواء من الجهاز الفني أو الجماهير حتى وإن كان أقوى فنيا من الدوري المصري. ومع تحسن علاقة ميدو بعمرو زكي (أحد الفتيان المدللين للمعلم) وتسجيله بضعة أهداف في الدوري الممتاز وربما قيادة الزمالك لتحقيق أي لقب، سيكون من الصعب على شحاتة تجاهل ميدو في رحلة كأس العالم إذا استطاع الفراعنة حجز تذاكرهم إليها. فإذا تأهلنا ولعب ميدو في جنوب إفريقيا 2010 ستكون واجهة عرض جيدة لعودته إلى أوروبا، وإذا لم نصل إلى كأس العالم فإن اسم ميدو وتاريخه في السنوات التسع الماضية سيساعدانه على العودة إلى القارة العجوز بسهولة خاصة في إنجلترا التي دائما ما تشهد عودة لاعبين كثيرين للصفوف الأمامية بعد فترة غياب .. وكثير من هؤلاء يتفوق ميدو عليهم بالاسم والمهارة. وإذا كان ميدو قد ضحى براتب أسبوعي – وأكرر أسبوعي – يبلغ 40 ألف جنيه استرليني أي نحو 375 ألف جنيه مصري، فإن تعاقد الزمالك مع ميدو لمدة موسم واحد مقابل ثلاثة ملايين جنيه مصري يحصل عليها اللاعب لا يعد ثمنا باهظا على ممدوح عباس ورجاله. وكان الزمالك يحتاج لاعبا مثل ميدو: يكره الخسارة، لديه حس القيادة، والرغبة في القتال في الملعب وهي الصفات التي أكدها تقريبا كل المدربين الذين لعب تحت قيادتهم، وإن كان كثير من الذين لا يحبونه يرفضون الاعتراف بها. جماهير الزمالك كانت أيضا في حاجة إلى صفقة "سوبر" بالفعل بعدما كان وصول عباس إلى مقعد الرئاسة مفروشا بوعود تدعيم الفريق بلاعبين يستطيعون تحقيق بطولة. فمع عودة زكي إلى الفريق وضم رحيم أيو – الذي سيكون مفاجآة الدوري الممتاز في الموسم الجديد – فإن ميدو كان العنصر الأخير في كتيبة الإنقاذ الجديدة بخبرة عريضة حصيلتها 75 هدفا رسميا في بطولات الدوري في أوروبا. أما الذين يخشون من المشاكل المعتادة التي تطارد ميدو في تجاربه المختلفة في أوروبا أو مصر، فعليهم الاطمئنان من أن المهاجم الدولي لن يفتعلها هذه المرة، لأنه في حاجة إلى الهدوء والاستقرار كي يتألق ويحقق مراده من العودة. ولكن هدوء ميدو وابتعاده عن المشاكل مرتبط بتوفير أجواء من الاستقرار الإداري والفني بصفة عامة في الزمالك، لأن أي واقعة انفلات أو دلع لأحد النجوم – سواء ميدو أو غيره – ستتحول معها "كتيبة الإنقاذ" إلى "مدرسة المشاغبين".
