علم وكوفية وزمارة وطبلة بالإضافة إلى بعض المأكولات والعصائر هي ما يحتاجه المشجع عندما يقرر الذهاب للاستاد لمؤازرة فريقه دون التفكير في أي شغب أو عنف. إلا أن مباراة القمة الأخيرة شهدت حرمان الجماهير من كل تلك العناصر الأساسية التي تحتاجها في المباراة بل واضطروا لخلع ملابسهم وأحذيتهم للتفتيش أكثر من مرة "لدواعي أمنية". قد يبرر البعض تعامل الأمن مع الجماهير بحجة "الوقاية خير من العلاج"، إلا أن ما حدث في استاد القاهرة يعد أكبر إهدار لكرامة المواطن المصري على أرض وطنه ومهزلة لا تحدث في بلدان العالم الثالث. فماذا يمكن أن تحدث قطعة القماش الأحمر أو الأبيض من شغب؟ ولماذا تمنع الكوفيات "الفلسطينية" منها أو الأمريكية؟ بل وكيف يعتقل كل من يقف من مكانه للتشجيع؟ أليس هذا هو المكان المخصص لهذا الفعل؟. وما معنى أن يخلع المشجع ملابسه أكثر من مرة للتفتيش، بل ويصل الأمر إلى ضرورة الاستئذان من ضابط الشرطة للذهاب إلى دورة المياه. لا ألوم الشرطة لأنها وجدت نفسها في اختبار صعب أمام مجموعة من "الأشباح" كما صور الإعلام جماعات "الألتراس" في المرحلة الأخيرة مما وضع الشرطة في موقف لا تحسد عليه خاصة أنها من يلام في النهاية. ولكنني ألوم عباقرة الإعلام الرياضي وخبراءه، هل هذه كرة القدم التي تريدونها؟ هل أراحكم منظر المدرجات الخالية وعدم تواجد اللافتات المميزة والألوان المألوفة في أبرز لقاءات كرة القدم في الموسم بين قطبي الكرة المصرية، هل هذا هو الديربي؟.
أدعو عمالقة الإعلام للذهاب للاستاد لكي يعودوا للاستوديو "من غير شراب" فطالما افتخرنا بمنظر استاد القاهرة في كأس الأمم الأفريقية وهو ملئ بالإعلام وكانت الجماهير تدخل وتخرج في أمان وراحة طالما عرف كل فرد حقوقه وواجباته. ولكن أن يلقى القبض على عشرات الجماهير من الشباب لمجرد رفعهم علم كتب عليه "غزة"، ويحتجز عددا من شباب "الألتراس" داخل الأقسام حتى نهاية المباراة رغم أنهم حضروا أكثر 10 لقاءات قمة من قبل ولم تشهد أي شغب. للأسف تعامل الإعلام مع عدد من الشباب على إنهم شياطين وأشباح، بل وشوه صورتهم أمام أسرهم وعائلاتهم رغم أن كل ما يقومون به هو دعم دائم لفرقهم في كل المبارايات داخل مصر وخارجها. وربما يقودهم حماسهم الزائد إلى بعض الأفعال الخاطئة، ولكن هل كل من يخطئ داخل استاد كرة القدم يسجن في أقسام الشرطة ويتهم بالكفر والشذوذ والإتجار بالمخدرات. كان يجب على جهابذة الإعلام أن يقوموا بدورهم الحقيقي في تنوير الرأي العام واحتواء هؤلاء الشباب واستغلال حماسهم الكبير لخدمة فرقهم وبلادهم بدلا من معاداتهم وتحريض الشرطة على اعتقالهم. فهل خطر شباب يعشق كرة القدم سيكون أخطر من الجماعات الإرهابية؟ وهل إشعال شماريخ داخل استاد إسماعيلية لم تؤذ فردا واحدا أخطر من تجار المخدرات المنتشرين في أنحاء المحروسة ؟ فلمصلحة من يحدث كل هذا؟؟؟. نقطة أخيرة: طالما طالب الإعلام الجماهير بشغل المدرجات والذهاب إلى الاستاد، ولكن بعد المهانة والذل الذي حدث للجماهير في لقاء القمة أدعو عمالقة الإعلام للذهاب للاستاد لكي يعودوا للاستوديو "من غير شراب".