على الرغم من الفشل في تحقيق نتائج جيدة في الدورات الأوليمبية السابقة، فإن أحدا لا ينكر أن ما يقدمه الفريق الحالي في الدوري العالمي للكرة الطائرة سيجعل الجماهير تنتظر منه المزيد في بكين 2008. فالفريق الحالي صاحب أول انتصار في الدوري العالمي الذي يعد من أكبر البطولات العالمية للطائرة، بعد عامين من المشاركة خرجت منها مصر بسجل لم يعرف إلا الهزائم. ولم يكتف الفريق بتحقيق انتصار وحيد، ولكنه تمكن من هزيمة منتخبات عملاقة مثل بولند والصين واليابان، محققا أربع انتصارات. وأكد تصدر المنتخب المصري التصفيات المؤهلة لبكين قدرته على الأداء الجيد، الأمر الذي يأمل المدير الفني أحمد زكريا استمراره وتحوله إلى انتصار عالمي بقوله: "هذه الانتصارات بدأت من بطولة البحر الأبيض في إسبانيا، ثم بطولة إفريقيا علي تونس .. والآن دخلنا العالمية". وتولى زكريا مهمته مع المنتخب في 2005 ليعيد إلى الأذهان ذلك الوجه المألوف كأحد أبرز لاعبي كرة الطائرة في النادي الأهلي. وتمكن زكريا الذي كان أحد أعضاء الجيل الذهبي لمنتخب مصر في الثمانينات من الفوز ببطولة الأمم الإفريقية والوصول للمرة الأولى إلى أوليمبياد لوس أنجليس 1984، والآن يقود المنتخب مدربا إلى الأوليمبياد للمرة الثالثة في تاريخه بعدما حقق المركز ال11 في سيدني 2000. هيمنة إفريقية فوز أبناء زكريا بالبطولة الإفريقية الأخيرة جاء تأكيدا للهيمنة الإفريقية للمنتخب المصري، إذ حصل المنتخب على ذهبية كأس الأمم الإفريقية في سنوات 1976 و1983 و2005 و2007، وفضية البطولة نفسها أعوام 1971 و1991 و1995 و1999 و2003، وبرونزية عامي 1989 و1993، إلى جانب ذهبية كرة الطائرة في بطولة "الألعاب الإفريقية" عامي 2003 و2007. كما حصل الجيل الحالي على بطولة البحر الأبيض المتوسط عام 2005 في إسبانيا، وأهلهم فوزهم ببطولة الأمم الإفريقية إلى الدوري كأس العالم للكبار في اليابان. وكان المنتخب المصري أول فريق إفريقي يلعب في الدوري العالمي لكرة الطائرة منذ 2006 وعلى التوالي حتى البطولة الأخيرة التي شهدت تحقيق أول انتصاراته.
زكريا ظهور ضعيف ودائما ما يتألق المنتخب المصري في القارة السمراء، ولكن بمجرد صعوده إلى المحافل الدولية تبدأ الثقة في التبدد بين جنبات الملعب المستطيل وعلى حواف الشبكة الممتدة وسطه. وبات المركز التاسع الذي حققه الفريق في كأس العالم 2007 في اليابان أفضل مركز يحققه فريق إفريقي، وتقدم الفريق في يناير 2008 إلى المركز 14 عالميا بدلا من التصنيف السابق في المركز 18. وفي النسخة الأخيرة من الدوري العالمي الذي شارك فيه الفراعنة كان مركزهم الثالث عشر إلا أن المشكلة التي قد تواجههم في أوليمبياد بكين هو ترتيب الفرق التي تضمها المجموعة الثانية التي تلعب فيها مصر. فالمجموعة تضم صربيا التي جاءت في المركز الثاني، وروسيا صاحبة المركز الثالث، وتضم البرازيل رابع البطولة، وبولندا صاحبة المركز الخامس، إلى جانب ألمانيا التي لم تشارك في الدوري العالمي. وواجهت مصر بولندا في الدوري العالمي في المجموعة الرابعة، والتي تصدرتها بولندا بتسعة انتصارات وثلاث هزائم إحداها على يد المنتخب المصري، فيما كان رصيد المصريين في هذه المجموعة التي تذيلوها أربعة انتصارات وثماني هزائم. ويبدو تدرج مباريات المصريين في البطولة في غاية الصعوبة، إذ يلتقي المنتخب في أولى مبارياته مع البرازيل التي تأهلت بوصفها صاحبة الميدالية الذهبية لبطولة العالم الأخيرة. أما المباراة الثانية فستكون مع بولندا، والتي سبق وحقق المنتخب فوزا عليها لكنها تمكنت من تعويضها بثلاثة انتصارات على الفراعنة، والمباراة الثالثة أمام ألمانيا الفائزة بتصفيات أوروبا المؤهلة للأوليمبياد، فيما ستكون المباراة الرابعة أمام روسيا صاحبة الميدالية الفضية في بطولة العالم الأخيرة. قائمة الفريق يضم المنتخب في حمدي عواض وحسام الدين جمعة ومحمد عبد القادر وأحمد عبد النعيم وعبد اللطيف أحمد ووائل العايدي (الأهلي) ومحمد جبل (الجيش) وأشرف عبد المحسن وصالح يوسف ومحمد بدوي ومحمد سيف النصر (الزمالك) وعبد الله عبد السلام (تريفيزو الإيطالي).