تحول الصراع في الكلاسيكو الذي يجمع برشلونة بريال مدريد في قمة الدوري الإسباني يوم الأحد إلى نزال خرج من حدود المستطيل الأخضر، منتقلا إلى مقاعد البدلاء الذي سيحمل مدربين يدخلان اختبارا حقيقيا من أجل إثبات الذات في عيون جماهير الفريقين. فرانك ريكارد المدير الفني لبرشلونة يدخل اختبارا قد ينهي مسيرته مع الفريق الكتالوني بحسب ما ذكرته صحيفة "ماركا" الإسبانية التي شرعت حتى في انتقاء الخلف الأصلح للمدرب الهولندي الشاب. وتكمن أزمة ريكارد في سلسلة النتائج السلبية الذي حققها فريقه خارج ملعب نو كامب وهو ما أبعد البلوجرانا عن القمة بأربع نقاط، إذ يتربع ريال مدريد على جدول المسابقة وفي جعبته 38 نقطة قبل مرحلتين من نهاية الجولة الأولى من الليجا بينما يقف رصيد برشلونة عند 34. وأشارت صحيفة "إلموندو ديبورتيفو" إلى نية ريكارد المقامرة بشبابه في المباراة لمضاعفة النجاح الشخصي وذلك باستعمال بويان كريكتش والمكسيكي جيوفاني دوس سانتوس بدلا من الفرنسي تييري هنري وزميله البرازيلي رونالدينيو، لكنه في النهاية قد يحصد الفشل ويخسر كل شيء. وفي الجانب الآخر من الملعب يسعى بيرند شوستر لتفعيل شعبيته وسط جمهور الفريق الملكي والذي لازال يرى في مدربه الألماني رجلا بنى نجاحه على أساس وضعه الآخرون في إشارة إلى المدرب الإيطالي فابيو كابيللو الذي ربح الليجا مع الريال في الموسم الماضي. ويعد هذا اللقاء هو التحدي الأول لشوستر في تدريب ريال مدريد وإن كانت خبرته الكبيرة بتلك المباريات منذ كان لاعبا في صفوف البلانكو قادرة على قيادته إلى بر الأمان. وربما كانت المباراة ذات أهمية خاصة لشوستر إذ أنه ليس غريبا على ملعب نو كامب بل اعتاد من قبل على ارتداء اللونين الأزرق والأحمر والدفاع عن شعار برشلونة لفترة تتجاوز ثمانية أعوام عرف فيها الناس اسمه قبل الرحيل إلى مدريد حيث اعتزل. وينتظر شوستر هدية لاعبيه له في عيد ميلاده ال48 والذي أقيم له يوم السبت، وتمنى فيه فوز فريقه على مضيفه الكتالوني ليبدأ عامه الجديد بيوم مثالي. وقال شوستر إنه يعي الأزمات التي يمر بها منافسه ولكن ذلك ليس معناه أن ريال مدريد هو الطرف الأكثر حظا في الفوز بل أن الخبرة علمته أن الأزمات في بعض الأحيان تصنع أبطالا. ولا يكترث شوستر كثيرا بمن يواجهه، مؤكدا أن لاعبيه عليهم اللعب على إيقاعهم الخاص من دون النظر لمنافسهم أو انتظاره وهو ما سيكون مفتاح البلانكو لخطف نقاط المباراة.
شوستر ينتظر هدية عيد ميلاده وتيمنا بالموسم الماضي والذي كان لقاء الفريقان فيه هو مفتاح لتتويج الفريق الملكي الذي تفوق على نظيره في نتائج المواجهات المباشرة وذلك بعد أن تساويا في رصيد النقاط فإن الريال لن يستسلم لكونه الضيف وسيحارب للخروج بنتيجة إيجابية. برشلونة جاهز رغم صدمة غياب ثاني أفضل لاعبي العالم ليونيل ميسي إلا أن ريكارد استقبل خبرا مفرحا باستعادته لخدمات الغزال الفرنسي تييري هنري بجوار ماكينة الأهداف الكاميرونية صامويل إيتو والتي أثبتت جهازيتها لقصف شباك كاسياس. وعلق ريكارد على غياب نجمه الأرجنتيني قائلا: "ليونيل كان أفضل لاعبينا مؤخرا وكان عامل حسم دائم، لكننا نملك قائمة كبيرة ومتميزة ولن نقف عند غيابه". وكان ميسي بطل النسخة المنصرمة من الكلاسيكو إذ سجل ثلاثة أهداف خطف بها نقطة من فم ضيفه المدريدي الذي قدم مباراة كبيرة بقيادة الهداف الهولندي فان نيستلروي. ويبدو أن المشاكل لا تنوي مفارقة رونالدينيو والذي عانى في الموسم الماضي من انتقادات الصحف العنيفة والتي لم تتوقف حتى الآن بل وصاحبها كلمات لاذعة من مدرب الفريق فرانك ريكارد. وكان ريكارد قد أفصح عن نيته الإبقاء على رونالدينيو حبيسا لمقاعد البدلاء حتى يستعيد مستواه الكامل ووبخه في التدريبات على مجهوده الشحيح الذي يبذل من أجل الفريق. ورغم أسهم رونالدينيو المرتفعة للبدأ في المباراة خاصة وأن هنري لم يسترد عافيته كاملة بعد إلا أن النجوم الشبان ينافسوا صاحب القميص رقم عشرة بقوة. ونجح المهاجم الشاب بويان في خطف الأضواء عن كوكبة النجوم التي تسكن إقليم كتالونيا كما أن مردود الجناح المكسيكي جيوفاني دوس سانتوس في مباراة الفريق الأخيرة أمام فالنسيا حسنة أضيفت إلى ميزانه عند المدرب العنيد. وألمح صانع الألعاب البرتغالي ديكو إلى أنه سيظل برفقة رونالدينيو وريكارد على مقاعد البدلاء، مشيرا إلى أن المؤشرات تصب في صالح الأيسلندي إيدور جودينسن للحل مكانه في مركز لاعب الوسط المهاجم. وبدا وضاحا من تعليمات ريكارد في المباراة السابقة لقائد فريقه كارليس بويول أنه سيستمر في مركز الظهير الأيمن لمحاولة قتل أقوى أدوات ريال مدري