في عام 1960 شهدت مدرجات الاتحاد السكندري الحفل الوحيد الذي أحيته سيدة الغناء العربي أم كلثوم في ملعب كرة قدم وهي تتزين بدبوس ذهبي يمثل شعار النادي العريق، ولكن شدو كوكب الشرق تحول في مدرجات الملعب الجديد بعد 47 عاماً إلى ثورات جماهيرية بسبب تذيل الفريق لجدول الدوري الذي قارب على الانتصاف. وعلى الرغم من أن الفريق لم يقدم عروضا قوية في الفترة الأخيرة وآخرها الموسم الماضي الذي أنهاه في المركز الثالث عشر، فإن ثورة التغيير التي قادها محمد مصيلحي نائب رئيس النادي والمدير الفني السابق محمد عمر في الصيف الماضي أحيت آمال المشجعين في مشاهدة موسم مختلف. وبدأت عمليات التجديد في برفع ميزانية الصفقات الجديدة والتي وصلت إلى إلى 11 مليون جنيه، لاستقدام اللاعبين الأربعة عشر الجدد لدعم صفوف الفريق، وعلى رأسهم حسام حسن ورضا شحاته وسامح يوسف واستعادة يوسف حمدي من الزمالك رغم الخلافات التي أحاطت بالصفقة. وفيما طالب عمر بالاستغناء عن تسعة لاعبين هم عمر خطاب، أحمد حسن، إسلام جاد، صبري المسيري، هاني سامي، أبوالعينين شحاتة، وليد أبو العلا، والنيجيريان محمد يونس، وداودا حظيت الصفقات الجديدة بنصيبها من الهجوم سواء لتكلفتها الضخمة أو الارتفاع النسبي للأعمار السنية. ولكن ثقة عمر في اختياراته وفي الفريق لم تصمد طويلاً أمام الهتافات الغاضبة من الجماهير، ليقدم استقالته من منصبه بعد مبارتين فقط في الدوري أمام حرس الحدود والمقاولون ليحل محمد صلاح بديلاً له. وبرر عمر رحيله بعدة أسباب كان من أهمها أنه يعاني من "حرباً باردة" شنها ضده عدة أعضاء في مجلس الإدارة والتي تجعل "من الصعب عليه أن يمارس عمله" على حد وصفه، رغم تأكيدات المجلس بأن "عمر يلقى الدعم الكامل ماديا ومعنويا من إدارة النادي، وهو المسؤول الأول عن التعاقدات الجديدة التي يبرمها الفريق والتي يقوم فيها بالتفاوض مع اللاعبين بنفسه" على حد قول رئيس نادي الاتحاد كمال شلبي. كما شدد عمر أن أحد أسباب عدم انتظام الفريق في التدريبات كان أن النادي لا يملك ملعباً للتدرب فيه، فمع عمليات الإصلاح والصيانة التي تجري في ملعب الاتحاد، وقرار مسؤولي المحافظة بعدم استهلاك استاد الإسكندريه، ليتجه إلى التدريب في استاد الجامعة حيث يدفعون 400 جنيه في التدريب الواحد، ما يضيف عبئاً على ميزانية النادي المثقلة بالبنود. ولكن رحيل عمر أو الأسباب التي برر بها قراره لم تنزع الغضب الجماهيري الذي تفجر مع خيبة أمل الجماهير السكندرية في فريقها الذي شهد تدهوراً واضحاً في مستواه على مدار الأعوام القليلة الماضية، لتبدأ الهتافات الغاضبة في ملاحقة اللاعبين والجهاز الفني مبكراً، وتحديداً خلال مباراته الثانية في الموسم.
حسن فضل الرحيل قبل انتصاف الموسم شتاء قارص وعلى الرغم من رحيل عمر الذي حملته الجماهير مسؤولية الخسارة لم تتحسن نتائج الفريق مع المدير الفني الجديد محمد صلاح، بل استمر الحال في التدهور، ولكن كانت مبررات صلاح أكثر منطقية بالنسبة للجمهور بأنه يتولى تدريب فريق لم يشارك منذ البداية في اختيار لاعبيه. ولكن على مدار السبع مباريات التي قاد صلاح فيها الفريق، أخذ في مداعبة آمال الجماهير، وخاصة خلال مباراته أمام الإسماعيلي في الأسبوع السابع، والتي تعادل فيها الفريقان بأربعة أهداف لكل منهما. وعلى الفور عادت الجماهير تغزو استاد الإسكندرية، لتساند فريقها مرة أخرى في مباراته أمام البلدية، إلا أن الفريق عاد وخيب آمالهم بخسارته بهدفين مقابل لا شيء، لتترك الجماهير مقاعدها في المدرجات مرة أخرى. ولكن الفوز الكبير لنادي الاتحاد على الألومنيوم في الأسبوع التاسع بخمسة أهداف دون رد عاد بالجماهير إلى مقاعدها لتهبط بهم الخسارة أمام إنبي من جديد لأرض الواقع ويتأكد لهم في نوفمبر وجمع الفريق سبع نقاط من عشر مباريات أن حلم الصيف تحطم مع حلول الشتاء. وزادت الأمور تعقيدا مع مطالبة عدد كبير من لاعبي الفريق سواء القدامى أو المنضمين حديثا الرحيل عن النادي في فترة الانتقالات الشتوية في يناير، وكان أولهم حسام حسن الذي فسخ بالفعل تعاقده مع النادي. وقد ينفرط عقد الاتحاد إذا ما رحل آخرون مثل عصام محمود ومحمود صبحي وسعيد ربيع وغيرهم، على الرغم من تأكيد مصيلحي على أن الكل باق حتى يستقر موقف الاتحاد في الجدول. هذا التذبذب الواضح في أداء الفريق وتلويح اللاعبين بالرحيل دفع فئة من جماهير الاتحاد للمطالبة بتدعيم الفريق بمجموعة من الناشئين. ولكن الناشئين قضية أكثر تعقيدا لأن المشكلة في النادي أساسها قطاع الناشئين "خاصة أن النادي لا يضم مدربين أكفاء في هذا القطاع تساعد على صقل المواهب لانتقاء عناصر جيدة للمشاركة في الفريق الأول"