هل يتوج طلائع الجيش أو بتروجيت بدرع الدوري الممتاز لهذا الموسم للمرة الأولى في التاريخ؟ وهل يهبط المصري أو الاتحاد أو كلاهما إلى دوري الدرجة الثانية؟ وهل يتراجع الأهلي للمركز الثالث ويفقد فرصة المشاركة في دوري أبطال إفريقيا؟ وهل يتراجع الزمالك للمركز الخامس ويفقد فرصة المشاركة في أي بطولة خارجية؟ جميع هذه الأسئلة باتت تدور في رأس العديد من جماهير كرة القدم في مصر عقب نهاية الأسبوع العاشر للدوري أي ثلث عمر البطولة بالتمام والكمال، علما بأنه لو طرح أي شخص أي من الأسئلة السابقة قبل بداية الموسم لاتهمه البعض بالجنون وسلموه لأقرب فرع من فروع مستشفى الأمراض العقلية. ولكن الدوري هذا الموسم هو الذي أصيب بالجنون ولكنه جنون من نوع جميل يحمل العديد من الظواهر الغريبة الإيجابية وبات يقدم لنا كرة تتسم بالإثارة التي فقدناها منذ زمن .. وهذه الظواهر أوجزها في النقاط التالية: *بات الدوري بطولة قوية يتنافس فيها العديد من الاندية على التتويج ولم تنحصر المنافسة بين فريقين فقط مثلما كان يحدث من قبل، كما أن التنافس على الهروب من شبح الهبوط بات مثيرا ويضم العديد من الاندية ومن ضمنها اندية عريقة مثل المصري والاتحاد والمقاولون العرب. * من أبرز الظواهر أيضا في الدوري هذا الموسم هو النزعة الهجومية لدى معظم الفرق والاهداف الغزيرة التي تهطل على الشباك في كل أسبوع وهي ظاهرة رائعة نتمنى أن تدوم. * ومن الظواهر الغريبة أيضا هذا الموسم هي أن الأرض لم تعد تلعب مع أصحابها وشهدت المباريات هزائم كثيرة لأصحاب الأرض ونتائج الزمالك والاسماعيلي وفرق أخرى توضح هذه الظاهرة. * فقد الأهلي ست نقاط في ثماني مباريات فقط وهي نسبة كبيرة للأهلي عند المقارنة بنتائج الفريق الأحمر في السنوات الثلاثة الماضية، كما اهتزت شباك الأهلي سبع مرات وهي نسبة كبيرة أيضا لم يعتد عليها دفاع الأهلي وحارس مرماه عصام الحضري. الغريب أن الأهلي لم يحتل صدارة الترتيب عقب نهاية أي مرحلة من مراحل الدوري العشر الماضية وتراجع الأهلي للمركز الثالث خلف بتروجيت والجيش، علما بأن الأهلي لعب مباراة أقل من فريقي القمة، ولكنه سيبقى في المركز الثالث حتى في حال فوزه بهذه المباراة.
وأود أن أقول لفريق الزمالك وجماهيره "عفوا .. درع الدوري غير متاح حاليا .. من فضلك حاول في الموسم المقبل". وتحدث هذه الظاهرة بسبب تقدم مستوى الكثير من الفرق هذا الموسم، بالاضافة لتراجع مستوى الأهلي بعض الشىء بسبب الاجهاد، وهو ما ظهر من فقدان الأهلي لست نقاط من فرق الوسط والمؤخرة الاسماعيلي والمقاولون العرب والمصري، ولم يلتق الأهلي حتى الأن مع الجيش او بتروجيت "ثنائي القمة". وسيواجه الأهلي صعوبة شديدة في مبارياته في الدوري في الفترة المقبلة عقب مباراة النجم الساحلي، ففي حال فوزه باللقب الأفريقي وتأهله لكأس العالم للاندية فسيصاب لاعبوه بالاجهاد من كثرة المباريات في فترة زمنية قليلة، وفي حال خسارته أمام النجم فسيصابون بالاحباط وسيؤثر ذلك بالسلب على أدائهم في مباريات الدوري. * ابتعد الزمالك تماما عن صراع المقدمة وفي رأيي أن الزمالك فقد فرصة التتويج بالدوري للعام الرابع على التوالي خاصة وأنه فقد 13 نقطة كاملة من أصل 30 نقطة. ولن يجد الزمالك صعوبة فقط في اللحاق بالأهلي مثلما كان يسعى في كل موسم، ولكنه اذا لحق بالأهلي فسيجد أمامه الجيش واذا لحق بالجيش فسيجد بتروجيت وبات الزمالك في حاجة الى تعثر كافة منافسيه وهو أمر شبه مستحيل، وأود أن أقول لفريق الزمالك وجماهيره "عفوا .. درع الدوري غير متاح حاليا .. من فضلك حاول في الموسم المقبل". وأتوقع أن الزمالك سيكون هدفه هذا الموسم هو مجرد التواجد داخل المربع الذهبي لضمان التأهل لبطولة كأس الكونفيدرالية الإفريقية أو دوري أبطال العرب. * الاسماعيلي أيضا فقد العديد من النقاط السهلة وخاصة على ملعبه حيث فقد الاسماعيلي 11 نقطة منهم تسع نقاط على ملعبه وهي ظاهرة غريبة وتحتاج للدراسة والتفسير، وأتوقع أن المنافسة ستشتعل بين الزمالك والاسماعيلي للدخول في المربع الذهبي مع الأهلي والجيش وبتروجيت. * طلائع الجيش وبتروجيت يقدمان أداء ونتائج رائعة هذا الموسم وضعتهما على قمة الدوري معا، واحتلالهما للقمة لم يأت من فراغ ولكن جاء عن جد واجتهاد، فالفريقان يمتلكان جهازين فنيين رائعين ولاعبين مميزين بالاضافة لادارات محترمة ومنظمة ولذلك تحقق لهما كافة عناصر النجاح وبامكانهما المنافسة على درع الدوري بقوة هذا الموسم. مباراة الفريقين معا كانت خير دليل على تطور ادائهما حيث كانت مباراة قمة بالفعل بالاداء والحماس وكانت أفضل كثيرا من مباراة القمة الوهمية التي جمعت بين الأهلي والزمالك. * الاتحاد السكندري والمصري على النقيض تماما من بتروجيت والجيش، فعلى الرغم من امتلاكهما التاريخ الكبير والقاعدة الجماهير