إيطاليا بطل العالم، واليونان بطل أوروبا وميلان بطل دوري الأبطال .. حتى البرازيل حققت كوبا أمريكا بالدفاع والاعتماد على الهجمات المرتدة أمام الأرجنتين .. والأهلي بات على أعتاب لقب إفريقي ثالث في دوري الأبطال بسبب اتباعه للنظرية نفسها .. الواقعية في الأداء. نجح البرتغالي مانويل جوزيه في الوصول إلى ما أراده، جعل فريقه يبدو تونسيا أو مغربيا أمام فريق عشوائي فكان الحضري يضيع الوقت من الثواني الأولى في المباراة وكانت كل خطوط الأهلي تمنح منافسهم فكرة واضحة أن التعادل هو غايتهم "فلا تنتظروا يا فريق النجم أن نخرج من مناطقنا لتحتلوها بهجماتكم". الدفاع كان محكما من لاعبي الأهلي وإن عاب ظهيري الأهلي ولاعبي ارتكازه بعض الاهتزاز في أجزاء من المباراة سببت خطورة للنجم وهو ما يظهر في عدد العرضيات التي شتتها عماد النحاس من داخل منطقة الجزاء. ويقاس المدرب الجيد بعدد التغيرات التي أجريت في واجبات لاعبيه خلال أحداث المباراة، وهو ما أبدع فيه المدرب البرتغالي الذي يتعامل مع لاعبيه بطريقة تظهر أنه بات يحفظهم عن ظهر قلب فهو يعلم تماما قدرات كل منهم ويكلفه بأدوار تجعلك تشعر بأن هذا الدور خلق لذاك اللاعب كما ظهر في المباراة مع أنيس بوجلبان. بدأ الأهلي اللقاء بخمسة مدافعين يتقدم عليهم لاعبي ارتكاز وصانع ألعب وحيد يتحرك من حوله الدينامو محمد بركات ومهاجم أوحد يتلخص دوره في الضغط على الظهير الأكثر حيوية في الفريق المنافس. حاول جوزيه إيقاف خطورة أمين الشرميطي أخطر الوجوه التونسية عن طريق رقابته بأحمد السيد نظرا لأنه يتحرك في الجانب الأيسر، فقام برتران مارشان بتحويله إلى الجانب الأيمن وهو ما منحه بعض الدقائق من السيطرة. لكن جوزيه عاد وقرأ الفكرة ليجاوب على نظيره الفرنسي بتحويله بركات إلى الجانب الأيمن بعدما كانت كل انطلاقاته أمام أحمد السيد في اليسار وهو ما رد عليه مارشان بإسقاط محمد علي نفخة ذو المجهود الوافر إلى وسط الملعب ليكون محطة انطلاق الهجمات الساحلية فعادت السيطرة لأصحاب الأرض. جوزيه لم يفقد الحيلة وقام بتقديم وائل جمعة نسبيا لتتحول طريقة لعب الأهلي إلى 4-5-1 ويظهر ذلك في عدد التسللات التي زاد عددها في الدقائق العشر الأخيرة في شوط المباراة الأول.
الأهلي بات قريبا للغاية ويعود ذلك فقط لخبرة نجومه وحنكة مدربه الذي يحقق كل المطلوب رغم أن فريقه يمر أسوأ حالاته البدنية والذهنية بسبب كثرة المباريات وفي الشوط الثاني حاول جوزيه إحكام سيطرته على المباراة فقام بتحويل بركات إلى مهاجم ثان ومنح أحمد السيد بعض المهام الهجومية وهو ما أثر نوعا ما على الأهلي الذي سقط تحت الضغط بسبب أداء حسام عاشور السلبي والذي عابه الضعف البدني عاشور ووجود أربعة لاعبين مكلفين بمهام هجومية في الفريق المضيف. وكان نقل بركات لمركز المهاجم المتأخر أفضل خطوات جوزيه في المباراة ولكن لماذا منحت سرعته أنياب إضافية للفريق الأزرق "القميص الاحتياطي"؟ لأن دفاع النجم أصبح يلعب في وسط ملعب الأهلي بعدما قرر مدربه الاندفاع الهجومي وهو ما جعل خطأهم يساوي انفراد كامل وهو ما تحقق بالفعل بسبب قوة الضغط الذي فرضه ارتكاز فلافيو وبركات بين قلبي الدفاع وظهيريهم المتقدمين دائما. البطاقة الحمراء منحت الأهلي كامل الأفضلية وإن كان على جوزيه استغلال نقص النجم الساحلي العددي ولكنه كان قد اتخذ قرارا بعدم المخاطرة تحت أي بند. وكما توقع الجميع كان لغياب جيلبرتو أثرا عظيما على أداء الأهلي خاصة وأنه دائما ما يمنح الأهلي جبهة سليمة على الأقل، ويعطي جوزيه بعض المرونة في اختيار الخطة وطريقة تنفيذها وهو ما يظهر في لقاء العودة. فجيلبرتو سيكون نبأ غير سار للمدرب الفرنسي لما يملكه من فكر تكتيكي رائع، وسيكون الظهير الأنجولي خير خلف لبركات الذي يفتقده الأهلي في إياب البطولة. الأهلي بات قريبا للغاية و"يمنعنا القلق" من قول أنه وصل بالفعل إلى اليابان ويعود ذلك فقط لخبرة نجومه وحنكة مدربه الذي يحقق كل المطلوب رغم أن فريقه يمر أسوأ حالاته البدنية والذهنية بسبب كثرة المباريات وهو ما يظهر على أداء أبرز نجوم الفريق محمد أبو تريكة. الأهلي على أعتاب البطولة، وسنستمتع بعروضه في كأس العالم للأندية المقبلة وسيكون ذلك خير دليل أن المنظومة الحمراء هي الوحيدة التي تصلح لتحقيق الألقاب ليس في مصر فقط بل وعلى مستوى القارة كاملة.