بعد التحول الكبير في أداء الأهلي أمام أسيك عقب نزوله إلى الملعب، هل نرى شارة قيادة الفريق حول ذراع النجم الخلوق محمد أبو تريكة؟ كشف الشوط الثاني من مبارة أسيك عن الدور الحقيقي لأبو تريكة مع الأهلي، ليس باعتباره من نجوم الفريق بل باعتباره قائده الحقيقي داخل أرض الملعب والجميع يبحث عنه للتمرير أو الاستلام او المبادرة الهجومية. ربما كان هدفا الأهلي قد جاءا من أخطاء واضحة للاعبي أسيك لكن "تأثير تريكة" كان واضحا من انسيابية الأداء بعد نزوله وهو أمر لا ينكره أي متابع لمباريات الأهلي خلال العامين الأخيرين. ولا تعني هذه الدعوة التقليل من شأن شادي محمد قائد الفريق الحالي الذي يعد واحدا من أكبر المجتهدين في صفوف الفريق، ولكن في العالم كله الأن سواء على مستوى الأندية او المنتخبات يكون اختيار قائد الفريق مبنيا على عوامل أخرى بخلاف الأقدمية من بينها حجم العطاء داخل المستطيل الأخضر وخارجه. وإذا كانت تقاليد الأهلي تقتضي ارتداء أقدم اللاعبين مع الفريق شارة قيادته، يعكس الواقع الحالي تجاهل هذه القاعدة بدليل أن عصام الحضري وهو لاعب صاحب رصيد كبير من الانجازات مع النادي – احسب كم بطولة حسمها بركلات الترجيح - لا يرتدي الشارة.
وقد يأتي يوما يعتزل فيه أبو تريكة من دون ارتداء شارة القيادة وفي حديث جمع هادي خشبة قائد الأهلي السابق مع أسرة موقع Filgoal.com بعد اعلانه قرار الاعتزال قال أن أبو تريكة وأسامة حسني ممن يصلحون لخلافته في موقع القيادة وهو رأي نابع من وجوده معهم في فريق واحد وتعامله معهم عن قرب. وبعيدا عن الملعب يعد أبو تريكة من أفضل لاعبي خلقا وأكثرهم تواضعا والأمثلة التي تؤكد ذلك عديدة، بل أن إخلاصه للفريق يبدو واضحا عندما يتحامل على الإصابة للعب مع الأهلي، وهل ينسى أحد دموعه في مباراة الإسماعيلي التي خسرها الفريق بثلاثية نظيفة لإصراره على اللعب في وقت الأزمة؟ هناك العديد من اللاعبين ممن يتفادون اللعب وقت الأزمات وآخرون يفضلون عدم لمس الكرة إلا بعد الشفاء من الإصابة بنسبة 100 % ، ونرجسيون يحبون نسب الفضل لأنفسهم في حال فوز أنديتهم بأي مباراة وهي صفات لا تنطبق على تريكة. وأهم ما في هذا اللاعب أنه يصلح كقدوة لكل ناشئي الأهلي أو لاعبيه الجدد وهو ما يسموه في الخارج ب Leading by example أي أن دوره القيادي لا يقوم في الأساس على توجيهه النصائح للآخرين بل يعتمد على سلوكه الشخصي المتفاني والمنضبط والذي يجبر الاخرين على احترامه والاعجاب به ثم اتباعه بصورة غير طبيعية. صانعو الألعاب دوما ما يكون عمرهم أقصر من المدافعين وحراس المرمى داخل الملاعب، وقد يأتي يوما يعتزل فيه أبو تريكة من دون ارتداء شارة قيادة الأهلي.