أقيل فابيو كابيللو من تدريب ريال مدريد، بعدما نجح في إعادة البسمة إلى شفاه عشاق الفريق الملكي الذي عانى طوال المراحل السابقة من أخطاء إدارية كلفت الفريق حرمان من البطولات لثلاثة أعوام متتالية وقد تكلفه بطولات مقبلة. لم أفاجئ عندما علمت بخبر رحيل كابيللو عن صفوف الريال وهذا لعلمي بأن ريال مدريد بنى فريقا جيدا وأنهى كل أزماته التي عانى منها في الأعوام الأخيرة وأصبح جاهزا لتقبل أي إدارة جديدة، ما أدهشني فعلا هو الأسباب التي أعلنها رامون كالديرون رئيس النادي وبيادج مياتوفيتش مديره التنفيذي والتي أدت إلى إقالة المدرب القدير. أورد مياتوفيتش في تقريره (الذي يحوي كل ما مر به الريال خلال الموسم المنصرم) كما ذكرت ماركا عدة نقاط أساسية أخذت ضد كابيللو سببت إقالته وكان على رأسها طريقة اللعب الإيطالية العقيمة والتي تخلو من متعة اعتاد عليها جمهور الفريق وحرم منها على يدي المدرب الإيطالي العتيق. وجاءت مشكلة كابيللو مع بيكام ورحيل رونالدو عن الفريق وخروج ريال مدريد من بطولتي الكأس الإسبانية ودوري أبطال أوروبا كنقاط إضافية ساهمت في تقبل أعضاء مجلس الفريق الموقر بالتصديق على قرار مياتوفيتش. وبداية بنقطة خروج ريال مدريد من بطولتي الكأس الإسبانية ودوري الأبطال دعونا نسترجع ما كان عليه ريال مدريد لنشعر بمدى الضياع التي كان يعيشه النادي، وهي الحالة التي تحتاج لثلاثة أعوام من العلاج حتى يتمكن الفريق مجددا من الفوز بالبطولات وليس من الموسم الأول كما فعل كابيللو. ولو استعرضنا مشاكل الريال الإدارية من ثقافة رياضية إلى إدارة فنية مرورا بقائمة الفريق في السنوات الأربع الأخيرة سنجد أن الريال كان تحت قيادة رجل أعمال اختار التجارة على حساب كرة القدم وهو فلورينتينو بيريز وكانت سياسته تهدف كلية إلى الربح بغض النظر عن كرة القدم فكان رجل الأعمال يهتم بالتعاقد مع أبرز النجوم في العالم لزيادة المبيعات و زيادة الدخل من الإعلانات على حساب احتياجات الفريق الفعلية. كانت النتيجة إن معظم هؤلاء النجوم يمتلكون الموهبة ولا يتمتعون بالروح القتالية، لا ينكر أحد أهمية وجود مثل تلك الأسماء في أي فريق فهم فاكهة كرة القدم شرط أن يتواجد إلى جوارهم اللاعبون القتاليين لتبزغ موهبتهم الفطرية ولا يكونوا عالة على الفريق كما كانوا في الريال. نقطة ثانية هي أن سياسة رئيس النادي و تركيزها الخاطئ كانت سبب في عدم وجود لاعبين أكفاء في المراكز الدفاعية الهامة أو على مقاعد البدلاء حيث كانت ميزانية التعاقدات تكرس بالكامل من أجل التعاقد مع هؤلاء النجوم لتجد فريقا يملك ثلاثة صناع ألعاب ويسند مهمة قلب الدفاع لمتوسط ميدان كإيفان هيلجيرا لعدم وجود أسماء قادرة على اللعب في هذا المركز. وبقدوم كابيللو (سبع بطولات دوري إيطالي + 2 دوري إسباني + لقب دوري أبطال أوروبا + 4 سوبر إيطالي + بطولة سوبر أوروبي) وكعادته بدأت يداه تتحكمان في كل مفاتيح اللعبة فقام بطلب تعيين مساعد له وقام بطلب تغيير المدير الفني لفريق الكاستيلا (ريال ب) وأصبح كابيللو هو المتحكم في كل التفاصيل الخاصة بالفريق. وبسبب سلطة كابيللو نجح في فرض الأسماء الذي يرغب في التعاقد معها عوضا عن الأسماء الذي كان يرغب كالديرون في ضمها بناء على وعوده الإنتخابية مثل أريين روبن أو كاكا أو سيسك فابريجاس. ولسد احتياجات الفريق كان على كابيللو اختيار صرف كل ميزانية الانتقالات في النادي على نجم واحد على طريقة بيريز أو التعاقد مع ستة لاعبين يغطون ثغرات الفريق. وبالعودة إلى لائحة الأسباب التي حددها مياتوفيتش لريحل كابيللو فأنا لا أعلم هل تفاجئ مياتوفيتش بجنسية كابيللو بعد التعاقد معه أم لا؟ وهل لم يرى جدول الدوري الإسباني الذي يشير إلى أن فريقه صاحب أقوى ثاني خط هجوم وأفضل فريق لعب خارج أرضه خلال الموسم. ريال مدريد في عهد كابيللو لم يشهد تواجد زيدان أو فيجو حتى يطالب المدرب الإيطالي بلعب كرة ممتعة، ومن المتعارف عليه أن الموهبة تنمى ولا تغرس حتى نرى من ينتقد كابيللو في هذا الشأن، كما أننا وعلى مدار الموسم رأينا روبينيو وبيكام وراؤول ونيستلروي في تشكيلة ريال مدريد الأساسية فماذا يصنع كابيللو أكثر من هذا ليقنع مياتوفيتش بأنه يستخدم حلولا هجومية. وبالنظر إلى برشلونة كنموذج للفرق الممتعة كرويا يمكننا أن نرى أن المتعة التي يخلقها ميسي لم تكن موجودة عندما كان جولي هو من يحتل هذا المكان، رغم أن الفريق كان يحقق الفوز في الحالتين بمعنى أن الأسماء ذات الموهبة الكبيرة التي تجلبها إدارات الفرق هي من تنمي متعة اللعب فلم يكن دور ريكارد أن يصنع من جولي لاعب موهوب كميسي بل كان دوره هو تطويع موهبة جولي لخدمة مصالح برشلونة. أما عن مشاكل كابيللو مع اللاعب