اذا اردت ان تشاهد فريقا استطاع بناء قوته من الداخل دون تجديدات في الادارة الفنية او ضم لاعبين جدد فبالتاكيد عليك مشاهدة مانشستر يونايتد هذا الموسم .. كيف تحول من فريق غير قادر على مناطحة تشيلسي الموسمين الماضيين الى بطل فوق العادة؟ عاد مانشستر هذا الموسم لمنصة التتويج المحلية من جديد بعد غياب دام ثلاث سنوات، ونجح في انهاء المد "الأزرق" نحو سيادة الكرة الانجليزية، ليسترد البطولة التي اعتاد أن يفوز بها منذ تغيير نظام الدوري الانجليزي موسم 1992-1993 مضيفا لقبه ال16 في المسابقة. فيرجسون يصنع المعجزات رغم ضعف التحضيرات فوز مانشستر باللقب كان مفاجئا للجميع في ظل ضعف مستوى تحضيرات الفريق على مستوى التعاقدات في بداية الموسم، ففي الوقت الذي دعم فيه تشيلسي صفوفه بنجمين من العيار الثقيل الاوكراني اندريه شيفتشينكو والالماني مايكل بالاك، اكتفى مانشستر بالتعاقد مع مايكل كاريك لاعب توتنام في صفقة اثارت العديد من علامات الاستفهام حول المقابل المادي المبالغ فيه الذي دفعه مانشستر والذي بلغ 27 مليون جنيها استيرلينيا (نحو 54 مليون دولار أمريكي) ، اضافة الى تعاقده مع اللاعب توماس كوزاك من صفوف وست بروميتش. وفي المقابل استغنى السير اليكس فيرجسون عن ثمانية لاعبين كان ابرزهم المهاجم الهولندي رود فان نيستيلروي المتألق حاليا مع ريال مدريد الاسباني. ولم تتوقف مشاكل مانشستر يونايتد عند هذا، بل عانى الفريق من توتر العلاقة بين نجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو وواين روني قبل بداية الموسم، في اعقاب تسبب رونالدو في طرد روني في مباراة انجلترا والبرتغال في دور الثمانية من كأس العالم 2006 في المانيا. إلا أن حنكة فيرجسون استطاعت ان تصنع الفارق في بداية الموسم، ونجح في احتواء مشاكل الفريق الداخلية وصنع من رونالدو وروني ثنائيا بارزا كان له دورا بارز في تتويج مانشستر بالبطولة الأقوى في المواسم الأخيرة للدوري الإنجليزي. وظهرت قدرة فيرجسون ايضا في اعادة اكتشافة لقدامى الفريق ريان جيجز وبول سكولز، واللذان لعبا دورا كبيرا في حسم العديد من المواقف الحرجة التي تعرض لها الفريق هذا الموسم.
فيرجسون قاد الفريق للقب جديد لاعبون ساهموا في فوز مانشستر اثبت رونالدو الصغير هذا الموسم انه النجم الاول في اولد ترافورد بل تخطى تلك الحدود بالمستوى الذي ظهر عليه طوال الموسم وقيادته لفريقه مع روني الذي بدأت ملامح النضوج تظهر عليه بالرغم من البطاقات الكثيرة التي يحصل عليها. وجيجز وسكولز اللذان بعثا من جديد ليتالقا ويشكلا مع المنضم حديثا كاريك خط وسط جيد لمانشستر، والحارس ادوين فان دير سار الذي سد فراغ حراسة المرمى التي عانى منها الفريق الإنجليزي في الفترة الأخيرة. دور فيليب نيفيل في حسم اللقب للشياطين كان محبو الشياطين على موعد مع لحظة انقاذ اللقب في الدقيقة 68 من مباراة فريقهم الذي حل ضيفا على إيفرتون في المرحلة ال36 من الدوري الإنجليزي عندما تكفل فيليب نيفيل مدافع أصحاب الأرض ولاعب مانشستر السابق والشقيق الاصغر لجاري نيفيل قائد الشياطين الحمر بتسجيل هدف التعادل لمانشستر في مرمى فريقه لتتحول دفة المباراة الهامة لصالح مانشستر بعدما كان متأخرا بهدفين ليحقق فوزا كبيرا بأربعة أهداف. في الوقت نفسه تعادل ملاحقه تشيلسي مع ضيفه بولتون ليحسم ابناء فيرجسون البطولة نظريا بعدما ارتفع فارق النقاط بينهم والزرق الى خمس نقاط قبل نهاية المسابقة بثلاث مراحل. ولم تكن تلك المباراة الوحيدة التي مثلت موقفا محرجا لمانشستر في طريق اللقب فكانت مباراته مع مضيفه فولام في المرحلة ال28 والتي عجز فيها مانشستر عن تحقيق الفوز حتى الدقيقة 90 هي الأخرى مرحلة هامة للتتويج، عندما تقمص رونالدو دور المنقذ في الوقت المحتسب بدل الضائع في المباراة ويسجل هدف ليفوز مانشستر بنتيجة 2-1. وفي المرحلة ال29 نجح الفريق في تجاوز مضيفه ليفربول على ملعب أنفيلد بهدف قاتل للأيرلندي جون أوشي في الدقيقة 90 لينقذ الثلاث نقاط التي تعرضت للفقدان بعد أداء الشياطين للمباراة بعشرة لاعبين بعد طرد بول سكولز.