قد تكون الأسابيع الخمسة الأخيرة في مسابقة الدوري الإسباني هي الأكثر تأثيرا على شكل الصراع على لقب "الليجا" هذا الموسم بعد أن قفز فالنسيا فجأة من مقاعد المتفرجين إلى زمرة المتنافسين. ونجح فالنسيا في الفترة التي شهدت إقامة المراحل من 13 إلى 18 أن يصعد خمسة مراكز دفعة واحدة بعدما نجح في حصد النقاط ال15 المتاحة من المباريات. الأكثر غرابة هو التعثر المتتالي لجميع المنافسين على اللقب بداية من سيفيليا المتصدر مرورا ببرشلونة صاحب المركز الثاني وريال مدريد الثالث. ولم يعد يفصل فالنسيا عن صدارة المسابقة سوى أربع نقاط بعدما نجح في حصد ما يقرب من نصف عدد نقاطه في المسابقة في المباريات الخمس. وأصبح فالنسيا أكثر الفرق استقرارا بعد عودة بعض المصابين بينما لازال يعاني برشلونة من ابتعاد الكاميروني صامويل إيتو وتذبذب مستوى رونالدينيو وافتقاد الفريق للثقة منذ هزيمته في نهائي كأس العالم للأندية في اليابان أمام إنترناسيونال البرازيلي. ويعاني ريال مدريد من مشاكل كثيرة منها الأزمات المثارة بين كابيللو وبعض اللاعبين أمثال الإيطالي أنطونيو كاسانو والمالي مامادو ديارا وكذلك مرحلة الإحلال التي يرغب في القيام بها والتي كان أول ضحاياها ديفيد بيكام ، ومن المتوقع أن يتبعه رونالدو. وفي الوقت الذي نجح فيه فالنسيا بقيادة مدربه كيكي فلوريس استعادة التوازن المفقود في بداية البطولة والانطلاق نحو حصد النقاط فقدت الفرق الثلاثة الأخرى النقاط بشكل منتظم.
إخفاقات الريال متواصلة ففالنسيا فاز على ديبورتيفو لاكورونيا وريال ساراجوسا وريال مايوركا وفياريال وليفانتي ، بينما لم يستطع برشلونة إلا حصد ست نقاط فقط من المراحل ذاتها بعد فوز وحيد على ريال سوسيداد وثلاثة تعادلات مع ليفانتي وأتليتكو مدريد وخيتافي وهزيمة مؤثرة في دربي كاتالونيا أمام إسبانيول بثلاثية. كما فشل سيفيليا المتصدر في توسيع الفارق مع ملاحقيه بعد الهزيمة في آخر مباراتين أمام ساراجوسا ومايوركا ليحصد بذلك تسع نقاط فقط من أصل 15 متاحة بفوزه على ريال مدريد وريكرياتيفو أويلفا وديبورتيفو لاكورونيا. أما ريال مدريد فلم يحقق إلا فوزين على إسبانيول وساراجوسا فيما تعرض لثلاث هزائم على يد سيفيليا وريكرياتيفو أويلفا وديبورتيفو لاكورونيا. ولم يتوقف تفوق فالنسيا عند النقاط ال15 إنما تمكن سانتياجو كانيزاريس حارس مرماه وخط دفاعه من الحفاظ على شباك الفريق نظيفة طوال أربع مباريات ولم تهتز إلا مرة واحدة أمام ريال مايوركا في الوقت الذي تلقت فيه شباك ايكار كاسياس حارس الفريق الملكي سبعة أهداف. ولم يكن الدفاع الكتالوني بقيادة كارليس بويول ومن خلفه الحارس فيكتور فالديز أفضل حالا من نظيره المدريدي بعدما اهتزت شباك الفريق ستة مرات ، وهو نفس العدد الذي دخل مرمى أندريه بالوب حارس مرمى فريق سيفيليا الأندلسي. ولم يكن الجانب الدفاعي فقط هو الأفضل بين منافسيه ولكن الهجومي أيضا بعدما استعاد قوته وأحرز 12 هدفا وهو مايقرب من نصف عدد أهداف الفريق في جميع مبارياته ، فيما لم يحرز ريال مدريد إلا ثلاثة أهداف فقط. وكان ثاني أفضل هجوم لسيفيليا الذي أحرز لاعبوه 11 هدفا ، بينما لم يحرز مهاجمو برشلونة سوى خمسة أهداف.