طوكيو - أحمد عبد ربه : في أحد أيام ديسمبر قارصة البرودة من العام الماضي ، وفى العاصمة اليابانية طوكيو وتحديدا في مطارها الدولي "ناريتا" ، وقفت وفود اليابانيين من مسئولين وجماهير لتوديع الأندية الأبطال الستة التي شاركت في النسخة اليابانية من بطولة العالم للأندية ، والتي توج ساو باولو البرازيلي بطلا لها. وعلى مدرجات المطار الذى غطته الثلوج أخذ برج المراقبة الجوية فى إعطاء طائرة كل فريق تلو الآخر إذن الإقلاع تصحبها تحيات اليابانيين الودودة مع عبارات الود التقليدية "تصحبك السلامة .. ننتظرك" ، إلا أن أحدا لم يدر بخلده أن طائرة واحدة من الطائرات الست ستعود مرة أخرى حاملة نفس البطل ممثلا لبلده وقارته في أكبر بطولة للأندية على مستوى القارات .. إنها طائرة الأهلي المصري التي أصبحت ضيفا دائما على العاملين ببرج المراقبة الجوي فى مطار طوكيو الدولي. عادت نفس الطائرة لتحمل الأبطال , عادت وكأنها غادرت بالأمس القريب ، ولكن بين رحلتي الذهاب والعودة كانت بعض التغيرات قد طرأت على الفريق. فالطائرة لم تحمل صاحب القميص رقم 3 النجم محمد عبد الوهاب - رحمه الله - بعد أن وافته المنية قبل أن يحقق أمنيته الغالية في العودة إلى اليابان مرة ثانية. الطائرة لم تحمل أيضا الأنجولي جيلبرتو بعد أن تكررت إصابته وأصبح قاب قوسين أو أدنى من الاعتزال , فضلا عن غياب محمد بركات الذي تهدده لعنة الإصابة هو الآخر. كما لم يتواجد النجم هادي خشبة كلاعب يثري الفريق بخبرته وحنكته بعد أن اعتزل الكرة وصار منسقا للجنة الكرة. في المقابل ، حملت الطائرة بعض الوجوه الجديدة التى كان بعضها وحتى وقت قريب يلعب في الفريق المنافس ، بالإضافة إلى وجوه أخرى جديدة لم تكن فى التشكيلة الأساسية مسبقا مثل أكوتي منساه ، وبعض المنضمين الجدد مثل أحمد صديق. الطائرة العائدة كانت مصحوبة بدعوات ملايين المصريين ولم يكن بينهم من "لايحب الأهلي" ، أما الطائرة العائدة هذه المرة فلا يتمنى لها البعض الخير ، فقد دفعهم فشل أنديتهم واعتيادهم استقلال الحافلات والقطارات إلى كره راكبي الطائرات. حضر الأهلي إلى اليابان العام الماضي وهو مجرد بطلا لأفريقيا ، أما هذه المرة فعاد وهو "البطل الأفريقي الأوحد" بعد أن جمع في حوزته أكبر عدد من البطولات الأفريقية يملكها أي ناد على مدار تاريخ القارة السمراء. بل إن عودة الأهلي في حد ذاتها صنعت تاريخا جديدا ، فقد أصبح النادي الوحيد في العالم الذي ينال شرف تمثيل قارته فى كأس العالم للأندية مرتين متتاليتين.
عاد الأهلي ليسعد جميع المصريين المغتربين ، فوجود الفريق الأحمر عيد لكل المصريين ، بل وبعض العرب فى اليابان وشرق آسيا وأستراليا فضلا عن أوروبا سواء من الأهلاوية أو الزملكاوية أو حتى الذين لا يعرفون عن الكرة سوى استدارتها. وعلى الرغم من كل هذه الظروف المتغيرة بإيجابياتها وسلبياتها ، فالأهلي هو الأهلي ، عاد لينافس أبطال العالم من جديد .. عاد ليمثل مصر والقارة السمراء بل والعرب جميعهم بعد أن فشل أي فريق عربي آخر في الوصول إلى اليابان هذه المرة. والسؤال الذي يطرح نفسه ، ما هو المنتظر من الأهلي في نسخة 2006 من كأس العالم للأندية؟ في البداية ، لا يجب تصديق بعض الآراء التي صدرت عن فريق الأهلي في رحلة العام الماضي بأنه قد ترك انطباعا سيئا في النسخة السابقة ، وأنه مطالب بمحوها هذه المرة ، فقد صدرت هذه الأقوال من أشخاص تركوا الأهلي في رحلته وتفرغوا للتسوق في أرجاء اليابان. من حيث الأداء ، قدم الأهلي أداء قويا أمام اتحاد جدة وخسر بهدف مثير للجدل ، كما أنه سيطر على مجريات اللعب في مباراة سيدني ثم خسر بأخطاء دفاعية ساذجة ، ولم يؤثر حصوله على المركز السادس على صورته أمام اليابانيين والعالم. حل الأهلي سادسا في بطولة ضمت "الستة الكبار" على مستوى قارات العالم , فمجرد المشاركة فى هذه البطولة تعني أنه "كبير" حتى وإن جاء الأخير! ومن حيث النظام والشكل فقد رفع الأهلي اسم مصر عاليا ، فالفريق منذ وصوله وحتى مغادرته ظل في أبهى صورة من حيث الزي والتصرفات والانضباط ، وكان نجومه وخاصة محمد أبو تريكة وعماد متعب ومحمد بركات مادة صحفية دسمة لكل المحطات الإعلامية اليابانية والعالمية المقروءة والمسموعة. أما عن الجمهور ، فبالإضافة إلى العشرات الذين زحفوا خلف الفريق من القاهرة رغم عناء وتكلفة السفر , كان الأهلي هو الفريق الوحيد الذى زحفت ورائه عشرات أخرى من المصريين المقيمين باليابان والصين وأستراليا وأمريكا وهولندا في مظاهرة حب غير مسبوقة التف فيها الجميع حول الفريق "المصري" أولا. ولن ينسى المصريون الذين حضروا مباراة ا