من المنتظر أن تتحول المنافسة على لقب الدوري الإسباني هذا الموسم إلى "حرب كواكب" جديدة بين عملاقي "الليجا" برشلونة وريال مدريد بعد أن دعم كل منهما صفوفه بترسانة من النجوم الجدد وزاد حجم التكافؤ بين الطرفين هذا الصيف في ظل الإصلاحات الإدارية التي قام بها النادي الملكي المتعطش للتتويج. وشهد الدوري الإسباني خلال أعوامه الثلاثة الأخيرة تراجعا كبيرا لريال مدريد في ظل سياسة الاهتمام بالتسويق والجولات السياحية وضم نجوم لا يحتاجهم الفريق في الوقت الذي ارتقى فيه المدرب الهولندي فرانك ريكارد ببرشلونة إلى مصاف الفرق الأوروبية الكبرى. وكانت الأعوام الثلاثة الأخيرة قد شهدت خلو دولاب النادي الملكي من لقب أي بطولة كما كان برشلونة في الأعوام الأربعة التي سبقتها مما أفقد المسابقة الكثير من رونقها منذ فترة طويلة ، وكان فالنسيا هو الفريق الذي منح المنافسة بعضا من الإثارة في الأعوام الأولى من بداية القرن الحادي والعشرين. ولكن الإثارة ستبلغ أشدها بتكافؤ صفوف الخصمين اللدودين الموسم المقبل بعد التغيرات الإدارية في صفوف الريال وتولي رامون كالديرون مقاليد الأمور في النادي الملكي والتعاقد مع الإيطالي فابيو كابيللو ليتولي منصب المدير الفني وامتعاضه من سياسة الجولات السياحية وتركيزه على تكوين فريق كرة قدم جماعي لا فريق نجوم. وسعى كابيللو في اختياراته التي تركزت على الجانب الدفاعي لسد نقاط ضعف الفريق فتعاقد مع المدافع الأفضل على مستوى العالم الإيطالي فابيو كانافارو ولاعب الوسط المدافع البرازيلي إيمرسون من يوفنتوس ومامادو ديارا من أوليمبيك ليون. وكان التعاقد الهجومي الوحيد للريال من نصيب المهاجم الهولندي رود فان نيستلروي من مانشستر يونايتد بعد انتقاد كابيللو لمستوى مهاجمي الفريق. وأظهر كابيللو جدية كبيرة في التعامل مع النجوم خاصة أصحاب المستوى المتدني منذ فترة أمثال راؤول جونزاليس ورونالدو وتوعد الأخير بإبقائه على دكة البدلاء إذا لم يستعيد مستواه وقال : "رونالدو سيشارك عندما يعود لسابق مستواه ويكون الأفضل بالفعل".
زامبروتا أبرز إضافة لتشكيلة برشلونة وربما يعاني الريال في الموسم الجديد من إضطراره للعب في إقليم كتالونيا معقل خصومه ثلاث مرات بدلا من مرتين بعد صعود نادي خيمانستك للدوري الإسباني بعدما كان يسافر إلى المنطقة مرتين فقط سنويا لمواجهة برشلونة وإسبانيول. في المقابل لم يختلف الحال عند حامل ولكن تبقى ظاهرة جديدة بدأها برشلونة في استعداداته للموسم المقبل بعدما اتجه لتقليد الريال بعمل جولات سياحية في الولاياتالمتحدة ، ولكن نجوم الفريق استاءوا من هذه السياسة حينما قال المهاجم الكاميروني صامويل إيتو : "أعرف أهمية هذه الجولة بالنسبة للنادي اقتصاديا ، ولكني قلق بسبب وضع اللاعبين العائدين من الراحة السلبية ، فمن الأفضل إعداد الفريق للموسم المقبل ، وهو ما لا يتوفر في هذه الجولة ". ويعتمد برشلونة على نفس ترسانة الأسلحة المتمثلة في"رونالدينيو ، إيتو ، جولي ، ديكو" الذين صنعوا قوة الفريق الموسم الماضي وكانت التعاقدات الجديدة قليلة لكنها فعالة ومن بينها التعاقد مع المهاجم الأيسلندي إيدور جوديونسن من تشيلسي لتعويض غياب المهاجم السويدي هنريك لارسن والفرنسي المخضرم ليليان تورام من يوفنتوس بالإضافة إلى زميله بالفريق جيانلوكا زامبروتا أحد أفراد المنتخب الإيطالي بطل العالم ، بالإضافة إلى استعادة مهاجمه الأرجنتيني خافيير سافيولا الذي كان معارا لسيفيليا ، ويتمتع الفريق بالاستقرار الفني مع مدربه الشاب فرانك ريكارد للموسم الثالث على التوالي. وتكشف صفقات الفريقين كيف ستمنح أزمة هبوط يوفنتوس الإيطالي رونقا للدوري الإسباني إذ استغل الريال والبارسا الموقف لتدعيم صفوفهما من نجوم "السيدة العجوز" فانتقل تورام وزامبروتا وكانافارو وإيمرسون إلى المسابقة والأهم هو تعاقد النادي الملكي مع مدرب الفريق الإيطالي السابق كابيللو. وإذا كانت المنافسة على اللقب من المتوقع أن تنحصر بين العملاقين فمن المتوقع أن يشهد الموسم صراعا ساخنا على المركزين الثالث والرابع المؤهلين لدوري أبطال أوروبا بين عدة فرق. ويعد فالنسيا أبرز المرشحين لاحتلال أحد المركزبين ومرافقة الريال وبرشلونة إلى دوري أبطال أوروبا بعد تدعيم الصفوف بضم المهاجم فيرناندو موريينتس قادما من ليفربول والمدافع ديل أورنو من تشيلسي بالإضافة إلى صخرة الدفاع الأرجنتيني روبرتو أيالا والمهاجم الخطير ديفيد بيا بالرغم من رحيل لاعب وسط الفريق أيمار إلى ريال ساراجوسا. بينما يريد فياريال تحسين صورته المحلية بعدما حل الموسم الماضي سابعا ولم يشترك في أي مسابقة أوروبية رغم وصوله إلى المربع الذهبي في دوري أبطال أوروبا ودعم صفوفه بالتعاقد مع لاعب الوسط الفرنسي روبرت بيريس ل