لم يحظ لاعب في تاريخ الكرة المصرية بالشعبية الجارفة والحب الجماهيري الذي حظى به هادي خشبة نجم وقائد الأهلي ولاعب منتخب مصر السابق الذي خلع القميص الأحمر بعد مسيرة استمرت 17 عاما حفلت بالعديد من الانتصارات والقليل من الانكسارات. فبجانب شعبيته الطاغية كقائد لفريق الأهلي الذي يملك القاعدة الجماهيرية الأكبر في الشرق الأوسط وأفريقيا ، كان خشبة هو اللاعب الوحيد الذي استحوذ على احترام جماهير الأندية المنافسة وعلى رأسها نادي الزمالك الغريم الأزلي للنادي الأحمر ، وذلك بفضل دماثه خلقه وأدائه الرفيع البعيد عن العنف سواء في مركزي الليبرو أو الوسط المدافع خلال 446 مباراة مع "الشياطين الحمر" وهو رقم قياسي. ولم يكن ذلك الرقم القياسي قابلا للتحقق إلا بسبب اقتناع كل المدربين الذين تولوا مسئولية الأهلي بقدراته ، ويقول خشبة : "استفدت من كل المدربين الذين تعاملت معهم ، وعلى اللاعب الجيد أن يستفيد من مميزات كل مدرب ويتجنب سلبياته". وكانت شعبيته الجماهيرية الطاغية هي انعكاس طبيعي لعلاقته الوطيدة بزملائه في الأهلي ، وأصدقائه من اللاعبين في الأندية الأخرى ومنتخب مصر ، بالاضافة إلى علاقته الجيدة بمدربيه ، وهو ما أعطى له فرصة تقلد شارة قيادة الأهلي عقب الرحيل التاريخي للتوأم حسن إلى الزمالك عام 2000. ينحدر خشبة لأسرة رياضية ، إذ كان والده شريف خشبة عضوا في مجلس إدارة اتحاد الكرة ، ورئيسا للجنة شئون اللاعبين لفترات طويلة ، بالاضافة إلى رئاسته لمنطقة أسيوط لكرة القدم ، كما انضم والده لصفوف الأهلي في الستينات لكنه لم يشارك في أي مباراة وعاد مرة أخرى إلى أسيوط بسبب عدم قدرته على العيش في القاهرة وحيدا. ولعل هذا السبب هو الذي جعل خشبة الأب يقرر الانتقال هو وعائلته كلها للاقامة في القاهرة عام 1989 عندما انضم ابنه المراهق صاحب ال17 عاما إلى صفوف الأهلي من نادي أسيوط من أجل إعانته على الحياة في العاصمة. ولد هادي يوم 19 ديسمبر عام 1972 ، وبدأ حياته الكروية في نادي أسيوط مسقط رأسه ، لكن بدايته الحقيقية كانت انضمامه لمنتخب الناشئين دون 16 عاما تحت قيادة سيد الطباخ عام 1988. تألٌق خشبة مع منتخب الناشئين جعله هدفا للأهلي ، الذي نجح في ضمه في السنة التالية ، ولم يستمر هادي كثيرا بين صفوف الناشئين والشباب ، إذ لعب مباراته الأولى مع كبار الأهلي في ديسمبر عام 1989 أمام السويس في دورة تنشيطية أقامها اتحاد الكرة آنذاك بسبب توقف النشاط الكروي بسبب مشاركة منتخب مصر في كأس العالم.
الإدارة مستقبل قائد الأهلي السابق وعلى الرغم من مشاركته مع الأهلي وهو دون ال17 عاما ، إلا أن مشاركته الرسمية الأولى في الدوري الممتاز تأخرت حتى الربع الأخير من موسم 1990-1991 أمام الأوليمبي ، في لقاء فاز به الأهلي بهدفين نظيفين ، وفي نفس الموسم حصل خشبة على لقب أفضل لاعب صاعد في مصر. ومنذ ذلك الحين ، حجز خشبة لنفسه مكانا أساسيا بين صفوف الأهلي وقاده للفوز بالدوري الممتاز سبعة مواسم متتالية في احدى أهم فترات الأهلي عبر تاريخه. لكن موسم 1995-1996 يبقى الأبرز في تاريخ خشبة ، ففي هذا الموسم قدم خشبة أداء راقيا ثبت به موقعه كأفضل من شغل مركز لاعب الوسط المدافع في مصر في التسعينات ، وأحرز أهدافا مؤثرة أبرزها من تسديدة هائلة في مرمى دمياط التي كان يحرس مرماها آنذاك عصام الحضري نجم الأهلي حاليا ، وتوج خشبة أدائه في النهاية بلقب أفضل لاعب في مصر في ذات الموسم. وشارك خشبة في انتصارات عديدة للأهلي في تلك الحقبة ، ما بين بطولات محلية وعربية ، لكن التألق على المستوى الأفريقي تأخر حتى عام 2001 عندما حصد الفريق الأحمر لقب دوري أبطال أفريقيا بعد عدة سنوات من الفشل المتتالي. وساهم خشبة إبان قيادته للأهلي في بقاء الفريق صامدا في بداية الألفية الجديدة عندما بدأ النادي في تجديد دمائه بعد سنوات من احتكار بطولة الدوري الممتاز ، وعلى الرغم من خروج البطولة الأثيرة من العرين الأحمر أربع سنوات متتالية ، لكن البطولات لم تغب عن النادي في تلك الفترة ، ففاز الأهلي تحت قيادة خشبة بدوري أبطال أفريقيا عام 2001 وكأس مصر في العام ذاته ، وكأس مصر عام 2003 ، وكأس السوبر المصري في نفس العام. ولم يكن خشبة أقل مستوى على الصعيد الدولي ، فكان عضوا دائما في المنتخبات المختلفة حتى وصل إلى المنتخب الأول ، وفاز مع منتخب الشباب عام 1991 بلقب كأس الأمم الأفريقية ، وشارك مع المنتخب الأوليمبي في دورة الألعاب الأوليمبية في برشلونة عام 1992 ، وأحرز هدفين في مرمى كولومبيا. وعلى الرغم من التواجد الدائم لخشبة في منتخب مصر كعضو بارز فاقت عدد مبارياته الدولية الرقم 90 ، إلا أن حظوظه على مستوى الانجازات كانت قليلة ، فغاب عن المشاركة في كأس الأمم الأفريقية