تونس - مراد التائب : طالب الشارع الرياضي التونسي وأغلب الصحف المحلية بإقالة المدرب الفرنسي روجيه لومير وحمودة بن عمار رئيس الاتحاد التونسي لكرة القدم والبحث عن جيل جديد من اللاعبين الشبان وإعادة هيكلة كرة القدم التونسية بعد المشاركة المخيبة للآمال في كأس العالم بألمانيا. وحمل أغلب التونسيين الفرنسي لومير المسئولية عن المشاركة الضعيفة في المونديال ، وطالبته بالرحيل من تلقاء نفسه ، واتهمت الصحافة بن عمار بتوريط نفسه والاتحاد بعد أن جدد عقد لومير قبل بداية المونديال و"بإهدار المال العام" على حد تعبير إحدى الصحف. ورغم تأكيدها على أن لومير لا يتحمل إلا قسطا صغيرا من تدهور مستوى المنتخب ، طالبت صحيفة "الشروق" اليومية "بإبعاد ثلثي المجموعة الحالية من اللاعبين بسبب تقدمهم في السن". ومن جهته ، دافع حمودة بن عمار عن لومير وعن اختيارات الاتحاد التونسي ، وأكد أن تجديد عقد لومير قبل بداية المونديال كان لضمان استمرارية العمل و"لتفادي أخطاء الماضي" ويقصد ما حصل مع المدرب البولندي هنري كاسبرزاك في كأس العالم 1998 بفرنسا. وقال ابن عمار للصحفيين لدى عودة بعثة المنتخب التونسي من ألمانيا السبت الماضي : "كلنا انتظرنا الأفضل وكان حلمنا المرور إلى الدور الثاني مثل كل التونسيين ، ووفرنا من أجل ذلك كل متطلبات النجاح ، لكن بعض الصعوبات اعترضننا ، وكلكم على علم بها (الإصابات) حالت دوننا وتحقيق المبتغى .. الكل قدم الجهد المطلوب والكل اجتهد ، وأدعو إلى ألا نقع في أخطاء الماضي". وأضاف : "لا أود تبرير عدم التأهل للدور الثاني بسوء التحكيم الذي حرمنا من ضربة جزاء ومنح أخرى .. للمنافس أبدا لا أتخذ من التحكيم مبررا" ، ورفض ابن عمار تحميل لومير مسئولية الخروج المبكر من الدور الأول ، وقال: "كلنا نتحمل المسئولية". وتحدث رئيس الاتحاد التونسي عن مستقبل لومير والمنتخب وعن محاسبة المتسببين عما حصل في ألمانيا ، وقال : "سنشرع في ذلك بعد أيام قليلة ، وإذا كانت هناك ضرورة للمحاسبة فأنا أول من سيمتثل لها". متى تصبح جامعة كرة القدم ل'الكوارجيّة'؟
النقطة اليتيمة التي عاد بها المنتخب التونسي من ألمانيا نفضت الغبار عن ملفات الكرة التونسية التي كان يجب أن تفتح منذ زمن ، وعلى الأقل منذ مشاركة المنتخب التونسي المخيبة في كأس أمم أفريقيا الأخيرة في مصر. وطالبت بعض الآراء بداية من الرأي العام إلى الصحافة مرورا بأحاديث المقاهي والمجالس وأشباه المحللين بفتح تحقيق لتحديد المسئوليات والاتعاظ بما حدث في ألمانيا ، واستخلاص الدروس للمستقبل ، بينما دعت أطراف أخرى إلى تكوين لجنة محايدة تتألف من أهل الاختصاص في كرة القدم من مدربين وأخصائيين في الطب الرياضي وفي الإعداد النفساني وكل ما له صلة بالتحضير والتكوين العلمي المتطور. وتحت عنوان : "متى تصبح جامعة كرة القدم ل'الكوارجيّة' وينتهي تهميش الإدارة الفنية؟" ، كتبت صحيفة "الصباح" اليومية : "من مفارقات الكرة التونسية حاليا وجود مكتب جامعي لا يضم 'كوارجيا' واحدا (أي لاعب كرة قدم) فرئيس الجامعة لاعب كرة يد وإن تقلّد مهمة تسيير النادي الأفريقي ، ومع تقديرنا لهذا الرجل الذي يبقى إنسانا نظيفا بكل المعاني فإن عدم إحاطته بشخصيات لها خبرة ودراية باللعبة وتجربة في ملاعب كرة القدم ومعرفة بعقلية اللاعب التونسي أدّى إلى هذا التخبط الذي نشهده". وأضافت : "بهذا الشكل لن تنجح الجامعة في حلّ مشاكل كرة القدم التونسية لأن فاقد الشيء لا يعطيه ، ونرى أن الوقت قد حان لضخّ دماء جديدة في هذا الهيكل تسمح بتصعيد بعض اللاعبين القدامى إلى مستوى المسئولية" مقدمة أمثلة لذلك على غرار طارق دياب والهاشمي الوحشي والهادي البياري و حماي العقربي وعبد السلام شمام أو غيرهم. ورأت جريدة "الصحافة" الحكومية أن الجهاز الفني للمنتخب التونسي لا يتحمل وحده مسئولية النتائج الهزيلة التي حدثت في المونديال والأداء المتواضع الذي قدمه اللاعبون ، إذ أن المكتب الجامعي (اتحاد الكرة) "معني وبنسبة مهمة بهذا الفشل" حسب رأي الجريدة باعتبار أنه "ترك الحرية كاملة للمدرب لومير ومنحه صلاحيات لا يمكن أن يتمتع بها أي مدرب في العالم خاصة وأن النتائج تبقى المعيار الوحيد للحكم على المدرب وتحديد صلاحياته وامتيازاته". ويؤكد البعض في نفس هذا الإطار أن الاتحاد التونسي لكرة القدم خالف ما هو معمول به عالميا ومدد عقد لومير لسنتين أخريين قبيل انطلاق المونديال على الرغم من أن نتائج المنتخب في بطولة أفريقيا الأخيرة لم تكن في مستوى التوقعات "نتيجة الاختيارات غير المقنعة وغير المجدية". وأولى التحديات التي ستكون مطروحة على كرة القدم التونسية في المرحل