توج منتخب مصر بطلا لكأس الأمم الأفريقية للمرة الخامسة في تاريخه بعد تغلبه على نظيره الإيفواري بركلات الترجيح بنتيجة 4-2 بعد تعادل الفريقين سلبيا لمدة 120 دقيقة في لقاء حافل بالأحداث الدرامية مساء الجمعة على استاد القاهرة الدولي. أحرز ركلات الترجيح لمصر كل من أحمد حسن ومحمد عبد الوهاب وعمرو زكي ومحمد أبو تريكة ، وأهدر عبد الحليم علي الركلة الثالثة ، فيما سجل كل من كولو توري وإيمانويل إيبوي ، وأهدر ديدييه دروجبا الركلة الأولى وبكاري كوني الركلة الثالثة. بهذه النتيجة يصبح "الفراعنة" أصحاب الرقم القياسي في الفوز بكأس الأمم الأفريقية برصيد خمس مرات متفوقين على الكاميرون وغانا برصيد أربع مرات لكل منهما ، وتوجت مصر باللقب الأفريقي أربع مرات سابقة أعوام 1957 و1959 و1986و1998. وسينال منتخب مصر الفرصة للظهور على الساحة الدولية من جديد عندما يشارك في النسخة المقبلة من كأس العالم للقارات عام 2007. وكاد أحمد حسن أحد أفضل لاعبي "الفراعنة" أن يحسم اللقاء لصالح مصر في الدقيقة الثامنة من الوقت الإضافي الأول بعد احتساب ركلة جزاء مثيرة للجدل لمصلحة "الفراعنة" بواسطة الحكم التونسي مراد الدعمي ، لكن نجم بشيكتاش التركي سددها في القائم الأيمن ، وعوض الخطأ في ركلات الترجيح في نهاية المباراة ليكافيء ألاف الجماهير التي احتشدت داخل استاد القاهرة وملايين المشاهدين خلف شاشات التليفزيون. وسجل عمرو زكي هدفا في الدقيقة 84 لكن الحكم ألغاه ، بعد أن رفع الحكم المساعد رايته لتسلل محمد شوقي. وعانى منتخب مصر خلال اللقاء من إصابة إثنين من أعمدته الدفاعية هما وائل جمعة الذي خرج في الدقيقة 17 بعد إصابته بشد في العضلة الخلفية ، وإبراهيم سعيد الذي خرج في الدقيقة 112 من عمر المباراة بسبب إصابته بشد في العضلة الأمامية. وحضر المهاجم أحمد حسام "ميدو" المباراة من المدرجات تنفيذا لقرار اتحاد الكرة بمحرمانه من تمثيل المنتخب لمدة ستة أشهر ، وكان اللاعب حريصا على الوجود مع زملائه لمؤازرتهم ، وللاحتفال معهم وتسلم الكأس من الرئيس حسني مبارك. جاء الشوط الأول من المباراة متوازنا من الفريقين ، ولم يشهد فرصا حقيقية سوى ركنية مرت من الدفاع المصري داخل منطقة الجزاء وتهيأت للمدافع كولو توري الذي قابلها بالقدم داخل منطقة الست ياردات لكن الكرة مرت جوار العارضة.
دروجبا أهدر الركلة الأولى وأخطر فرص فريقه خلال اللقاء واقترب منتخب مصر من مرمى كوت ديفوار مرتين بواسطة عمرو زكي ، الأولى من تسديدة من الناحية اليمنى لمنطقة الجزاء في الدقيقة السادسة ، والثانية من تسديدة أيضا لكن من الناحية اليسرى "على الطاير" في الدقيقة 34 ، ومرت كلاهما بجوار العارضة اليمنى لمرمى جون جاك تيزي حارس "الأفيال". وتعرض منتخب مصر إلى خسارة فادحة عندما خرج جمعة مصابا في الدقيقة 17 ، ونزل أحمد فتحي بديلا له ليلعب في مركز الظهير الثالث. وكان محمد بركات وعبد الظاهر السقا وإبراهيم سعيد نجوما بحق على الصعيد الدفاعي للمجهود الكبير الذي بذلوه لاستخلاص الكرة من كانجا أكالي ودروجبا وأرونا كوني. وفي الشوط الثاني سنحت عدة فرص خطيرة للاعبي الفريقين بعد هبوط معدلات التركيز ، فأهدر أبو تريكة فرصة التسجيل في الدقيقة 47 من ضربة رأس بعد عرضية متقنة من زكي ، وأرسل الأخير عرضية أخرى إلى عماد متعب الذي قابلها بضربة رأس تعلو العارضة. وكانت نقطة التحول خلال الشوط الثاني عن طريق الفرنسي هنري ميشيل المدير الفني "للأفيال" الذي أجرى تغييرا في الدقيقة 62 بالدفع بنجم باريس سان جيرمان الفرنسي بونافنتور كالو بدلا من أكالي ، وهو ما أدى لسيطرة فريقه على خط الوسط ، حتى قرر شحاتة المدير الفني لمنتخب مصر الدفع بحسن مصطفى بدلا من متعب لإعادة التوازن إلى منطقة المناورات. ويهدر الأفيال فرصتين خطيرتين ، الأولى بواسطة إيبوي الذي انفرد بمرمى الحضري بعد تبادل الكرة مع دروجبا ، وأهدر الأخير الفرصة الثانية بعد تلقى عرضية أرونا كوني وسددها في السماء من مسافة لا تتجاوز تسع ياردات عن مرمى مصر بفضل مضايقة بركات له خلال التصويب. وفي الدقيقة 84 قفز المصريين في الهواء من الفرحة بعد الهدف الذي سجله زكي إثر تسديدة من أحمد حسن من خارج منطقة الجزاء ارتدت عن يدي تيزي حارس "الأفيال" وحاول شوقي المتسلل إكمالها في المرمى قبل وصولها لزكي الذي أودعها في الشباك. وفي الشوط الإضافي ، إحتسب الدعمي ركلة جزاء لمصر بسبب اصطدام بلاسي كواسي بقدم بركات قبل التسديد ، وكان من حسن حظ "الفراعنة" أن أضاع حسن هذه الركلة نظرا لاحتسابها بسبب خطأ مشكوك في صحته ، واعترض الجانب الإيفواري على ركلة الجزاء بقيادة ميشيل الذي أخذ يشير بيديه إلى الحكم الرابع بإشارات فيها تشكيك في نزاهة التحكيم. وتتواصل مبارك يستقبل لاعبي منتخب مصر صباح السبت اللاعبون : نهدي البطولة لجمهور مصر"العظيم" دقيقة بدقيقة : مصر 4 : 2 كوت ديفوار "ركلات الترجيح"
