قبل الحديث عن المباراة النهائية ، يجب أولا أن يتخذ حسن شحاتة المدير الفني لمنتخب مصر قرارا باستبعاد النجم "الكبير" أحمد حسام "ميدو" من المباراة النهائية ، فهو لا يستحق أن ينال شرف المشاركة ، ودور الجمهور هو أن يعي "التجربة البرتغالية" جيداً. ذكر "التجربة البرتغالية" لا يأتي من باب إفساد الفرحة "المستحقة" على الإطلاق ، لكن هي مجرد تذكير للجمهور المصري "العظيم" بالموقف الذي حدث مع البرتغال في يورو 2004 عندما تعرض المنتخب للهزيمة على أرضه مرتين من منتخب اليونان "المتواضع". ودعونا نرى موقف الجمهور البرتغالي ، فهو شاهد أن منتخب بلاده اجتهد وبذل كل ما في وسعه من أجل الفوز ببطولة أوروبا ، لكن التوفيق لم يحالفه في ذلك ، فما كان من الجمهور إلا أن قام بتحية اللاعبين بعد المباراة ، وهنا أتذكر مشهد التحية الحارة من الجمهور لنجم الفريق الشاب كريستيانو رونالدو بعد حصول الفريق على المركز الثاني. وهنا تأتي دعوتي ليس من أجل دخول المباراة بروح انهزامية ، أبدا لم أقصد ذلك ، فنحن "المصريون" لن نرضى بديلا عن تكرار الفوز على منتخب كوت ديفوار ، فمن الصعب ، بل من المستحيل ، أن نصل إلى المباراة النهائية ثم نفرط في اللقب الخامس في تاريخنا ، ولذلك فدور اللاعبين هو بذل أقصى جهد ممكن ، ووقتها سيكون دور الجمهور الكبير في مساندته فائزا "إن شاء الله" أو مهزوما "لا قدر الله". وعلى الرغم من أن التجربة البرتغالية كانت مثالية في الروح الرياضية ، فإننا جميعا نريدها "تجربة مصرية" خالصة في تكرار سيناريو 1986 ، ونتمنى أن يكون الفوز في الوقت الأصلي ، فمن يستطيع تحمل هذا الضغط العصبي لأكثر من 90 دقيقة. بعيداً عن الاستفاضة في النواحي الفنية للمباراة ، فأعتقد أن خطأ حسن شحاتة الوحيد في المباراة هو تأخره في إخراج "المحترف" أحمد حسام ، فهذا التغيير كان يجب تنفيذه قبل ذلك بكثير ، وهنا لا أقول ذلك لكون عمرو زكي هو الذي أحرز هدف الفوز "الثمين جدا" ، لكن لسوء مستوى ميدو ، حيث أن الهدف والفوز نفسه جاءا بمثابة "هدية" من الله لملايين المصريين.
"وهنا تأتي دعوتي ليس من أجل دخول المباراة بروح انهزامية ، أبدا لم أقصد ذلك ، فنحن "المصريون" لن نرضى بديلا عن تكرار الفوز على منتخب كوت ديفوار". فإذا عدنا لشريط اللقاء مرة أخرى ، لن نجد المنتخب المصري هو الطرف الأفضل ، ففرصه – قبل خروج ميدو - تكاد تكون منعدمة باستثناء تسديدة "نجمية ساحلية" لمحمد أبو تريكة ، ويجب أن نضع جميعا في أذهاننا أن حكم المباراة "جاملنا" في عدم احتساب ركلة جزاء صحيحة بنسبة 100% لمنتخب السنغال في الدقائق الأخيرة بعد عرقلة "ساذجة" من إبراهيم سعيد رغم أنه كان أحد نجوم المباراة ، فكل ما نستطيع قوله هو "ربنا ستر". ومن وجهة نظري أن أحمد حسن - ورغم اختلافنا معه كثيرا – يعتبر أحد أبرز نجوم المباراة ، فهو لم يظهر بهذا المستوى الرفيع "جدا" منذ فترة ، وقبل أن يفكر البعض في حصوله على لقب "الهداف" ، فإن الأهم هو الظهور بنفس المستوى أمام "الأفيال". ويجب التذكير أن مباراتنا أمام "الأفيال" ستكون مختلفة عن مباراة الدور الأول معهم شكلا ومضمونا ، ولذلك يجب أخذ الحذر من "دروجبا ورفاقه" ، ولا يجب أن ننسى أهم سلاح "فتاك" في تلك "الحرب" القادمة وهو الجمهور المصري القادر على "هز" أي "فيل" ، ف"الفيل" مهما بلغت خبرته وتعوده على الضغط ، فإنني أكاد أجزم أنه لم يلعب قبل ذلك أمام هذا العدد "الفعال". وقبل النهاية ، أريد التأكيد أن هناك فرقا بين نجمي كوت ديفوار أرونا كوني وأرونا ديندان ، فالأول هو الذي أحرز هدف منتخب بلاده الوحيد أمامنا ، بينما الثاني "بتاع أرونا مبيهزرش يا طارق" قد عاد لبلاده بعد وفاة ابنته ، ثم عاد إلى القاهرة مؤخراً لكنه تعرض لإصابة من المفترض أن يغيب بسببها عن باقي البطولة ، ومنها بالطبع وهو المهم مباراة مصر ، وذلك بعدما قال الناقد الرياضي محمود معروف عند مشاهدته لأرونا كوني إنه يتوجه له بخالص العزاء ، وموجها له شكره على الحضور لمصر والمشاركة في المباريات والتغلب سريعا على أحزانه! تساؤل أخير : هل بالفعل لم يحصل محمد "الأصفر" الشهير بمحمد شوقي على الإنذار الثاني في مباراة السنغال ، فالكثير ، وشحاتة في الأغلب سيكون منهم ، قد أعد البديل المناسب لشوقي في مباراة كوت ديفوار ، بصراحة أنا غير مصدق لذلك حتى الآن فهل "شوقي ممكن يلعب بطولة كاملة بدون إيقافات"؟