في منتصف الموسم الماضي، رحل المدافع البرازيلي جابريال باوليستا عن صفوف فياريال الإسباني للإنضمام إلى أرسنال من أجل تدعيم خطوطه الدفاعية. خسارة كبيرة للغواصات الصفراء كان يجب تعويضها في الحال، والبحث لم يدم طويلا. في نفس التوقيت الذي رحل فيه باوليستا، كان الشاب إيريك بايلي يلعب رفقة منتخب بلاده –كوت ديفوار- في منافسات كأس الأمم الأفريقية، وشارك في جميع المباريات ليُساهم في تتويج الأفيال باللقب الأفريقي الثاني في تاريخهم. أداء كبير قدمه بايلي -22 عاما- في بطولة أمم إفريقيا في الوقت الذي كان فيه لاعبا في فريق لوس بوركيتوس في الدرجة الثانية في إسبانيا، والذي انضم إليه في عام 2011 ولم يُحقق ظهوره الأول إلا بعد 10 شهور بسبب مشكلة في تصريح العمل الخاص به. إيرفي رينارد، المدير الفني لمنتخب الأفيال خلال كأس الأمم الأفريقية الأخيرة، والذي منح اللاعب فرصته الأولي للظهور دوليا، قال: "لقد تابعناه لفترات طويلة. مُساعدي في الجهاز الفني ذهب لمتابعة إحدى مباريات فريقه التي لم تكن نتيجتها على ما يُرام بالنسبة لهم، ولكن اللاعب قدّم أداء مميزا. أعتقد أنه لاعب جيد وإذا تمكن من التطوّر بشكل أكبر فسيكون ذلك جيدا لنا" خلال أخر موسمين، قدّم الشاب الإيفواري أداء كبيرا مع فريقه في الدرجة الأدنى، وجاء التألق الإفريقي مُحفزا لإتمام تعاقد فياريال مع اللاعب في الإنتقالات الشتوية في العام الماضي. أصبح بايلي هو بديل باوليستا رسميا في فياريال، وجاءت إصابة الأرجنتيني ماتيو موساكيو لتمنح اللاعب فرصة أكبر في الظهور أساسيا على ملعب "مادريجال". عند إنضمام اللاعب للفريق، قال المدير الفني للغواصات الصفراء: "بحثنا في سوق الإنتقالات عن لاعب يشبه في إمكانياته جابريال باوليستا لأننا كنا بحاجة للاعب يُكمل مهام شريكه في قلب الدفاع، وكان بايلي هو خيارنا" ويُقدم بايلي هذا الموسم أداء كبيرا في المناسبات التي ظهر بها رفقة الفريق، حيث بدأ أول 4 مباريات بشكل أساسي قبل أن يتم طرده في خامس مباريات الليجا ويتم إيقافه. ولكن ذلك لم يُقلل من ثقة المدير الفني –مارسيلينو- به، وجاء رد اللاعب قويا في المباراة التالية ضمن منافسات الدوري الأوروبي أمام دينامو مينسك الأوكراني، حيث سجل اللاعب هدفا وتُوج كأفضل لاعب في المباراة. مع عودة موساكيو من الإصابة، بدأ المدير الفني بعملية تدوير بين مُدافعيه، ولكن ما زال الشاب الإيفواري يُبهر حين يتم استدعاؤه للملعب، وتُعد مواجهة فياريال مع ريال مدريد على ملعب "مادريجال" هي الأبرز للاعب هذا الموسم، حيث قدم فيها أداءا مُلفتا للغاية. يتميز بايلي عموما بالسرعة والقوة والتفوّق في الالتحامات الهوائية -31 محاولة ناجحة-، ويُجيد اعتراض هجمات المنافس بشكل جيد -51 إفساد لهجمات المنافس في الليجا هذا الموسم-. يُجيد الارتداد دفاعيا وقد تساعده سرعته على اللحاق بالكُرة والقيام بالاستخلاص بالشكل اللازم، وهي مُميزات قد تحتاجها الأندية التي تُنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز. وتُشير التقارير مؤخرا إلى أن بيب جوارديولا –المدير الفني لمانشستر سيتي في الموسم القادم- يضع الشاب الإيفواري ضمن أهدافه لتدعيم الفريق الأزرق السماوي في الموسم المقبل، بعدما تابعه عن طريق أحد كشافيه في مباراة ذهاب ربع نهائي الدوري الأوروبي لفياريال أمام سبارتا براج في الأسبوع الماضي –كما أشارت ماركا. من أهم عيوب بايلي أنه قد يتخذ بعض القرارات الخاطئة نتيجة سوء التقدير وقلة خبرته في اللعب مع المستويات الكُبرى، مما يؤدي إلى ارتكابه أخطاء وحصوله على العديد من البطاقات -11 بطاقة ملونة هذا الموسم في الليجا-. وكثيرا ما يقوم بإرجاع الكرة إلى الوراء والمخاطرة أحيانا بدلا من لعب بعض الكرات السهلة إلى شريكه في قلب الدفاع. وعلى الرغم من أن صحة اتخاذ قرار ودقة التمرير هي من أهم متطلبات جوارديولا لأي لاعب يختاره في الأندية التي يدربها، إلا أن مقومات اللاعب تمنحه إمكانية التطوّر مُستقبلا مع أي مدير فني.