رباعية في ريال مدريد على سانتياجو برنابيو، سداسية في روما بدوري الأبطال ثم رباعية أخرى في ريال سوسيداد وتتبعها سداسية لن تكن الأخيرة في مرمى فيلانوفينسي. فريق مذهل وأداء خرافي جعل من برشلونة حديث العالم، كيف لا وهو صاحب الثلاثي الهجومي الذي سجل 132 هدفا حتى الأن في 2015. برشلونة يمر بفترة رائعة نعم، لكن التعادل مع فالنسيا وإن كان طبيعيا على أرض فريق من أقوى فرق الليجا، إلا أنه ينذر بما هو أسوأ. فالنسيا نجح في التعادل مع برشلونة بهدف لكل فريق في المباراة التي أقيمت على ملعب "الميستايا"، ورغم أن البلوجرانا مازالوا على قمة ترتيب الدوري بفارق نقطتين عن أتليتكو مدريد وأربع عن ريال مدريد، إلا أن مخاوف المعسكر الكتالوني تكمن في كيفية إدارة اللقاء من قبل لويس إنريكي وليس في فقدان الصدارة. لويس إنريكي لم يقم بأي تغيير خلال اللقاء مكتفيا بمشاهدة فريقه يفقد نقطتين. دكة برشلونة دكة برشلونة في مباراة فالنسيا تير شتيجن "حارس مرمى" مارك بارترا، توماس فيرمايلن، أدريانو كوريا "خط دفاع" سيرجي سامبر "خط وسط" منير حدادي، ساندرو راميريز "هجوم" بالنظر لدكة برشلونة في المباراة، فإن لويس إنريكي كان محقا في الاكتفاء باللاعبين على أرض الملعب، فهو لا يملك اللاعب الذي بإمكانه تغيير سير اللقاء أو من الممكن أن يكون أفضل من نظيره في الميدان. هذه الحالة يقع فيها المدربين أحيانا ببعض المباريات، لكن المشكلة في برشلونة هي أن تعثر الفريق في إحراز هدف مبكر أمام أي خصم، يعني أن الفوز سيكون أمرا صعبا على زملاء ميسي، إلا لو جاء من قبيل الصدفة مثلما حدث أمام مالاجا في بداية الدوري بهف فيرمايلن. بخلاف مباراة مالاجا، واجه برشلونة صعوبات في عدة مباريات هذا الموسم، لكن الفوز لم يتحقق في أي مباراة أخرى. أولى الهزائم هذا الموسم كانت أمام أتليتك بلباو في كأس السوبر الإسبانية برباعية ذهابا، وفي تلك المباراة أشرك إنريكي الثلاثي إنييستا، إيفان راكيتيتش وساندرو راميريز، ولكنهم لم يكونوا ليصبحون متاحين، لولا أن قرر إراحتهم قبل بداية اللقاء. مباراة الإياب لم يختلف فيها الحال كثيرا، فرغم أن برشلونة كان مطالبا بتعويض أربعة أهداف، إلا أنه اكتفى بالتعادل بهدف لكل فريق، والأسوأ أن إنركي لم يستطع إدخال إلا تغييرين فقط خلال المباراة يتمثلان في الصغيرين منير الحدادي وساندرو راميريز، رغم أن الفريق يلعب منقوصا منذ الدقيقة ال 56 بطرد جيرارد بيكيه. تعثر جديد أمام سيلتا فيجو ومرة أخرى لا يجد لويس إنريكي من يسعفه على دكة البدلاء، فلا يقم إلا بتغييرين فقط هما منير حدادي وإيفان راكيتيتش، والمحصلة هي الخسارة بأربعة أهداف مقابل هدف. الهزيمة الأخيرة كانت أمام إشبيلية، وكالعادة لم يقم إنريكي إلا بتبديلين فقط هما داني ألفيش وساندرو راميريز، والنتيجة كانت الهزيمة بهدفين مقابل هدف. العامل المشترك في كل هزائم برشلونة هو أن لويس إنريكي لا يقم بكل تغييراته، لا ثقة منه في الأساسيين أو لكونه من مدرسة تأخير التغييرات لدى المدربين، لكن لأن البدلاء الفعالين ليسوا متاحين. الملاحظ أيضا، أن التغيير دائما هو منير الحدادي وغالبا يكون لمجرد التغيير، والتبديل الثاني دائما لا يلجأ له، إلا إذا تصادف أنه كان يريح في تلك المباراة أحد الأساسيين سواء داني ألفيش، إيفان راكيتيتش أو أندريس انييستا. دعم يناير لويس إنريكي لا يلام على ضعف دكته لأنه لا يختر عدم التدعيم، وإنما كان الأمر إجباريا بسبب عقوبة الاتحاد الدولي لكرة القدم على برشلونة بالحرمان من إبرام تعاقدات جديدة لمدة موسمين متتاليين للانتقالات. إنريكي لم يتعاقد في برشلونة إلا مع 6 لاعبين هم لويس سواريز، توماس فيرمايلن، كلاوديو برافو، تير شتيجن، دوجلاس وجيرمي ماتيو. وفي شهر يناير المقبل، سيستطيع برشلونة قيد ثنائي صفقاته الجديدتين أردا توران وأليكس فيدال، بالإضافة لأن الفريق لمح أيضا لرغبتهم في استقدام مهاجم جديد، لكن هل سيكون الصفقتين كافيان لبناء دكة بدلاء قوية باستطاعتها تكملة الموسم بنجاح في كل البطولات؟ تجربة ريال مدريد ريال مدريد في الموسم المنصرم قدم أداء رائع ونتائج أروع في الدوري الأول جعلته على قمة ترتيب الدوري مع انتهاء نصف الموسم، بالإضافة للفوز على برشلونة بهدفين مقابل هدف ذهابا. الأمور استمرت على نجو مثالي حتى توج الفريق بلقب كأس العالم للأندية، ومن هنا كانت تقطة التحول. إصابات عديدة في خط وسط ودفاع ريال مدريد أدت لتحول النتائج بشكل كلي في النصف الثاني من الموسم، والمحصلة كانت هي خسارة كل الألقاب. برشلونة يحتاج لتدعيم قائمته في انتقالات شهر يناير المقبل لتفادي تكرار تجربة ريال مدريد، فتزامن أكثر من إصابة في مركز واحد دون تدعيم في تلك القائمة الحالية، سيعني أن برشلونة سيعاني كثيرا في النصف الثاني من الموسم وسيفقد العديد من النقاط، التي قد تحول دفة الموسم بأكمله. ورغم أن برشلونة تعرض بالفعل لمرحلة من الإصابات المتزامنة في النصف الأول من الموسم حين غاب ليونيل ميسي وغاب سيرجيو بوسكيتس واندريس إنييستا لفترة بسبب الإصابة أيضا ونجح الفريق في تخطي تلك الفترة بنجاح، لكن النصف الثاني دائما يكون أصعب، فمباريات دوري الأبطال ستكون مع منافسين أقوى، والحمل البدني سيكون أكبر على اللاعبين عنه في الدور الأول.