"هو ساحر فعلاً. يستحق أن يكون أفضل لاعب في إفريقيا بالتأكيد". هل تعرف أن أسطورة الكرة الإفريقية جورج ويا قال هذه العبارة عن لاعب من تشاد؟ الفراعنة يواجهون منتخب تشاد في بداية مشوار تصفيات مونديال روسيا 2018.. يواجهون فريقاً لم يعرف في تاريخه كله سوى نجم وحيد.. إسمه جافيه ندورام. ولد جافيه ندورام في عاصمة تشاد ندجامينا يوم 27 فبراير 1966.. في سن السابعة عشرة بدأ مشواره مع كرة القدم في فريق توربيون المحلي الذي قضى معه أربعة مواسم قبل أن يلفت أنظار تونير ياوندي الكاميروني ليضمه إلى صفوفه عام 1988. عامان قضاهما ندورام في ياوندي قبل أن ينتقل إلى نانت الفرنسي في صيف 1990.. انتقال كاد يتعثر حيث كان نانت يمتلك الحد الأقصى للاعبين الأجانب فعلياً، لكن نجم الأرجنتين وبطل العالم 1986 خورخي بوروتشاجا كان يتعافى من إصابة في الركبة، ليوافق على تحويل عقده إلى عقد هواية حتى يفسح الطريق أمام ندورام لينضم للفريق الكناري. سبعة مواسم كاملة قضاها ندورام مع نانت، فرض نفسه فيها كأحد أبرز نجوم الفريق مسجلاً 72 هدفاً في 192 مباراة بالقميص الأصفر والأخضر.. لتبدأ تسمية "الساحر" تنتشر في ملعب دي لا بوجوار الخاص بنانت.. ندورام سجل مجموعة من الأهداف التاريخية لنانت، منها الهدف رقم 2000 في تاريخه بالدوري في مرمى ليل.. وهدف الفوز بلقب الدوري للمرة السابعة في تاريخ نانت والأولى منذ 12 عاماً في موسم 1994-1995 الذي سجل فيه ندورام 12 هدفاً، رفعها إلى 21 في الموسم التالي الذي ساهم خلاله أيضاً في انجاز تاريخي للنادي ببلوغ نانت الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا. التشادي سجل هدف الفوز في مرمى البطل لاحقاً يوفنتوس الإيطالي في ذهاب نصف النهائي الذي حسمه نانت بنتيجة 3-2 قبل أن يخسر إياباً بهدفين ويودع البطولة.. وفي العام الذي توج فيه الليبيري جورج ويا بلقب أفضل لاعب في العالم كأول (وآخر) إفريقي يحقق هذا الإنجاز، كان ندورام ينافسه على لقب أفضل لاعب في القارة السمراء.. ويا نفسه أشاد بالمهاجم التشادي مؤكداً أنه يستحق لقب الساحر، ويستحق أيضاً أن يكون الأفضل في إفريقيا. في عام 1997 وبعد سبعة مواسم بقميص نانت انتقل ندورام إلى موناكو، وبعد بداية جيدة تعرض جافيه لإصابة قوية في مباراته الأولى أمام فريقه القديم نانت، ليجبر على الاعتزال في نهاية الموسم وهو في سن ال31 عاماً، ثم انضم للجهاز التدريبي لموناكو ككشاف للاعبين. وفي عام 2005 عينه نادي نانت في منصب المدير الرياضي، قبل أن يتولى مهمة المدير الفني للفريق في فبراير 2007 وحتى يوليو من العام نفسه، إلا أنه لم يتمكن من منع فريقه المفضل من الهبوط للدرجة الثانية في هذا الموسم. ندورام مثل منتخب تشاد في 36 مباراة دولية سجل خلالها 13 هدفاً، لكنه لم يتمكن من قيادة منتخب "ساو" لأي بطولة كبرى. وشارك في مباراتي تشاد أمام مصر في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 1992 والتي تعادل فيها الفريقان سلبياً في ندجامينا قبل أن ينتصر الفراعنة بخمسة أهداف لهدفين في القاهرة.