كعادتنا دائما ، ورغم الهزيمة من كوت ديفوار والخروج المهين من تصفيات كأس العالم ، تناسينا جميعا كجمهور ونقاد مشكلات المنتخب الوطني ، وبدأنا الحديث عن فوز الأهلي وتعادل الزمالك وهدف شوقي "العالمي" وانتقال محمد عبد الله وانتصارات المنتخب العسكري. ولكني قررت أن أترك جميع هذه الأحداث جانبا وأواصل الحديث عن منتخبنا الوطني وهو الأهم في الفترة القادمة ، وهو أهم من جميع الأندية ، ولذلك يجب أن يكون شعارنا في المرحلة القادمة هو "المنتخب فوق الجميع" نظرا لما تحمله الفترة القادمة من محطة مهمة للغاية للكرة المصرية وهي بطولة كأس الأمم الأفريقية التي سننظمها في بلدنا مصر ويجب أن نبذل كل الجهود للحصول عليها وهي مهمة ليست سهلة بالمرة. وكما ذكرت في المقالة السابقة أن مستوى منتخب مصر حاليا أصبح متواضعا بالمقارنة مع العديد من المنتخبات الأفريقية وأنه يجب علينا اتخاذ خطوات كبيرة وجذرية لعمل نهضة للكرة المصرية ، الا أنه مع اقتراب بطولة كأس الأمم الأفريقية فإنه يجب علينا أن نضع أيدينا على المشكلات البسيطة الموجودة داخل المنتخب حاليا ومحاولة إيجاد حلول سهلة وسريعة لها في الفترة القليلة المقبلة قبل انطلاق البطولة. المشكلة الأولى : الجهاز الفني للمنتخب : بدأ البعض يتحدث عن تغيير المدير الفني للمنتخب والاستعانة بمحمود الجوهري أو بمدرب أجنبي عالمي جديد ، وللأسف ، فإن هذه النغمة تؤثر بالسلب على أداء المنتخب وعلى ثقة حسن شحاتة بنفسه وثقة اللاعبين فيه ، وفي رأيي الشخصي أن شحاتة مدرب جيد ويحتاج إلى المزيد من الوقت حتى يكون منتخبا قويا لمصر ، ويجب علينا جميعا بدءا من اتحاد الكرة الجديد وأيضا النقاد والجمهور أن نمنح الثقة كاملة لشحاتة وجهازه ونزيل من رؤوسنا تماما فكرة تغيير المدرب في الوقت الحالي ، خاصة وأنه لم يتبق على البطولة سوى ستة شهور فقط ، وأي تغيير في الوقت الحالي سيكون بمثابة إجهاض للحلم المشروع بالفوز بكأس البطولة ، ويجب أن نترك شحاتة يستكمل مهمته للنهاية حتى لو خسر من بنين في مصر أو خسر في المباريات الودية ، فالمباريات الودية أهم ما فيها هو تجربة أكثر من خطة وأكثر من تشكيل ومعرفة أخطائنا حتى لا نقع فيها في المباريات الرسمية ، وليس مهما فيها النتائج كما ذكرت من قبل. المشكلة الثانية : خطة اللعب :
"وكما ذكرت في المقالة السابقة أن مستوى منتخب مصر حاليا أصبح متواضعا بالمقارنة مع العديد من المنتخبات الأفريقية وأنه يجب علينا اتخاذ خطوات كبيرة وجذرية لعمل نهضة للكرة المصرية ، الا أنه مع اقتراب بطولة كأس الأمم الأفريقية فإنه يجب علينا أن نضع أيدينا على المشكلات البسيطة الموجودة داخل المنتخب حاليا ومحاولة إيجاد حلول سهلة وسريعة لها في الفترة القليلة المقبلة قبل انطلاق البطولة". يجب ألا نمنح لهذه المشكلة أكبر من حجمها وتصبح هي حديث الجمهور والنقاد ، فطريقة اللعب يجب أن تكون مرنة وقد تختلف من مباراة لأخرى ، فعندما نلاعب السودان أو بنين على أرضنا يجب أن نلعب بطريقة 4-4-2 حتى نؤدي مباراة هجومية ، أما إذا التقينا مع كوت ديفوار أو الكاميرون خارج مصر فيجب أن نلعب بطريقة 3-5-2 بوجود ليبرو خلف "المسَاكين" حتى يكون هناك تأمين دفاعي نظرا لخطورة مهاجمي الفريق المنافس ، خاصة وأن لاعبينا وخاصة "ثنائيي الأطراف" ما زالا غير قادرين على استيعاب هذه الطريقة ، وحتى لو استوعبوها فلا يستطيعون تنفيذها في المباريات الصعبة بسبب نقص اللياقة ، وهي مشكلة مزمنة وليس لها حل. فطريقة 3-5-2 ليست سيئة على طول الخط ، وقد حصلنا بها على كأس الأمم الأفريقية عام 98 وهزمنا بها جميع الفرق التي تلعب بطريقة 4-4-2 ، كما حصل بها الأهلي في الموسم الماضي على بطولة الدوري المصري. المشكلة الثالثة : الاحتراف واللاعبين المحترفين : كما ذكرت في المقالة السابقة أن الاحتراف هو أهم سبب لتقدم المنتخبات الأفريقية ، وبإمكاننا أن نشاهد الفارق الكبير من الناحية الفنية والبدنية وحتى الخبرة التي يمتلكها لاعبو مصر المحترفين عند مقارنتهم بالمحليين ، ولذلك يجب علينا أن نفتح باب الاحتراف الخارجي للاعبينا. وأيضا من المهم جدا أن نستعين بلاعبينا المحترفين ليكونوا النواة الحقيقة للمنتخب ، ويجب أن يكونوا لاعبين أساسيين في تشكيل المنتخب الرئيسي ، وذلك حتى نستفيد من امكانياتهم التي اكتسبوها خلال رحلتهم الاحترافية ، وبالطبع فإنني لا أقصد هنا جميع اللاعبين المحترفين والذين يوجد منهم كثيرون محترفون في أندية ضعيفة ومستواهم أقل من لاعبينا المحليين ، ولكني أقصد اللاعبين المميزين منهم فقط والمحترفين في أندية كبيرة وهم تحديدا أربعة لاعبين فقط لا غير : أحمد حسام "ميدو" لاعب توتنهام الانجليزي ، ومحمد زيدان لاعب بريمن الالماني ، وحسام غالي لاعب فيينورد الهولندي ، وأحمد حسن لاعب بيشكتاش التركي. هؤلاء الأربعة تحديدا يلعبون في أندية كبرى في أوروبا ويلعبون - تقريبا - ضمن التشكيلة الرئيسية في فرقهم ويقدمون مستويات رائعة ويمتلكوا الخبرة الاحترافية ، أما باقي المحترفين فهم محترفون اسما فقط وفي أندية مغمورة وعلى رأس