مدريد - خالد يوسف : خاص النجم الأسطوري دييجو أرماندو مارادونا العديد من الرحلات العصيبة في حياته ، رحلته من الفقر إلى المجد ، رحلته للفوز بكأس العالم 1986 ، رحلة عودته من كل إصابة إلى التألق مجدداً ، رحلته العكسية من القمة إلى القاع ، إلا أن "القديس" عرف مؤخراً أصعب رحلاته على الإطلاق ، إنها رحلته من غيبوبة الموت في بيونيس آيريس قبل عام وصولاً إلى استرداده عافيته ، وإمكانية ركل برتقالة 42 مرة دون أن تقع على الأرض أثناء زيارته للعاصمة الإسبانية مدريد. صحيفة ماركا الإسبانية وصفت ماردونا في حديثها الأخير معه بأنه أصبح أكثر رقة ، أقل وزناً ، أشد قرباًَ من كرة القدم . لقد بدا في نظر الصحيفة أفضل حالاً في كل شئ ، مستفيضاً في الحديث طيلة الوقت عن كل ما يتعلق بعالم الكرة ، بداية من بوكا جونيورز ، وحتى زين الدين زيدان ، وفوز برشلونة بالليجا. في البداية ، أخبرنا عن الرسالة التي يريد ماردونا إرسالها إلى الجمهور بهذه الزيارة؟ - أنا لست شخصاً مهماً لأبعث برسائل إلى أحد هنا ، النموذجان الوحيدان في الحياة بالنسبة لي هما والدي ووالدتي ، وأنا أكرر مجدداً أنى لست شخصاً مهماً لأحد. ولكنك قدوة بالنسبة للكثيرين من محبي كرة القدم؟ - نعم هذا صحيح ، ولكن هذا في عالم كرة القدم فقط ، أي خلال التسعين دقيقة التي تستغرقها المباراة. إذن متى سنرى مارادونا مرة أخرى على أرض الملعب؟ - أنا أترقب مشروع بوكا جونيورز الحالي لرعاية الناشئين ، أراه مشروعاً رائعاً ، وأعتقد أنه المكان المناسب لإضفاء الحيوية على حياتي من جديد ، إنه لشيء جيد أن تتحمل بعض المسئوليات ، و أن تتطور شخصيتك. ولكن ألا تثق بإمكانية عملك كمدرب بفرق محترفة؟ - أنا أفضل العمل مع الناشئين و البراعم أولاً ، ثم الانضمام لاحقاً إلى عالم المحترفين ، فأنا في النهاية أعتبر نفسي أحد أفراد عالم محترفي كرة القدم ، وأعلم تماماً ما بحدث داخل كل غرفة ملابس ، وما يحتاجه كل لاعب كرة محترف ، ولكني بحاجة لقليل من الصبر قبل العودة مجدداً إلى هذا العالم ، وأنا حالياً في انتظار الصغار.
أنت ستلتقي في هذه الزيارة بنجمي ريال مدريد رونالدو وروبرتو كارلوس ، ما الذي تريد معرفته منهما عن الريال؟ - الكثير من التفاصيل ، ولكنها ستبقي دوماُ أموراً خاصة بين لاعبي كرة القدم . لقد تغيرت فرق الكرة بعض الشيء عما كانت عليه في الماضي ، تغير مفهوم اللاعب المحترف نفسه ، فأنا عاصرت أجواء فرق الكرة في أسبانيا والأرجنتين وإيطاليا ، وقد لا يبدو أن هناك اختلافاً كبيراً فيما بينها ، ولكن في حقيقة الأمر التحديات أمام لاعب الكرة بكل موقع هي مختلفة تماماً ، فعندما تملك قوت يومك سيزول الضغط من على كاهلك ، ولكن ذلك الضغط سيداهمك عندما تعود إلى بيتك بعد يوم عمل شاق وفي جيبك دولار وحيد!! لهذا أنت تعتقد أن لاعبي الكرة يمتلكون دوماً امتيازات خاصة دون غيرهم؟ - دعني أؤكد لك أنه ليس هناك لاعب في العالم ينزل أرض الملعب بلا مبالاة بحجة أنه متشبع مادياً ، ففي بعض الأحيان بإمكانك إنفاق كل ما تملك من أجل معايشة لحظة مجد واحدة ، ومن لعبوا من قبل في نهائي كأس العالم ، أو حصلوا على دوري أبطال أوروبا يعلمون تماماً هذا الشعور ، أن تغدق عليك عائلتك ، بلدك كلها بالتهاني لمجرد أنك أحرزت لقباً هو شعور لا مثيل له ، وأنا لا أؤمن بأن اللاعبين أصحاب الرواتب المرتفعة لا يريدون إحراز الألقاب ، فالنقود تستقر بالبنوك في نهاية الأمر. هل تعتقد أن نجم مثل زين الدين زيدان يمثل حالة خاصة من نجوم هذه الفترة؟ - أفضل ما في زيدان أن الجانب البدني لا يشغل المساحة الأكبر من طريقة لعبه ، إنه يمتلك براعة لا تصدق في التحكم بالكرة ، لكنه يتمتع بطول قامة يعوقه نسبياً عن إقتحام أكثر من لاعب أمامه ، وهو ما يميز في المقابل لاعب مثل رونالدينيو. ولكن بشكل عام أعتقد بأنه لا يوجد لاعب في العالم لديه مهارة زيدان في التحكم بالكرة ، هل تتصور ما الذي كان سيفعله الرجل لو كان أقصر مما هو عليه الآن ب 20 سنتيمتراً فقط؟!! أعتقد أنه وقتها سيكون من المستحيل إيقافه. من هو اللاعب الذي تشعر بسعادة عندما تشاهده؟ - مشاهدة رونالدينيو توقظ عندي الكثير من المشاعر الطيبة ، إنه يلعب لسعادته الشخصية ، ولإمتاع جمهوره