صنع البرازيلي روبرتو كارلوس أسطورة خالدة داخل فريق ريال مدريد الإسباني، بفضل إسهامه الرائع في الهجوم والدفاع، وانطلاقاته فائقة السرعة وتصويباته الصاروخية المذهلة، وكان عنصرا فعالا بحقبة ال"جالاكتيكوس"، ليعتبره كثيرون أفضل ظهير أيسر في تاريخ كرة القدم. ظن مشجعو الفريق الملكي أن الفراغ الذي تركه كارلوس لن يعوضه أحد، حتى كشف مواطنه مارسيلو في الآونة الأخيرة عن مستوى متميز أجبر وسائل الإعلام الإسبانية على إجراء المقارنات بينهما. طالما اعتبر مارسيلو كارلوس مثلا أعلى له، وتمنى أن يسير على نهجه، كما امتدح كارلوس كثيرا أداء مارسيلو، واعتبره خليفة شرعي له. وأجمعت الصحف الإسبانية على الإشادة بمارسيلو، الذي يعيش في الموسمين الحالي والماضي أفضل فتراته مع الريال، ولعب دورا محوريا في إنجاز التتويج بدوري أبطال أوروبا للمرة العاشرة. كان الانتقاد الأبرز لمارسيلو في حقبته مع الريال، التي بدأت في 2007 ، هو عدم قدرته على الموازنة بين الهجوم والدفاع بنفس الكفاءة، فهو مميز أكثر في الهجوم، ويبرع في مهام الجناح، لكنه متواضع دفاعيا، لذا أوجد المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو ومن بعده الإيطالي كارلو أنشيلوتي صيغة لإشراك البرتغالي فابيو كوينتراو كظهير أيسر في المباريات المعقدة. لكن مارسيلو عالج هذا القصور في الآونة الأخيرة، بزيادة إسهامه الهجومي بجانب تحسن أدائه الدفاعي، وهذا من واقع الأرقام، حيث يعد أكثر اللاعبين قطعا للكرات بجانب زميله سرخيو راموس، واستغل إصابة كوينتراو على النحو الأمثل باحتكار الجبهة اليسرى هذا الموسم. وصنع مارسيلو حتى الآن 5 أهداف، أخرها هدف الفرنسي كريم بنزيمة في شباك ليفربول الإنجليزي، وذلك قبل انقضاء نصف الموسم تقريبا، ويطمح لمضاعفة هذا الرقم، حيث كان أفضل معدل لتمريراته الحاسمة قد رصد في موسمي 2010-2011 و2011-2012 على التوالي ب10 تمريرات. يأتي تألق مارسيلو امام ليفربول بعد 10 أيام من هدفه الرائع بكأس الملك امام كورنيلا، في لقاء قدم خلاله العديد من اللمحات الفنية التي استفزت الخصم، وأراد أن يبرهن على جودة لياقته البدنية بالطيران في الهواء بإستدارة كاملة. من الصعب أن يعادل مارسيلو إنجازات كارلوس، حيث يملك الأخير ثلاثة ألقاب في دوري أبطال أوروبا بجانب لقب في كأس العالم، لكنه يجتهد ليربح التحدي معه في المستوى، تاركا التقييم للجمهور ووسائل الإعلام، فهو لا يزال في ال26 من عمره، وأمامه سنوات طويلة في الملاعب. وارتقى مارسيلو مؤخرا للمركز الثالث في قائمة أكثر الأجانب خوضا لمباريات في تاريخ الريال ب283 مباراة، وللمصادفة سيكون من الصعب عليه أيضا تجاوز رقم كارلوس الذي يتفوق عليه ب512 مباراة.