أكره التعصب الكروي .. وأخشى الجهل الكروي .. ولا أطيق النفاق الجماهيري والإعلامي ، ولا أريد أن تكون هذه الظواهر سببا وراء تحول فريق أحلام الأهلي هذا الموسم إلى "بالونة كوابيس" كما حدث ذات مرة مع الزمالك. نعم ، فريق الأهلي هو الآن فريق الأحلام ، من حيث التشكيل والأسماء ، لأنه يضم خيرة نجوم مصر في الفترة الحالية ، وعلى رأسهم محمد أبو تريكة ومحمد بركات وإسلام الشاطر وعماد النحاس وحسن مصطفى وكاستيللو وماكي ومحمد شوقي وأحمد حسن وبلال وغيرهم. ولكن تعالت أصوات في الفترة الأخيرة من بعض المنتمين إلى هذه الفئات الثلاث التي قلت إني أكرهها ، تبالغ في استخدام هذا الوصف ، الذي لم يتحقق حتى الآن ، بل وتدعو حسن شحاتة المدير الفني لمنتخب مصر إلى أن يغمض عينيه ويضم "كوووووول" أفراد فريق الأهلي الحاليين ، باستثناء الأجانب طبعا ، لتمثيل المنتخب الوطني في الفترة المقبلة ، باعتبار أن فريق الأهلي الحالي هو الأقوى والأعلى والأكثر جاهزية للدفاع عن سمعة الكرة المصرية ، وخاصة في مباراة ليبيا القادمة. وهنا أحب أن أضيف - وليس كما أضاف سرحان عبد البصير - أنه لو تجرأ حسن شحاتة واستبعد لاعبا أو اثنين من لاعبي "فريق الأحلام" الحاليين ، ستنهال عليه السكاكين والسياط من أبناء هذه الفئات الثلاث السالفة الذكر ، ليتهمونه بأنه "ما بيفهمش كورة" من أساسه ، أو أنه "زملكاوي" متعصب ، وسيحدث معه الشيء نفسه لو ضم هذا أو ذاك من الزمالك أو حتى من أي ناد آخر ، باعتبار أن هناك من يفكر حتى الآن بعقلية "الأهلي عمهم"! وهنا نحتاج إلى وقفة ، بل إلى "قعدة" ، لنتحدث سويا بالعقل والمنطق ، لمن يفهمون فقط هذه اللغة ، لنعرف بالضبط ما الذي سيفعله حسن شحاتة ، وكيف يمكنه الاستفادة من نجوم "فريق الأحلام" ، هذا إذا كان هناك بالفعل "فريق أحلام"! بداية ، يجب أن نتفق على حقيقة مؤكدة هي أن المنتخب الوطني المصري لم يحقق نتائج طيبة في أغلب مراحلة التاريخية إلا عندما كان هناك فريق "محترم" للأهلي ، لا أعرف لماذا ، ولكن المنتخب المصري لم يكن له أي شأن في المواسم التي توارى فيها الأهلي من حيث المستوى أو النتائج ، هذه حقيقة ، والمجال لا يتسع الآن لسرد أمثلة. ولكن ، ألا ترون أن السبب الأساسي وراء ظهور الأهلي بهذه الصورة الراقية فنيا وبدنيا هو الإدارة المستقرة أولا ، وجوزيه ثانيا ، وأبو تريكة وبركات ثالثا ورابعا وخامسا وسادسا ، وباقي لاعبي الفريق سابعا ، وهبوط مستوى الزمالك والإسماعيلي وإنبي ثامنا؟!
"يجب أن تكون أحلام الأهلي على هذا المستوى ، وألا تقتصر على مجرد الفوز على الزمالك المنهار أو الإسماعيلي المضطهد أو إنبي المشاغب ، أو مش عارف مين المكافح". ألا ترون أن جمهور الأهلي يزحف الآن إلى المدرجات بهذه الأعداد الغفيرة لمشاهدة مهارات اثنين من أبرز مواهب الكرة المصرية حاليا : أبو تريكة وبركات؟ أليست المواهب سببا رئيسيا في إقبال المشاهدين على متابعة المباريات بهذا الحب والشغف؟ وبناء عليه ، كما يقال في مجلس الشعب ، فإن المطلوب التعامل مع ظاهرة الأهلي هذا الموسم بكثير من التعقل ، ومن الضروري ألا نندفع في إصدار أحكام عمياء متعصبة على الصالح والطالح في فريق الأهلي ، وينبغي أيضا النظر بعين الاعتبار أن فريق الزمالك هذا الموسم أكثر من رائع ، ولديه أفراد أكثر من رائعين ، ولديه أيضا مدرب كفء ومحترم ، ولكن مشكلة الزمالك الإدارية الأزلية هي التي تجعلنا نرى فريق الكرة بهذا الشكل السيء. فمثلا ، لا أعتقد أنه سيكون من الإنصاف المطالبة بعدم ضم لاعب في حجم عبد الحليم علي إلى المنتخب لمجرد أنه "زملكاوي" ، فهو أحد هدافي الدوري ، وأقولها بكل صراحة أن فريق الأحلام الأهلاوي لا يملك لاعبا مثله حتى هذه اللحظة ، بل لا يملك رأسي حربة أصلا ، ولهذا يفكر في بسيوني! ولا أعتقد أنه يمكن أيضا التغاضي عن ضم طارق السيد مثلا ، ليس لأنه أفضل من أبو مسلم ، فهذا أمر مفروغ منه ، ولكن لأن الأهلي لا يملك في هذه الناحية من اللاعبين الجيدين إلا جيلبرتو "الأنجولي" ، بل إن طارق أفضل بكثير وأكثر إيجابية من جيلبرتو نفسه من وجهة نظري. أيضا هناك عبد الواحد السيد ومحمد عبد المنصف ، أي واحد منهما أفضل بكثير من الحضري ، لأن "حركات" الحضري أصبحت معروفة للجميع ، و"تجلياته" التي لا تظهر للأسف إلا مع المنتخب لم نعد في حاجة إلى تجربتها ثانية ، ونحمد الله لأن الحضري يلعب في الأهلي الذي يهاجم دائما وليس في أي ناد آخر يدافع باستمرار ، وإلا لكان قد انكشف! وهناك إبراهيم سعيد ، الذي إن واصل التزامه وانضباطه لأصبح أفضل مليون مرة من محمد شوقي ، خصوصا وأن حركة كريستال بالاس الأخيرة من شوقي جعلته بالفعل يبدو "شكله وحش" قدام الناس كلها ، خصوصا وأنه صدق الأمر بحسن نية دون أن يعرف أن تصريح العمل سيكون سببا في فشل أي محاولة لانضمامه إلى أي ناد إنجليزي. ولن أتحدث عن حازم إمام البعيد عن مستواه أو عن جمال حمزة وطارق ال