أجرى الحوار - محمد سيف : بين ليلة وضحاها تحول بشير التابعي ، لاعب الزمالك السابق وريز سبور التركي الحالي ، من بطل سابق وأكثر لاعبي الزمالك "رجولة في الأداء" إلى خائن وناكر لجميل النادي الذي جعله مدافع مصر الأول خلال ثلاث سنوات فقط ، وذلك بعد الحملة الشرسة التي قادها مسئولو النادي ضده بعد رفض التابعي التوقيع على إقرار بعودته للزمالك في حال رغبته العودة إلى مصر. ولأن الكثير من الحقائق تضيع وسط زحام التصريحات المتضاربة من الطرفين ، لم يكن أمامنا سوى محاورة اللاعب وإعطائه فرصة الدفاع عن نفسه أمام الجماهير التي يعشقها ، والتعرف على وجهة نظره في أحدث أزمات الكرة المصرية. ولطول الحوار ، فقد تم تقسيمه إلى جزئين ، الأول عن أزمة اللاعب الأخيرة مع الزمالك ، والثاني عن تجربته الاحترافية في تركيا وتقييمه لها حتى الآن .. بين كل ما قيل بشأنك في الفترة الأخيرة ، أين الحقيقة؟ الحقيقة أنه عندما كان نادي ريز يتفاوض مع الزمالك بشأن انتقالي لهم ، طلب الزمالك 400 ألف دولار بينما توقف عرض ريز عند 300 ألف دولار فقط لعلمهم أن عقدي كان ينتهي بنهاية الموسم الحالي. ولرغبتي في خوض تجربة الاحتراف فقد تنازلت عن 100 ألف دولار من مقدم عقدي للزمالك حتى يوافق على بيعي ، وحصلت على وعد من مجلس الإدارة بحصولي على باقي مستحقاتي المالية. وبعد أزمة إسلام الشاطر أرسل لي نادي الزمالك على الفاكس الخاص بالنادي إقرارا بعودتي للزمالك في حال رغبتي العودة إلى مصر ، وعندما جئت إلى مصر عقب مباراة ليبيا لأحصل على مستحقاتي المالية كما كان مقررا ، رفض مسئولو الزمالك إعطائي إياها مبررين ذلك بأنني ألعب في أوروبا الآن ولا احتاج لها. وعندما خشوا أن أكشفهم في الصحف قاموا بحملة ضدي واتهموني بالخيانة وبالتفاوض مع الأهلي وبأنني احترفت في تركيا حتى أعود للأهلي ، وكلها اتهامات باطلة تماما. لكن ألم تجعل زدرافكوف زميلك في الفريق يوقع بدلا منك على الإقرار؟ بلى ، جعلت زدرفكوف يوقع بدلا مني على الإقرار لأنني شعرت بسوء نية من جانب مسئولي الزمالك وأحسست أنهم ينون خداعي. ولماذا لم تكتف برفض التوقيع على الإقرار؟
لأنني كنت أرغب في التركيز على التأقلم مع فريقي الجديد ، والرفض كان سيزيد من ضغوط الإدارة علي للتوقيع ، لكن بعد استفزاز بعض المسئولين لي واستخدامهم لي كورقة انتخابية اضطررت لإعلان حقيقة الإقرار. ألا تعتقد أن هذا قد يعطي إنطباعا عن سوء النية؟ قبل أن أرد على هذا السؤال أريد أن أوضح لجماهير الكرة في مصر بمختلف انتماءاتها أنني اعشق الزمالك ككيان أكثر من أي شيء آخر ، وليس الزمالك كإدارة ، ولذلك فإن الزمالك هو دائما وأبدا اختياري الأول ، لكنني لا أقبل سياسة "لي الذراع" التي استخدمها معي المسئولون لأنها تنطوي على افتراض سوء النية ، كما أنهم يريدون الحصول على كافة حقوقهم دون القيام بواجباتهم والتزاماتهم ، وهو ما لم أقبله. لكننا تابعنا في الفترة الأخيرة اتهامات لك بالخيانة وبالدخول في مفاوضات مع الأهلي ، فما تعليقك؟ هذه الاتهامات باطلة وليس لها أي أساس من الصحة ، فأنا لم أخن النادي في أي وقت ، بل انني كنت دائما أرضخ لقرارات الإدارة دون إثارة مشاكل ، حتى عندما جلست مع أحد المسئولين وطلبت منه تعديل عقدي الهزيل ، قال لي المسئول بالحرف "هذا هو الموجود ، وإذا لم يعجبك فاخبط رأسك في الحائط" ، ولم أثر أي مشاكل وقتها. ومفاوضات الأهلي ، ماذا عنها؟ وهل التفاوض مع الأهلي عيب أو خطأ؟ بل على العكس تماما ، فمسئولو الأهلي مشكورون لاهتمامهم الجاد بي ، واعتقد أن من حق أي ناد أن يتفاوض مع اللاعب الذي يريده طالما أننا نعيش عصر الاحتراف ، ثم "اشمعنى" اتهمت انا بالخيانة عندما رحلت ولم يوجه نفس الاتهام إلى حسام وابراهيم عندما رحلوا للمصري؟! ولماذا في رأيك؟ لأن حسام وابراهيم لديهم "ظهر" في الصحافة ، أما أنا فلا املك أي "ظهر" ليدافع عني ، ولذلك فهم يحملونني مسئولية تراجع مستوى الفريق في الآونة الأخيرة. وماذا عن عودتك للزمالك في يناير؟ بالفعل لقد حدثني مرتضى منصور من أجل العودة في يناير القادم ، وللعلم فهو الوحيد من مجلس الإدارة الذي ساندني في الأزمة ، لكنني اعتذرت له بكل أدب لأنني بدأت للتو تجربتي الاحترافي