مدريد - خالد يوسف : المدير الرياضى الحالى لنادى بارما والمدرب الأسطورى اريجو ساكى ، 58 عاماً ، يدعى أنه ضعيف الذاكرة ، ولكنه يعلم تماماً أن اسمه وحده كفيل باستعادة بعضاً من الذكريات السعيدة لعشاق كرة القدم فى العالم. فقد تولى تدريب واحد من أهم الفرق التى عرفتها الكرة الاوروبية خلال السنوات العشرين الماضية ، وسيظل فريق ميلان خلال سنوات الثمانينات الأخيرة ومطلع التسعينات مصدر فخر لساكى وأولاده من عناصر هذا الفريق التاريخى من امثال رود خوليت وماركو فان باستن وبطييعة الحال فرانك ريكارد المدير الفنى الهولندى الحالى لنادى برشلونة الإسباني. صحيفة الباييس الإسبانية اختارت ساكى ضيفاً لها هذا الأسبوع فى تغطيتها لدورى أبطال اوروبا ليتحدث عن برشلونة فى عهد تلميذه ريكارد. بنظرة فنية خالصة كيف ترى فريق برشلونة الذى يدربه تلميذك النجيب؟ -إننى شديد الإعجاب بما قدمه برشلونة حتى الآن خلال بداية الموسم ، لقد شاهدت فوزه على مايوركا 3-1 فى الدورى المحلى ، وشاهدت مباراة سيلتيك الأسكتلندى فى دورى الأبطال الذى قدم خلاله البارسا عرضاً رائعاً فى شوطه الأول ، إن ريكارد يقوم بعمل رائع إلى الآن ، فهو يدير فريقاً شجاعاً ، يجيد الاحتفاظ بالكرة والضغط على الخصم ، واللعب الجماعى ، وهو فريق أيضاً يمتلك مجموعة من اللاعبين لديهم اسلوبهم و فكرتهم الخاصة عن كرة القدم ، وهذه هى بصمة ريكارد. هل لك أن توضح أكثر بصماته على البارسا خلال عام ونصف من العمل؟ - برشلونة فريق على قدر من الانسجام والتوافق بين عناصره. فريكارد لا يعتمد على مجموعة من النجوم الجذابة ، بل هو يعلم تماماً أن لديه مجموعة من اللاعبين يمتلكون امكانات فنية راقية ، ولكنه ناجح فى توظيفهم لصالح كرة جماعية أفضل ، وليس فقط من أجل متعة فردية يقدمها لاعب أو اثنان ، فامتلاكك للاعبين جيدين لا يكفى لصنع فريق قوى. البعض يقول أن ميلان ساكى أصبح مصدر الهام لبرشلونة ريكارد ، خاصة فى طريقة اللعب ، الضغط على الخصم ، والتحكم فى الكرة وايقاع اللعب ، كيف تشعر بهذا الأمر؟
ديكو -أعتقد أنه ليس من العدل عقد مقارنة بهذا الشكل بين فريقين مختلفين. ولكنك كنت من اكثر المتحمسين وربما الوحيد الذى أعلن تأييده و دعمه لقدرات ريكارد الفنية فى احلك اوقاته ، والوقت أثبت صحة رؤيتك ، من أين اتيت بهذه الرؤية القاطعة؟ - لقد كان ريكارد دوماً من اللاعبين المفضلين لى ، وكنت أسعى جاهداً لاستقدامه كمدير فنى للبارما منذ أن تم تعيينى مديراً رياضياً بالنادى ، وبالنسبة لى ما اشاهده منه حالياً لا يعد بمثابة مفاجأة بأى حال من الأحوال ، إنه شخص لديه فكرة واضحة عما يريد أن يفعل ، لديه ثقافة كروية واسعة ، ودفء خاص على المستوى الانسانى ، لقد كنت على ثقة بأن مواهبه ستبزغ على الرغم من المشاكل التى حاصرته فى بداية مشواره مع البارسا. ولكن جمهور البارسا اظهر قدرة كبيرة على الصبر تجاه ريكارد ، ولا سيما فى ظل النتائج الهزيلة التى حققها الفريق فى الدور الأول من الموسم الماضى؟ -أنا لا أتحدث هنا على الجمهور، و لكن ما أقلقنى هو رد فعل بعض المسئولين فى إدارة برشلونة ازاء تلك النتائج الهزيلة ، خاصة وأنه من السهل الحكم على أى مدرب طبقاً للنتائج التى يحققها دون ان يحدث تقييم حقيقى لحجم العمل الذى كان يبذله شخص مثل ريكارد ، وفى بعض الأحيان يكون الصبر فضيلة أكثر أهمية فى كرة القدم من الذكاء والعبقرية. لقد عمل ريكارد فى عامه الأول مع نجم لامع مثل رونالدينيو ، الآن الفريق يضم مجموعة أخرى من اللاعبين المميزين من أمثال لارسون ، ايتو ، جولى ، كيف ترى تلك الصفقات الأخيرة لبرشلونة؟ - أرى أنهم لاعبون على قدر كبير من الأهمية لأى فريق ، والبعض منهم لا يزال شابا ، ربما يكون هناك العديد من الأسماء الأكثر شهرة منهم ، إلا أن كرة القدم لعبة جماعية فى نهاية الأمر ، حيث تكون الأولوية للأسماء الأكثر كفاءة ، إنها لعبة تمارس بالإرادة ، ويشارك فيها الجميع ، وعلى المدير الفنى أن يقدم الحلول دوماً لكل المشاكل التى يصادفها فريقه.