مدريد (إفي): يستعد فريق ريال مدريد الإسباني هذا الموسم تحت قيادة مدربه الإيطالي الجديد كارلو أنشيلوتي، الذي وصفه الكثيرون بأنه "رجل السلام"، لبدء مرحلة جديدة مع النادي الملكي عقب ما اعتبره آخرون حقبة "ديكتاتورية" من المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو تعامل خلالها بشكل "غير لائق" مع الصحافة وعدد من رموز الملكي وعلى رأسها حارس الفريق وقائده إيكر كاسياس الملقب ب"القديس". على رأس قائمة الأهداف المطلوبة من أنشيلوتي احراز لقب دوري أبطال أوروبا للمرة العاشرة في تاريخ الفريق، وهو ما سيعني بدء "الربيع المدريدي" بعد 12 عاما عجاف. جاء اختيار رئيس الريال فلورينتينو بيريز لأنشيلوتي بعد عام سلبي على صعيد النتائج بلقب واحد فقط هو كأس السوبر الإسباني، والمشاكل التي كان مورينيو بطلها - سواء كان محقا أم لا- ليغير دفة الادارة الفنية مع أنشيلوتي لتمتعه بخصائص وصفات مختلفة تماما عن الداهية البرتغالي. لذا يصل أنشيلوتي لاعادة الهدوء للفريق بعد الانقسامات التي حدثت داخله بين مؤيد ومعارض لسياسات مورينيو، وأيضا للرهان على أسلوب جديد للعب يعتمد على الاستحواذ على الكرة بصورة أكبر والأداء الهجومي الاندفاعي. يبدأ المدرب الإيطالي الموسم الجديد برهان جديد على الشباب بشراء حقوق لاعب الوسط البرازيلي كاسيميرو الذي ينتظر أن يكون من أبرز نجوم الموسم المقبل بجوار لاعب مالاجا السابق إيسكو ونجم ريال سوسييداد الصاعد آسيير اياراميندي، وهو رهان على المستقبل والحاضر في نفس الوقت. وحصل ريال مدريد قبل انطلاق الموسم على 58 مليون يورو من صفقات بيع كل من راؤول ألبيول (11 مليون) وخوسيه كاييخون (10 ملايين) وجونزالو إيجوايين (37 مليون)، ولكنه في نفس الوقت أنفق 75 مليون في صفقات كاسيميرو (ستة ملايين) وإياراميندي (39 مليون) وإيسكو (30 مليون). ولكن تتبقى له الصفقة الأهم التي قد ترهق خزائنه، حتى وإن كان أنشيلوتي قال مؤخرا أنه لا يحب الحديث عن الأمر في ظل وجود من أدى بشكل جيد في موسم الاعداد، ولكن هذا لا يعني أنه لا يفكر كثيرا في ضرورة انجاز المراد وهو انتقال الويلزي جاريث بيل لاعب توتنهام الإنجليزي لصفوف الفريق. الظروف التي يبدأ فيها أنشيلوتي مهمته التدريبية مشابهة لتلك التي واجهها مورينيو في حينه، فخلفه يحمل سيرة ذاتية قوية، ويحلم بتحقيق اللقب العاشر الذي فشل مورينيو في تحقيقه على مدار ثلاث سنوات بالسقوط في نصف النهائي، والفوز بالليجا الذي توج به مورينيو مرة واحدة مع الملكي، لكنه يبدأ هذا الموسم تحديدا في ظرف مشابه تعرض له مورينيو الموسم الماضي وهو عدم وجود صفقة محسومة. مورينيو حينها كان يسعى للحصول على الكرواتي لوكا مودريتش وهو أيضا لاعب توتنهام، وأنشيلوتي حاليا يرغب في الحصول على خدمات بيل، ولكن العائق المادي بالنسبة له أكبر بكثير عما كان الحال عليه في صفقة الكرواتي، حيث يطالب ال"سبيرز" بأكثر من 100 مليون يورو للتخلي عن نجمهم الأوحد. وصول بيل لريال مدريد سيعني الكثير بالنسبة لأنشيلوتي حيث أن المنطقة التي يلعب فيها مغطاة بشكل جيد وهو ما سينقل كريستيانو لمركز رأس الحربة، الأضعف في الفريق عقب رحيل إيجواين وعدم التعاقد مع مهاجم صريح وفي ظل تذبذب مستوى الفرنسي كريم بنزيمة وصغر سن الصاعد ألبارو موراتا