قوي إداريا.. يعامل رئيسه كند وليس كموظف.. يحب السيطرة على كل ما يتعلق بعمله.. يفقد أعصابه حين يغضب، لكنه أب، قديس، وناجح بدليل وصول فريقه لنهائي الأبطال للعام الثاني على التوالي. ويستعرض FilGoal.com خمس قصص من مسيرة المدرب الألماني المحنك يوب هاينكس المدير الفني لبايرن ميونيخ تعكس أبرز سماته ونقاط قوته. 1) خابي مارتينيز نوع من القهوة! هو يحب التدخل في كل الجوانب التي قد تؤثر على عمله.. لهذا لا يمكن لبايرن ميونيخ إتمام صفقة دون رضاه. خابي مارتينيز كان نموذجا لذلك، لاعب الوسط الإسباني الذي انتقل من أتليتك بلباو إلى بايرن ميونيخ في أغلى صفقة بتاريخ النادي الألماني كله. فقد صرح يوب هاينكس "هل لعبت دورا في الصفقة؟ يمكنني فقط القول إن بعض الأشخاص في النادي كانوا يظنون خابي مارتينيز هو أحد أنواع القهوة!". 2) جوارديولا؟ لم يكن هذا مقبولا حين يغضب يوب هاينكس من إدارة النادي، فهو لا يصمت.. بل يقول ما يراه بغض النظر عن العواقب، هذا لأنه على حد وصف صحيفة جارديان "ند مع رئيسه وليس موظفا". حين أعلن بايرن ميونيخ أنه تعاقد مع جوسيب جوارديولا لتدريب الفريق بداية من الموسم المقبل، كان من المتوقع أن يصمت هاينكس ولا يعقب على القصة. لكن المدرب صاحب ال68 عاما أبدى استياء كبيرا من توقيت الإعلان عن تعاقد بايرن مع بيب جوارديولا، وكذلك ضايقه أن النادي ردد كثيرا أنه سيعتزل في نهاية الموسم. وقال هاينكس: "قررت منذ عام أن أنهي عملي هنا ورفضت تجديد عقدي.. لكني لم أقل إني سأعتزل، ولم أحب أبدا أن يتم الإعلان عن التعاقد مع بيب في هذا التوقيت من الموسم". 3) يفقد أعصابه تحت الضغط يقول رونالد رينج الصحفي الذي رافق هاينكس كثيرا في مسيرته داخل وخارج ألمانيا: هو مدرب هادئ، لكنه يفقد أعصابه حين يغضب ويشعر بأنه تحت ضغط كبير. هذه الحقيقة تظهر في قصتين: ا) اطلعلي بره بدأ يوب هاينكس مسيرته التدريبية وهو في ال32 من عمره.. لكنه فشل على مدار ثماني سنوات في قنص أي بطولة. ذهب إلى بايرن ميونيخ في أول مرة كمدرب وقاد الفريق للفوز بالبوندزليجا مرتين متتاليتين. لكن لأنه لم يكن ناجحا قبل هذا ظلت قوته محدودة. وكان عصبيا، لهذا اصطدم بالعديد من لاعبي بايرن ميونيخ وأبرزهم القائد المجنون ستيفن إيفنبرج الذي قال للمدرب هاينكس في واقعة شهيرة "لننقل هذه المشاجرة إلى خارج النادي". أقيل الرجل الذي كان مهاجما رائعا من تدريب الفريق بسبب صدامه مع اللاعبين في بايرن، وقتها مديره أولي أونيس صرح "حتى الآن الإطاحة بهاينكس هو أكثر قرار ندمت عليه في حياتي". ب) فيراري ريال مدريد الرجل الذي كان نجما كلاعب وسجل 220 هدفا في 369 مباراة رحل عن ألمانيا، وتولى هانيكس تدريب ريال مدريد، وذلك بعدما فشل الميرنجي في التعاقد مع المدرب الألماني الأخر أوتمار هيتزفيلد. ريال مدريد كان كعادته يضم كوكبة من النجوم، وكان وقتها الفريق يعرف باسم "نادي الفيراري" نسبة لنوعية سيارات أغلب اللاعبين. قاد هاينكس الميرنجي للفوز بدوري أبطال أوروبا بعد صيام 32 عاما.. لكن هذا لم يكن كافيا للمدرب حتى يبقى على رأس ريال مدريد. هناك عاملان أطاحا بهاينكس من تدريب الميرنجي، أولهما هو احتلال الفريق للمركز الرابع في جدول الليجا. أما العامل الأهم هو حين أصر هاينكس على تطبيق غرامة مالية ضد بايدج مياتوفيتش وكلارنس سيدورف وبعض لاعبي الفريق بسبب الإفراط في السهر والاحتفالات الماجنة خلال الموسم. وقتها قام رئيس النادي الملكي لورنز سانز بزيارة اللاعبين، وقال لهم بحسب رواية رونالد رينج "لا تقلقوا.. ان نوقع ضدكم أي عقوبات". فرحل الرجل الذي كان يلقب بطفل البوندزليجا حين كان لاعبا عن ريال مدريد. 4) تهديد بالقتل بعد رحلة في تنيريفي، جاءت تجربة أتليتك بلباو ومن بعده شالكه.. لم ينجح هانيكس في صنع معجزات مع هؤلاء.. وبدأ اسم الرجل يهبط بعدما كان قد ارتفع بفوزه بدوري الأبطال مع ريال مدريد. انتقل هاينكس إلى مكانه الأصلي، مونشنجلادباخ.. لكن تجربته كانت سيئة وكاد الفريق أن يهبط إلى الدرجة الثانية. ووصل الحال إلى أن جماهير النادي بعثت للمدرب رسائلا تهدد حياته وأسرته، لتنتهي التجربة ويرحل هاينكس مقتعنا بأنه يحتاج لفترة من الراحة، وقد حصل عليها وابتعد عن كل شيء لعامين. بعد سنتين، واجه بايرن ميونيخ أزمة طاحنة مع مدربه يورجن كلينسمان، وتمت إقالة الأخير ليصبح النادي في حاجة لمدرب مؤقت، وكان الاسم الأوفر حظا هو هاينكس. 5) النهاية السعيدة؟ هاينكس وجد كل ما يحتاجه بالضبط مع بايرن وقتها، فالفريق أصبح يلعب بلا أي ضغوط بعدما اختبر درجات الفشل مع كلينسمان. تحسن الفريق مع هاينكس حتى انتهى الموسم ورحل الرجل إلى ليفركوزن. وحين احتاج بايرن في 2011 لمدرب لم يفكر كثيرا ولجأ لهاينكس.. وقد كان نجاحه الأخير لازال عالقا في أذهان جماهير النادي البافاري. هنا كان الوضع مثاليا.. أخيرا هاينكس يدخل بايرن كاسم ناجح، وبالتالي كان في موقف قوة.. فباتت العصبية على اللاعبين والندية في التعامل مع الإدارة والسيطرة على كل ما يخص الفريق أمر طبيعي. تحول هاينكس في رحلته الثالثة مع بايرن إلى أب بحد وصف لاعب الفريق جيروم بواتنج، وقديس بحسب ما صرح به أولي أونيس رئيس النادي البافاري. فاز هاينكس بالبوندزليجا هذا الموسم، ويلعب في نهائي كأس ألمانيا ومن قبله نهائي دوري الأبطال.. وبالتالي لو فاز بالثلاثية سيحقق لنفسه بالفعل النهاية السعيدة لرحلته مع بايرن، وربما لمسيرته مع الكرة. اقرأ أيضا .. أطرف 20 تصريحا للساخر الضاحك يورجين كلوب