كلما طار حمام «على» وحلق فى السماء، يكون على يقين أنه سيعود إليه مجدداً، فهو من اعتنى به وأطعمه ويعشقه بصورة ربما تفوق ارتباطه بأسرته وبنى جنسه. «على أحمد على»، يعشق الحمام منذ الصغر، فهى هواية ورثها عن أبيه واتخذها مهنة فى المستقبل، حيث يخرج من بيته يومياً، ويجوب مناطق مختلفة، مستعيناً ب«توك توك»، يمتلكه ويضع به أقفاص الحمام، حتى يصل إلى الأسواق الشعبية بمناطق إمبابة، السيدة زينب، السيدة عائشة، لبيع ما بحوزته من طيور، ويشترى أخرى، ثم يعود بها إلى منزله فى منطقة بشتيل. خِصال طيبة عديدة تعلمها «على»، من الطير، منها الحب، الرحمة والصبر: «لازم يكون جوانا رحمة عشان نتعامل مع الطير، لازم نصبر عليه، وعلى أكله وشربه، مينفعش أى حد يربى طير، لأنه بيفهم وعايز حد يعتنى بيه ويركز معاه، والأهم ميشتغلش مهنة تانية غيره». رزق «على» دائماً يجنيه من المناطق الشعبية، فهناك يعشق السكان تربية الحمام، وأكله: «بيعتبروا الطير فى البيت رزق وخير، ودائماً بيهتموا بيه ويخصصوا له أماكن فوق السطوح وفى البلكونات، وده مش موجود فى الأماكن الراقية، لأنها هتشوف عشش وأقفاص الحمام بتشوه المكان»، مشيراً إلى ولع البعض بشراء وتربية حمام الزينة، بالرغم من أن سعره يتخطى مئات الجنيهات: «ليه زبون، ومش شرط من الأغنياء، فيه ناس بتشتريه وهى محتاجة للفلوس، رغم إن لحمته وحشة وميتكلش مقارنة بالبلدى». موجة الغلاء التى طالت كل شىء أثرت على رزق «على»، فهو يؤكد أن حركة العمل تراجعت كثيراً فى الفترة الأخيرة بسبب الغلاء، خاصة فيما يتعلق بطعام ومستلزمات تربية الطيور، الأمر الذى لم يجعله يتراجع عن هوايته، ومصدر رزقه: «التربية هواية، وأنا عندى أكتر من 100 حمامة، بأنواع مختلفة، زى الهزاز، الشقلباظ، الزغلول، الحلبى، الإنجليزى وغيرها».