يستعد سكان غزة للاحتفال بالذكرى 25 لتأسيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مع رئيس المكتب السياسي للحركة، خالد مشعل، المتوقع أن يزور القطاع الساحلي للمرة الأولى منذ عشرات السنين. ويجري على قدم وساق الاستعداد للاحتفالات المقبلة التي تنظم يوم الجمعة المقبل برغم الطقس البارد. وأقيمت منصة خشبية كبيرة. وخرج كثيرون من سكان غزة لمشاهدة الاستعدادات، وعبروا عن أملهم في أن ينتهي الخلاف المرير بين حماس وحركة فتح التي تسيطر على الضفة الغربية. وتأتي الزيارة المتوقعة لمشعل في إطار مسعى أكبر في عملية المصالحة. وتولى مشعل (56 عاما) زعامة حماس بعد اغتيال عبد العزيز الرنتيسي، والشيخ أحمد ياسين، مؤسس الحركة عام 2004. وبعد أن قتل الاثنان في غزة يقود مشعل الحركة من المنفى حيث الأوضاع أهدأ نسبيا. ووافقت إسرائيل وحماس على وقف لإطلاق النار توسطت فيه مصر الشهر الماضي لإنهاء ثمانية أيام من القتال. وشنت إسرائيل هجومها الجوي يوم 14 نوفمبر بهدف معلن هو منع النشطاء من إطلاق الصواريخ على بلداتها ومدنها الجنوبية. وصعدت الأسهم السياسية لمشعل بشدة بعدما قاد الفريق الفلسطيني الذي يتفاوض على وقف إطلاق النار بوساطة مصرية. ولا يقبل مشعل فكرة اتفاق سلام دائم مع إسرائيل لكنه يقول إن حماس قد تقبل دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية كحل مؤقت مقابل هدنة طويلة الأمد. ولد مشعل في سلواد القريبة من مدينة رام الله بالضفة الغربية وقاد حماس خلال الاضطرابات التي أطلقتها انتفاضات الربيع العربي، وأبدى ما وصفه رفاقه بمهارات دبلوماسية بارعة لتجاوز الأوضاع. ونجا مشعل من محاولة إسرائيلية لاغتياله عام 1997 عندما حقنه ضابطا مخابرات بالسم في وضح النهار في شارع خارج مكتبه في العاصمة الأردنية. وأغضب الهجوم العاهل الأردني الراحل، الملك حسين، الذي توعد بشنق الضابطين الإسرائيليين إذا لم يتم تسليم ترياق لهذا السم. وانصاعت الحكومة الإسرائيلية التي شعرت بالحرج من الواقعة. وفي حين أجبرت الأزمة في سوريا قيادة حماس في المنفى على التخلي عن دمشق كقاعدة لها فقد خرجت حماس فيما يبدو بأصدقاء جدد بينهم مصر التي يقودها الإسلاميون. وحتى في ظل قطع حماس علاقاتها مع سوريا يحافظ مشعل على العلاقات مع إيران أحد الحلفاء الرئيسيين للأسد. واستغل مشعل خطبه الأخيرة أثناء صراع غزة ليدعو مرة أخرى إلى اتخاذ خطوات نحو المصالحة، ومنها إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية والتحرك صوب وضع استراتيجية مشتركة للقضية الفلسطينية.