أكد الشيخ محمد حسان خلال المؤتمر الشعبي الذي حضرة بمطروح، مساء اليوم، ضرورة التفاف كافة التيارات والقوى السياسية في مصر حول حوار لمصلحة البلاد، تشارك فيه كافة القوى الليبيرالية والمسيحية والإسلامية وغيرها، ويكون الحوار مفتوحا بشرط صدق النوايا، حتى نصل بمصر لبر الأمان والاستقرار. وأكد أنه لا يجوز لفئة قليلة أن تفرض رأيها على الأغلبية المسلمة مهما كانت قوتها الإعلامية، مشيرا إلى أن الهدف هو التعاون المثمر للخروج من الأزمة الحالية التي تعيشها مصر، حتى لا تغرق السفينة، التي "إذا تركناها فسيغرق منها العاقل قبل غيره والغني قبل الفقير". وأوضح حسان، خلال المؤتمر الشعبي الكبير الذي عُقد بعد صلاة العشاء بمدينة مرسى مطروح أمام مسجد الفتح معقل الدعوة السلفية، وحضره نحو ثلاثة آلاف شخص، أن بعض العلمانيين والليبيراليين يعتقدون أن الإسلاميين لا يحبون وطنهم كما يحبون دينهم ويدافعون عنه، و"لكني أقول لهم إننا أشد حبا لوطننا، فحب الوطن من حب الدين"، موجها رسالة مفادها أنه لا ينبغي أن نعلق أخطاء فرد أو فئة قليلة على الجماعة، ولا ينبغي أن نتربص لبعضنا البعض، ولا ينبغي أن تزايد وسائل الإعلام على الخطأ وكأنه تعميم وهو غير صادق، فالإسلام لا يشوبة سوء لمجرد خطأ من شخص مهما كان، مضيفا: "لا يوجد أحد معصوم من الخطأ سوى الرسول (ص)، ولو أخطا أحد من الجيش أو الأطباء أو المدرسين هل سيعمم الحكم على الجميع؟". وقال الشيخ إن مصر دولة إسلامية وستظل إسلامية مهما حاول الآخرون غير ذلك، وإن الدولة تعرضت لعدد من الأزمات والكبوات وعانت كثيرا على مر العصور، والله وحده أنقذها ونجاها. وأشار إلى أن "إسلامنا يعلمنا الآن اختلاف الناس في العقيدة، فنحن لا نخشى الخلاف ولكن نخشى أن يتحول إلى تمزيق للأمة، والإسلام كدين لم يُكره الآخرين على اعتناقه، فكيف نطمع أن يعتنق الآخرون آراءنا". وعاد ليؤكد أن طبيعة الاختلاف موجودة منذ بدء الخليقة، متعجبا بشدة ممن يدعون إلى التوافق رغم أنه لن يحدث، لأن البشر مختلفون حتى القريبون منهم، ولا يوجد بيت واحد به وفاق، سواء بين الأبناء أو الأزواج، عقلا وجسدا وروحا. وتحدث محمد حسان عن قضاة مصر، قائلا إن القضاء شرف وينبغي أن نحترم جميع القضاة لأنهم يحكمون بين الناس، متابعا: "قضاء يعطي للمظلوم حقه وينصره على الظالم ويحكم بالحقوق لأصحابها، وكم دعوت القضاة إلى ضرورة تطبيق القضاء بشرع الله، وأود لو قابلت أي قاضٍ لأقول كان من باب أولى دعوتكم للسلطة التنفيذية لتطبيق القضاء بشرع الله". ولفت إلى أنه لا ينبغي تسييس القضاء، موجها في نهاية كلمتة دعوة إلى الإعلام المصري لتجنب الإثارة والانتقال إلى "الإنارة" لا "الإثارة".