كانت اللغة العربية قديما أكبر من مجرد حروف وكلمات ينطق بها قوم من الناس، بل تمكنت من وجدانهم بثراء مفرداتها وكثرة تراكيبها ومعانيها التي لا تنتهي، حتى قيل "لا يؤتى اللغة إلا نبي"، وارتبطت اللغة العربية أكثر بوجدان ناطقيها بعد أن زاد على البعد الاجتماعي والسياسي البعد العقائدي بعد ظهور الإسلام، حتى من دخل في زمرة ناطقيها لم يسلم من أسرها الخلاب، وأصبح أعظم علماء اللغة العربية من أصول غير عربية، مثل سيبويه وابن جني. ومع تدهور أوضاع المنطقة العربية سياسيا واجتماعيا تراجع الاهتمام الرسمي باللغة، واقتصر فقط على المبادرات الفردية والجمعيات العلمية المتخصصة وجهود بعض المخلصين من دارسي اللغة العربية، وانحصر الموقف الرسمي العربي في السعي وراء اعتماد اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية في الأممالمتحدة، وهو ما نجح بعد أكثر نحو 30 عاما من المحاولات. في مثل هذا اليوم الثامن عشر من ديسمبر في العام 2012 قرر المجلس التنفيذي ل"يونسكو"، عند انعقاد الدورة 190، تكريس يوم 18 ديسمبر يوما عالميا للغة العربية، واحتلفت "يونيسكو" ومعها العالم العربي في تلك السنة للمرة الأولى بهذا اليوم.