أكد رئيس حكومة حماس بغزة، إسماعيل هنية، مساء اليوم، أن المقاومة الفلسطينية خلال حرب إسرائيل الأخيرة على القطاع لم تستخدم سوى 5% من مخزونها، مشيرا في الوقت نفسه إلى مخزون الصمود لدى الإنسان الفلسطيني بالقطاع، الداعم الأكبر في هذه الحرب التي استمرت ثمانية أيام. وقال هنية، خلال لقائه في منزله بوفد اتحاد الصحفيين العرب برئاسة أمينه العام مكرم محمد أحمد، إن المعركة شكلت نقطة انطلاق للشعب الفلسطيني لإنجاز مشروعه التحرري وطرد المحتل عن أرض فلسطين. ووجه التحية للإعلام الفلسطيني، الذي وصفه بالفدائي الذي تصدى لحرب موازية من الاحتلال الإسرائيلي وتفوق عليه، وكان مُعَبِّرًا حقيقيا عن حالة الحرب التي عاشها قطاع غزة ولم يقصر في مهمته، مشيرا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي استهدف الصحفيين والمؤسسات الإعلامية في قطاع غزة خلال هذه الحرب لإسكات هذا الصوت وعدم فضح جرائمه، لكنه فوجئ بصمود الشعب الفلسطيني ووحدته. وجدد هنية تأكيده بأنه لا توجد دولة فلسطينية في قطاع غزة كما لن توجد دولة فلسطينية دون قطاع غزة، قائلا: "نحن وطن واحد وكيان واحد. نريد دولة وسلطة وحكومة واحدة لإنجاز مشروع التحرر الفلسطيني القائم على الثوابت الفلسطينية"، لافتا إلى أنه يجب أن يكون هناك مزاوجة بين المقاومة في الميدان والعمل الدبلوماسي الخارجي. وأضاف أن العدو فوجئ بحالة الإسناد العربي لقطاع غزة خلال هذه الحرب، مشيدا بدور مصر على مواقفها المتضامنة مع الفلسطينيين ضد العدوان والزيارات الميدانية لمسؤولين مصريين لقطاع غزة، إضافة إلى وفود عربية كثيرة. وقال إن "وقفة العرب والمسلمين تلك تدلل على أن هناك شيء تغير في العالم العربي، وأن هناك كلام جديد تسمعه أمريكا من قادة المنطقة"، داعيا وسائل الإعلام العربية إلى ضرورة تبني ثقافة المقاومة لتعزيز صمودها، مرحبا بهم في قطاع غزة الذي صمد في وجه عدو لا يرحم. ومن جانبه، وجه الأمين العام لاتحاد الصحفيين العرب، مكرم محمد أحمد، التحية لفصائل المقاومة بغزة على هذا الانتصار، مؤكدا أنها تؤسس للوحدة الفلسطينية ويجب البناء عليها لإنهاء الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة. وقال مكرم: "نسعى لتوثيق هذا العدوان الذي حدث على الصحفيين الفلسطينيين لنساعدهم في الوصول إلى المحكمة الدولية لمحاكمة العدو، وأيضا إلى اتحاد الصحفيين الدوليين، ونريد أن يشعرالصحفي الفلسطيني بأنه ليس وحيدا في معركته". وأضاف أن هناك بشارات يمكن أن تشجع على المصالحة الفلسطينية، كإعلان حماس مساندتها للرئيس محمود عباس في خطوة الذهاب للأمم المتحدة، بخلاف توحد كافة فصائل المقاومة في القطاع خلال الحرب، ما يدلل على أن التوحد الفلسطيني بات ممكنا. وحول إمكانية قيام اتحاد الصحفيين العرب بتوحيد الجسم الصحفي بين الضفة وغزة حيث توجد نقابتين للصحفيين، قال مكرم: "حاولنا توحيد الجسم الصحفي أكثر من مرة لكن لا توجد إرادة سياسية"، واصفا هذا الانقسام الصحفي بالخاطئ. وأضاف أن "رئيس حكومة حماس بغزة يقف إلى جوار ذلك التوحد، ونأمل أن يقف الرئيس محمود عباس إلى جواره لأنه دون إرادة سياسية لن يتحقق". ورأى الأمين العام لاتحاد الصحفيين العرب أن حجم مساحة الخلاف الفكري بين حركتي حماس وفتح تتلاشى، لافتا إلى تصريحات خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحماس، التي أعلن فيها أنه مع دولة فلسطينية على حدود 67، معلقا: "لا أرى أية مسافات عقائدية وفكرية بين فتح وحماس، فلماذا نؤخر تطبيق المصالحة الفلسطينية؟". واطَّلع وفد اتحاد الصحفيين العرب، الذي ضم 35 شخصية ممثلة لنقابات واتحادات صحفية عربية، خلال زيارته للقطاع على الجرائم الإسرائيلية والانتهاكات بحق الصحفيين خلال الحرب الأخيرة على القطاع. كما قدم مكرم العزاء خلال زيارته منازل شهداء العدوان، إضافة إلى زيارة برجي الشروق والحصري اللذين تعرضا للقصف في العدوان، وأيضا مستشفى الشفاء بمدينة غزة.