عندما اجتمع د.علاء فايز رئيس جامعة عين شمس مع عمداء الكليات أمس الأثنين، في الاجتماع الروتيني الذي يُعقد في آخر يوم من كل شهر، لم يكن يعرف أنه سيكون آخر نشاط له في الجامعة بل في الحياة كلها. صباح غدٍ لن يدخل فايز مكتبه في قصر الزعفران داخل الحرم الجامعي، الذي دخله أول مرة منذ 5 أشهر فقط، بعد أن لقى حتفه إثر حادث سيارة أليم اليوم الثلاثاء. في ديسمبر الماضي، تم انتخاب فايز رئيسًا للجامعة باكتساح بتفوقه على 18 أستاذًا، ليكون أول رئيس منتخب، وينتقل من أستاذ بكلية الطب إلى مشرف على كل كليات الجامعة. اسمه بالكامل علاء أحمد فايز محمد حمزة، من أشهر أساتذة جراحة طب الأطفال، تخصص في زراعة الكبد، وفتح باب الأمل أمام عشرات من الأطفال والكبار لإنقاذ حياتهم، وأسس أول برنامج لزراعة الكبد في مصر بأكتوبر 2001. جولة فايز في المستشفيات العالمية والعمل في وحدات زراعة الكبد ساعدته على تطبيق البرنامج في مصر، ومن بينها مستشفى ادوارد هيريوت بفرنسا، وجامعة ايسين في ألمانيا، وجامعة برينجهام في إنجلترا، ومستشفى سانت لاك براسيل في بلجيكا. فايز كان عضوًا بجمعيات جراحة الأطفال المصرية والعربية والبريطانية والأمريكية والأوروبية والأفريقية ودول البحر المتوسط. بدأ تدريبه المهني عام 1983، ثم سافر ليحصل على الدكتوراة من جامعة بريست بفرنسا عام 1986، هذا بخلاف حصوله على دبلومتين من كلية الجراحين الملكية في أدنبرة، ومن الجمعية الفرنسية لجراحة الأطفال. لعب فايز دورًا رئيسيًا في تأسيس وحدة جراحة الأطفال بجامعة عين شمس عام 1994، وساهم في تجديدها عام 2009 ب 7 ملايين جنيه جُمعت من التبرعات. حصل فايز على لقب الطبيب المثالي فى مارس 1996، وفبراير 1998 في تكريم نقابة الأطباء، وهو صاحب مجموعة مؤلفات طبية من بينها جراحة المناطق الحارة، عمليات جراحة الأطفال، جراحة الأطفال "تشخيص وعلاج"، دليل جراحة الأطفال لأفريقيا، جراحة الأطفال "كتاب الشامل لأفريقيا"، وله مطبوعات دولية في مجال جراحة المريء والعيوب الخلقية المعقدة بالجهاز البولي، وجراحة الأطفال حديثي الولادة وزرع الكبد للأطفال. خدمات فايز لم تتوقف على طب الأطفال بل امتدت لتصل إلى تطوير وحدة جراحة القلب والصدر في الجامعة، بميزانية بلغت 3 ملايين جنيه من التبرعات، ورحل دون أن يرى مشروع أول مستشفى مجاني متخصص لزراعة الكبد في الشرق الأوسط، التي مازالت تحت الإنشاء.