أكد القيادى بحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، الدكتور محمود الزهار، أن كتائب القسام وفصائل المقاومة فى غزة أسقطت 7 طائرات خلال حرب الأيام الثمانية على حد وصفه، مشيراً إلى أن تأثير صواريخ المقاومة كان المفاجأة الأكبر فى هذه الحرب. وقال «الزهار» فى مؤتمر صحفى عقده ظهر أمس السبت، إن المقاومة وضعت حداً لاحتمال الاجتياح الإسرائيلى لغزة برياً ليس تفضلا منها بل خوفا من قوة المقاومة، موضحاً: «كنا نتمنى دخول القوات الإسرائيلية بريا لأنه كان من الممكن أن نحرر جميع أسرانا عندما نأسر جنودا إسرائيليين خلال اقتحامهم». وأضاف أن المقاومة ظلت تطلق صواريخها قبل دقائق من سريان اتفاق التهدئة بإحداثيات دقيقة جدا لم تخطئ فى أهدافها، وتابع: «المفاجأة التى أحدثتها صواريخ المقاومة التى تم تطويرها فى غزة، أثبتت هزيمة المخابرات الإسرائيلية وعملائها المنتشرين بيننا فى قطاع غزة». وأكد «الزهار» أن المقاومة ستغلق أنفاق التهريب الواصلة بين سيناء وقطاع غزة، فى اليوم التالى لفتح معبر رفح، موضحاً أن تلك الأنفاق لن يكون لها أى فائدة فى ظل فتح الطرق الرسمية، بينما ستشرف مصر على وضع آليات فتح المعابر و«ستجلس مصر مع من تجلس للانتهاء من هذه القضية». وحول العملاء الذين ينقلون أسرار تحركات المقاومة فى غزة، شدد «الزهار» على أن حماس لن تتهاون معهم ولن تسمح بوجود عميل واحد بين أهالى القطاع، قائلا: «فلتضرب منظمات حقوق الإنسان رأسها فى الجدران لأننا قتلنا العملاء وفضحناهم فى شوارع غزة، حقوق الإنسان التى نعترف بها ونحترمها هى حقوق الإنسان الشريف وليس العميل»، وتساءل: «لماذا لم تلتفت هذه المنظمات التى تدعى حمايتها للحقوق، إلى الأطفال الذين قتلوا فى المجازر الإسرائيلية». وحول قوة المقاومة وعدم اختراقها من جانب الاستخبارات الإسرائيلية وعملائها، قال القيادى بحركة حماس، إن الأجنحة العسكرية فى كافة فصائل المقاومة لم تمضِ وقتها منذ الحرب الماضية عام 2008 عبثاً، وأكد أن تقلص حجم وعدد عملاء إسرائيل فى غزة كان أحد أسباب مفاجأة إسرائيل بصواريخ المقاومة. وأضاف خلال حديثه، أن عدد مسلحى المقاومة الذين استشهدوا أثناء الحرب التى دارت على مدار الثمانية أيام، لا يتجاوز 30 شخصا فقط من أصل 170 شهيداً، مشيراً إلى أن إسرائيل ضربت غزة ولم تجد فوق أرضها مقاومين فالتدريب أتى بثماره وليس من البطولة استهداف إسرائيل للمدنيين، على حد قوله. ووصف «الزهار» التأييد العربى والعالمى الكبير بأنه «مفاجأة» لم تكن متوقعة، قائلا: «مصر شريك فى هذا الانتصار، ولم ينزل المصريون إلى الشوارع نصرة لغزة بكثافة لأن قيادتهم قامت بواجبها ونصرت غزة وأهلها، وهناك بعض الوفود التى جاءت لغزة ولم نستطع استقبالها بسبب كثرتها وضيق وقتنا». وحول اتفاق التهدئة الذى أبرم فى القاهرة، أكد أن المقاومة ناقشت ورقة للتهدئة وقدمتها لمصر ولم يتغير أو يرفض منها بند واحد، موضحاً أن كل البنود التى أرادتها المقاومة وعلى رأسها فتح المعابر وتوقف إسرائيل عن اغتيالاتها لقادة الفصائل، وفتح البحر أمام الصيادين، كلها تمت تلبيتها. وقال إن حرب «حجارة السجيل» التى استمرت 8 أيام أعطتنا خريطة لكيفية تحرير فلسطين التى تبدأ من غزة ولا تنتهى فيها، وتابع: «عندما نطلق صواريخنا، وتدعمنا لبنان فى الشمال، وسوريا من الشمال الشرقى وربما الأردن كذلك فماذا سيتبقى من إسرائيل؟ لذا فإن مشروع المقاومة سائر نحو التطور ولن يتوقف». وعن رأيه فيما قامت به السلطة الفلسطينية ممثلة فى حركة فتح خلال هذه الحرب، أكد «الزهار» أن مشروع التفاوض لم يأتِ بأية ثمار تذكر طوال العقود الماضية، مشيراً إلى أن قيادة فتح تمنت الهزيمة للمقاومة خلال هذه الحرب وما قبلها لثبت نجاح مشروعها التفاوضى. ودعا القيادى بحركة المقاومة الإسلامية حماس، جميع أبناء فتح الذين يرفضون مبدأ التسوية مع إسرائيل إلى الانضمام إلى صفوف المقاومة، قائلا: «ندعو أبناء فتح إلى ترك مشروعها التفاوضى والعودة لرفع السلاح فى وجه العدو». وأكد «الزهار» أن «حماس» تفتح قلبها لكل من يريد خيار المقاومة، وتعهد بأن يسلح ويدرب المنسحبين من «فتح» ليرفعوا بندقياتهم فى وجه إسرائيل، وتابع أن قيادة حركة «فتح» هى التى كانت تريد إسرائيل خلقها لتكون بديلة عن منظمة التحرير الفلسطينية، وأن يكون مشروعها هو التسوية وإغلاق ملف تحرير الأرض، واصفا تلك القيادة بأنها «انحرفت عن مسار القضية ولها علاقة شاذة مع قيادات العدو». وحول موقف محمود عباس «أبومازن» رئيس السلطة الفلسطينية خلال هذه الحرب، قال «الزهار» إنه هرول إلى حماس والمقاومة لكنهم لم يردوا عليه، مؤكدا أن السلطة وأبومازن وقيادات حركة فتح ليست شريكا فى انتصار المقاومة فى غزة، قائلا: «القيادة فى السلطة فقدت مصداقيتها، والشارع فى الضفة الغربية أفلت من قبضة فتح والسلطة». واستكمل حديثه حول موقفه من رئيس السلطة الفلسطينية، قائلا: «أقمت دعوى قضائية ضد أبومازن فى النيابة، ولو جاء إلى قطاع غزة سأطلب اعتقاله بناء على التحقيقات القضائية، فهو كاذب، قال إننى هربت من غزة خلال حرب 2008 وهذا افتراء وكذب». وحول دعم المقاومة لتحركات السلطة الفلسطينية فى الأممالمتحدة لكسب صفة دولة «مراقب»، أكد «الزهار» رفض المقاومة لهذه الفكرة، واصفا إياها ب«الجريمة» فى حق الشعب الفلسطينى، قائلا: «هذه الدولة التى يطالب بها عبّاس عرّة، ونرفض التخلى عن كل الأرض الفلسطينية، ولن نرضى بدولة حدودها لا تعترف بأراضى 1948». أما عن أسلحة المقاومة التى أذهلت إسرائيل خلال هذه الحرب، قال «الزهار» إنه لم يكن أمام حماس والفصائل المقاومة إلا أن تُدخل السلاح إلى غزة، والنصر الذى حققناه دفع كثيرا من الناس حول العالم إلى دعم المقاومة مادياً وبالأسلحة كذلك، على حد تأكيده. بينما قال إن خسائر إسرائيل كانت فادحة اقتصاديا وأمنيا، وتابع: «الحرب حققت خسائر تقدر بنحو 400 مليون دولار يوميا فى الكيان الصهيونى، بينما زادت مطالبات المستوطنين بالتخلى عن الجنسية الإسرائيلية والهجرة العكسية، وبلغ عددهم تقريبا 750 ألف مستوطن». فيما أكد أن أكبر الخسائر الفلسطينية هى الشهداء الذين لا يقدرون بثمن، وتابع: «أحمل أوباما شخصيا مسئولية قتل شعبنا، ويجب تفعيل دور مقاطعة المنتجات الأمريكية بالكامل، ومن يشترى منهم هو مجرم بحق نفسه، فالاقتصاد الأمريكى حاليا مدمر بسبب الأزمة العالمية». أما «إيران» وحقيقة تمويلها وإمدادها المقاومة بالأسلحة، أكد القيادى بحركة حماس، أنه يجب أن نشكر إيران لقيامها بذلك ولن ننكر فضلها، مؤكدا أنها لم تشترط تمويلها مقابل أى شىء، وتابع: «لسنا مشروع أحد ولا دولة ولا مذهب ولا حزب، نحن مشروع تحرير فلسطين، ومن يشعر بعدم الرضا عن تمويل إيران لنا عليه أن يتنافس معها لدعمنا ضد الكيان الصهيونى».