اتضحت الرؤية. لم يعد خافيًا أنّ مصر تتعرض الآن لحرب سياسيّة واقتصاديّة شرسة. أكثر من دولة أوروبيّة قررت وقف رحلاتها السياحيّة إلى مصر، والضربة الموجعة جاءت مع الأسف من روسيا، التي كنّا نُعلِّق عليها آمالًا كبيرة. الموقف الروسي غامض، ومريب، وغير مفهوم، لكن القلق والندب لن يحلا مشاكلنا. اتضحت الرؤية. مصر تواجه حربًا بكل معنى الكلمة، ويبدو أنّ النيّة قد أصبحت مبيّتة ل«حصار» اقتصادي بهدف تركيع الدولة المصريّة. الغرب – إعلامًا ومؤسسات وإدارات حاكمة – يريد أن يُعاقب مصر على إفشال خططه الاستعماريّة ومؤامراته على منطقة الشرق الأوسط. وفي إطار حربه القذرة تلك يبحث عن أي قشّة يكسر بها ظهر مصر، شعبًا وقيادةً، وحادث الطائرة الروسيّة المنكوبة ليس أول «تلكيكة».. ولن يكون الأخير. ما الذي ينبغي علينا جميعًا كمصريين أن نفعله؟. هل سنقف مكتوفي الأيدي حتى يضيع منّا بلدنا؟. كفانا ندبًا وإحباطًا وقلقًا ولنبدأ في حشد طاقاتنا لمواجهة هذه المؤامرة. علينا كمصريين، كل من موقعه، أن نفكّر ونبادر ونكون عند مستوى تاريخنا كشعب، وكدولة تحمل على كاهلها حضارة عريقة، ومن هذا المنطلق قررت جريدة «الوطن»، تحريرًا وإدارة، أن تكون منبرًا لتحريض المصريين على مواجهة ما يُحاك ضد بلدهم من مؤامرات، لذا أطلقت مبادرة لدعم وتشجيع السياحة الداخليّة، واختارت لهذه المبادرة عنوانًا ينبض بالتحدي والكبرياء: «أنا رايح شرم». ومن خلال هذه المبادرة ستخاطب «الوطن» كافة الجهات المعنيّة مثل شركة مصر للطيران، وشركات السياحة، كما تدعو «الوطن» كافة مثقفي وفناني ورياضيي مصر لدعم هذه المبادرة، من خلال زيارات وحفلات وأنشطة في «شرم الشيخ»، للتأكيد على أنّ مصر ليست حديثة عهد بهذا النوع من التحديّات، وأنّها كعهدها دائمًا، وبفضل إرادة شعبها وإخلاص قيادتها السياسيّة، ستكسب الرهان وستنتصر، والأيّام بيننا. «الوطن» أطلقت مبادرة «أنا رايح شرم».. وهي بذلك تضع المصريين أمام جوهرهم الحقيقي، وتثق أنّهم ساعة الجد.. مصريون كما يعرفهم العالم كله: أصحاب حضارة.. وأصحاب حق.
