قال مصدر مسئول فى اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصرى إن تعليمات شفهية صدرت من صلاح عبدالمقصود، وزير الإعلام، للتعديل فى أسماء ضيوف برامج الهواء وتغير المداخلات التليفونية واستبدالها بأسماء معروفة بتأييدها للإخوان بعد الإعلان الدستورى الذى صدر أمس الأول، وذلك قبل لحظات من بث البرامج على الهواء مباشرة تجنباً لتناول أسماء بعينها للأحداث. وأضاف المصدر أن عبدالمقصود شدد على جميع رؤساء القنوات ومعدّى ومخرجى البرامج ضرورة الابتعاد عن إثارة الأحداث التى يشهدها ميدان التحرير وإن دعت الضرورة على الهواء إلى الاكتفاء بالإشارة لها على اعتبارها أعمال شغب وفوضى لإثارة البلبلة، يأتى ذلك فى الوقت الذى ركزت فيها نشرات الأخبار على أحداث غزة وإعلان تنفيذ هدنة وقف إطلاق النار استجابة للتدخل المصرى. وتجاهل التليفزيون المصرى المظاهرات الرافضة لقرارات الرئيس مع الساعات الأولى من صباح أمس «الجمعة» -وحتى مثول الجريدة للطبع- فى حين عرضت القناة الفضائية المصرية المظاهرات أمام قصر الاتحادية التى دعا لها حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين لتأييد الإعلان الدستورى الجديد. وعرضت القناة الأولى خريطة برامجها المعتادة رغم سخونة الأحداث وعلى رأسها برامج «عالم الحيوان» والبرامج الدينية وبرامج المرأه ولم تتطرق شاشات التليفزيون المصرى للتظاهرات من قريب أو بعيد. وأيدت جميع برامج التليفزيون المصرى مساء أمس الأول قرارات الرئيس محمد مرسى، وبثت كاميرات «ماسبيرو» تغطية موسعة للمظاهرات المؤيدة لقرارات مرسى أمام دار القضاء العالى، وتجاهلت المظاهرات المناهضة له بشارع محمد محمود، وأعقب ذلك مجموعة من البرامج السياسية التى تؤيد الإعلان الدستورى الجديد وذلك باستضافة خبراء قانون معروفين باتجاهاتهم المؤيدة لجماعة الإخوان إلى جانب قيادات حزب الحرية والعدالة، حيث استضاف برنامج «نادى العاصمة» على القناة الفضائية المصرية القيادى الإخوانى عصام العريان، فيما حل الشيخ صفوت حجازى كضيف لبرنامج «كلم مصر» وطارق الزمر والخبير القانونى ثروت بدوى وسيف الدين عبدالفتاح مستشار الرئيس وفريد إسماعيل وحلمى الجزار القيادى بجماعة الإخوان. وشكر مراسل التليفزيون فى الإسكندرية الرئيس مرسى وأثنى على قراراته التى اعتبرها تاريخية، مؤكداً أن الشارع السكندرى مؤيد لقراراته أثناء تغطية التليفزيون لمظاهرات الإخوان أمس الأول. من جانبة، اعتبر الدكتور ياسر عبدالعزيز الخبير الإعلامى تناولَ التليفزيون المصرى لقرارات مرسى الأخيرة إعادة إنتاج للحالة التى كان عليها الإعلام فى زمن مبارك، حيث أصبح التليفزيون دعاية فجة لصالح الرئيس وقراراته. وقال عبدالعزيز: «للإنصاف يقضى القول بأن ما كان يفعله وزير إعلام مبارك أنس الفقى كان أكثر احترافية وأقل تحيزاً مما يفعله عبدالمقصود الذى حول التليفزيون الحكومى لأحد تليفزيونات جمهورية الموز وليس تليفزيون فى دولة تسعى لتحول ديمقراطى حقيقى». وقال الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن تناول التليفزيون للأحداث بشكل منحاز يحاول إيصال رسالة للبسطاء مفادها أن معظم القوى السياسية والنخب تؤيد قرارات الرئيس. وقال «العالم»: «اعتدنا على تناول التليفزيون للأحداث بتلك الشاكلة وأصبح الأمر من المسلمات ولا نتوقع غير ذلك من وزير راح يؤكد أنه خلع عباءة انتمائه للإخوان على باب ماسبيرو ليأتى الواقع ويؤكد أن تلك مجرد شعارات للاستهلاك وأن من أطلقها لا يؤمن بها أو يدركها».