الاحتقان يتزايد، والأوضاع تضطرب، القصف لم يزل مستمراً فى غزة، فيما بدأ قذف بالحجارة فى «محمد محمود» تدشيناً للذكرى الأولى لأحداثه الدموية، فى الوقت الذى بذل فيه الرئيس جهداً ملحوظاً فيما يحدث بفلسطين الشقيقة، كانت وتيرة الأحداث لا تتوقف فى الشارع المتفرع من ميدان التحرير مخلفة مزيداً من الجرحى وشهيداً جاء يحتفل بذكرى رحيل أصدقاء الكفاح فى «الثورة الثانية» بات فى عداد الشهداء. بينما كان الرئيس محمد مرسى يتقبل واجب العزاء على قبر شقيقته «الحاجة فاطمة» بمحافظة الشرقية، أثلج صدور الموجودين بإعلانه إنهاء العدوان على غزة قريباً مخبراً عن «تهدئة» اتفق عليها طرفا المعركة، ووسط ذلك الزخم كانت الأحداث فى الشوارع المحيطة بميدان التحرير تشهد تصعيداً لم يجد من يدعو ل«تهدئته» وقع على أثره «جابر صلاح»، عضو حركة 6 أبريل وعضو حزب الدستور، غارقاً فى دمائه. وفى الوقت الذى تتزايد فيه أعداد الجرحى من جانبى الشرطة والمتظاهرين كان رئيس الوزراء، هشام قنديل، يزور مصابى الشرطة برفقة وزير الداخلية فيما لم يحاول أن يضع حداً لما يتم فى أروقة الشارع الذى لم تجف دماء شهدائه منذ عام كامل. «أمر منطقى» يعلق بها هيثم الخطيب، المتحدث باسم اتحاد شباب الثورة، على رد الفعل الرسمى حيال التصاعد الدموى فى شارع محمد محمود، معولاً ذلك على ما سماه استخداماً سياسياً للحدث من قبل الحكومة للتغطية على كارثة القطار وكذلك ما يجول داخل أروقة الجمعية التأسيسية من تخبط واضح قد يطيحان بوزارة قنديل -حسب وصفه-. ويتابع «الخطيب»، عضو المكتب التنفيذى لحزب الدستور، تعقيبه على تصريحات الدكتور مرسى بشأن الأوضاع فى غزة قائلاً: «طبعاً شىء كويس إننا نهتم بشأن ما يحدث فى فلسطين ولا بد أن نظل داعمين بكل ما نملك، لكن هذا لا يغنى عن الاهتمام بالشأن الداخلى، خصوصاً أن أعداد مصابى أحداث محمد محمود فى تزايد والموضوع بقى فى شهداء».