تواصلت أزمة انقطاع المياه فى عدد من المحافظات، ففى قرية العوامرة جنوب بورسعيد، يصطف الأهالى منذ الصباح الباكر، فى طوابير بالجراكن والبراميل، على الطريق، فى انتظار سيارة الحى أو السيارات الخاصة، التى تبيع لهم المياه. طوابير بالجراكن فى «العوامرة».. والأسر تدفع 300 جنيه أسبوعياً لشراء المياه.. وأهالى «الحرادنة وعرب الشريفة» يلجأون للطلمبات الحبشية وقال محمد الشامى، عضو مجلس نقابة الفلاحين، إن معظم سكان حى الجنوب، وعددهم أكثر من 90 ألف نسمة، يعانون من نقص الماء. وأضاف: «ننتظر سيارة الحى أو جرار زراعى يبيع لنا الماء، وأحياناً لا نجد هذه السيارات، لأنها تكون باعت كل ما تحتويه من مياه فى القرى المجاورة». ويتابع: «منذ 3 أعوام ناشدت مسئولى حى الجنوب أن يرحمونا ويدخلوا الماء إلى القرية، فوعدونا بإنشاء محطة، فى أغسطس 2012، ومن وقتها نسألهم كل يوم، ويقولون لنا، فوتوا علينا الأسبوع الجاى». وأكد محمد ناجح عامر، أحد أهالى القرية، أنهم تلقوا وعوداً بإنشاء محطة مياه منذ أكثر من 10 سنوات، ولم يحدث، وأوضح، أن كل أسرة تشترى مياها بنحو 300 جنيه أسبوعياً. وقال محمد سليمان، أحد مزارعى القرية، إن كثيراً من المزارعين خسروا محصولهم هذا العام بسبب نقص مياه الرى، وتابع: «تمنعنا وزارة الزراعة من رى أرضنا بمياه ترعة السلام، وننتظر دخول الماء بالمناوبات، وحتى تصل إلينا يكون المحصول مات فى الأرض من العطش». من جهته قال المهندس عاشور السيد، رئيس قطاع بورسعيد بالشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى، إن الزيادة السكانية لمنطقة بحر البقر بشكل عام هى السبب فى عدم وصول المياه إلى قرية «العوامرة» وغيرها من القرى. وأوضح أن العوامرة تعتبر إحدى القرى التابعة لبحر البقر، ضمن مثلث كامل يضم 20 قرية. وفى أسيوط اشتكى أهالى قريتى «الحرادنة» و«عرب الشريفة» بمركزى القوصية ومنفلوط، من ضعف المياه التى تصل إلى القرية، وتلوثها، خاصة خلال الأيام الماضية، مؤكدين أن ذلك يتسبب فى إصابة الكثير من الأهالى بأمراض مزمنة، فى مقدمتها الفشل الكلوى والكبد. وقال حمادة منصور -من أهالى القرية- إن المشكلة عندنا لا تقتصر على أن لون المياه تغير لأنه مفيش مياه أصلاً، وأضاف: «النسبة الضعيفة التى تصلنا لا تكفى أحداً، غير أنها ملوثة»، وطالب المسئولين بالتدخل السريع حتى لا يتسبب ذلك فى الإضرار بصحة الأهالى. وقال سيد إبراهيم، أحد أهالى قرية عرب الشريفة التابعة لمركز منفلوط، إن الحنفيات جفت، ونحن نلاقى العذاب لملء الجراكن والأوانى. وأشار، إلى أن ما يتردد حول إرسال شركة المياه سيارات مياه للمناطق المحرومة عار تماماً عن الصحة. وأضاف: «تقدمنا بأكثر من شكوى بسبب انقطاع المياه المتكرر عن القرية وارتفاع نسبة الملوحة فيها لكن ريقنا نشف من قلة المياه، والمسئولين لسه مخدوش بالهم منها، فبطلنا نشكى». من جهتها دشنت الإدارة العامة للعلاقات العامة والتوعية بشركة مياه الشرب والصرف الصحى بأسيوط، حملة أطلقت عليها «شائعات تلوث المياه بمراكز أسيوط»، قالت فيها إن الهدف منها هو توعية المواطنين ضد الشائعات التى تروج لتلوث المياه، ما يثير البلبلة، ما رد عليه الأهالى بقولهم إن «60%من مياه أسيوط ملوثة، وعلى الحكومة أن تكون صادقة». كما تواصلت أزمة انقطاع مياه الشرب بعدد من نجوع وقرى الأقصر، وامتدت لتصل إلى مناطق «منشأة العمارى» و«الزناقطة» و«البعيرات» و«الضبعية»، برغم ملاصقة هذه المناطق لنهر النيل.