«ليه عملت كده يا بابا، وحشتنى أوى وربنا يرحمك»، كلمات رددها صبى لم يتعدَ عمره 15 سنة، نال السرطان من جسده الهزيل، ورغم تحمّله آلام المرض فإنه لم يتحمل ألم فراق والده الذى مات منتحراً، بعد عجزه عن الوفاء باحتياجات أسرته وتحمل نفقة علاج نجله المريض. فى منزل بسيط بمنطقة الرجبى فى محافظة الغربية، كان مسرح المأساة التى تخلص بها الأب، أشرف فاروق، 44 سنة، حداد مسلح، من حياته شنقاً ب«حبل غسيل» فى شرفة المنزل، بسبب الفقر وعجزه عن الوفاء باحتياجات نجليه، وسخطه من ضيق الرزق. «كريم»، طالب بالصف الثانى الإعدادى، 15 عاماً، مصاب بالسرطان، قال إنه فوجئ بصراخ والدته فى السادسة صباحاً من يوم الاثنين الماضى، حينما دخلت غرفة النوم فجأة ولم تجد والده، فإذا بها تتوجه إلى الشرفة لتجد عائلها معلقاً من عنقه فى «جدار الشرفة» وحول رقبته «حبل غسيل». «كريم»: أناشد الرئيس علاجى.. والأم: «أشرف يئس من ضيق الرزق» وأضاف: «لا أستطيع التنفس والبلع، وأعيش على شرب العصائر والسوائل بسبب مرض السرطان، حيث تأتينى نوبات غيبوبة وتشنّج عصبى». وناشد «كريم» الرئيس عبدالفتاح السيسى علاجه على نفقه الدولة لتخفيف العبء عن والدته الأرملة. وعبرت الزوجة «عبير»، عن حزنها، قائلة: «جوزى كان سندى، ومش عارفة إيه اللى يخليه ينتحر، أنا شقيانة طول عمرى وأقف معه دائماً لنحافظ على أولادنا». وأضافت أنها تعمل بأحد مشاغل الغزل لمساعدة زوجها، وأبلغته حاجة نجلهما إلى جرعة علاج كيماوى، لافتة إلى أن زوجها كان يعمل باليومية فى مجال المقاولات، وأصيب بحاله من اليأس بسبب ضيق الرزق.