قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، إن مراعاة الفتوى الصحيحة هي العاصمة من الترخص الذميم والتحلل من ربقة الدين، موضحا أن صناعة الفتوى السليمة هي الكفيلة بترغيب الناس في الالتزام بالشرع الحنيف، داعيا المُفتِينَ أن يجدِّدوا النظر في تولي المرأة القضاء. واكد شيخ الأزهر، في كلمته الرئيسية بالمؤتمر العالمي للإفتاء اليوم، أن التحرُّج والتأثم هما مفترق طريق تضل فيه الفتوى بين طرفي الإفراط والتفريط، موضحا أنه مع وجود النص القاطع الصريح في الشريعة لا نظر ولا تجديد وإنما التسليم لله والرسول، مشيرا إلى أن التساهل في فتاوى التكفير والتفسيق والتبديع يؤدي إلى استحلال الدماء المعصومة. وأضاف الطيب، "أعتقد أنَّه من حق المسلمين عليكم، أصحاب السماحة من أهل الاجتهاد والفتوى، أنْ تُجَدِّدوا النَّظَر في كثير من القضايا، فإن وُجد قاطع صريح لا يحتمل التأويل بحال، فلا كلام ولا نظر ولا تجديد، ولا يسع المسلمَ حينئذ، إلَّا أنْ يُسَلِّم لله ورسوله طائعًا مختارًا، وإن لم يوجد قاطع، فالمسؤولية أمام الله تُحَتِّم التيسير على المسلمين في هذا الزمان، ما دام هذا التيسير في إطار المقاصد الشرعية والقواعد الكلية، بعيدًا كل البُعد عن التقليد المعصوب العينين، والجمود على ظواهر النصوص دون استشراف لآفاق التيسير ورفع الحرج ومراعاة الأحوال، التي تختزنها هذه الظواهر أنفسها، غير أنَّها تحتاج إلى مَن يكتشفها وينزل بها إلى واقع الناس".